<!--<!--<!--<!--
حافظ على ثلاثة أرباعك
بقلم المرحوم السيد محمد خليفة عبابنة
(رئيس جمعية سال سابقا - محافظة إربد)
أم مريم لا تدري عن تقسيمات العلم والعلوم ولا تعلم بأن هناك رياضيات وفيزياء و فلسفة وغيرها. فطرة أم مريم تجعلها تعرف أهمية الأشياء فهي تعرف القليل من الرياضيات ، تعرف ثمن بيض دجاجاتها التي تربيها في باحة المنزل وتعرف أهمية زراعة البصل والبقدونس والثوم وغيرها. ولكنها وبالفطرة عرفت أهمية المياه دون أن تعلم الآيات القرآنية.... "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون "الآية 30 من سورة الأنبياء "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقينكموه وما أنتم له بخازنين" الآية22 من سورة الحجر.
والحديث النبوي الشريف"لا تسرف في الوضوء ولو كنت على نهرٍ جارٍ" والكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث على الحفاظ على الماء. كانت أم مريم تستخدم قاعدة المياه الرمادية البسيطة دون أن تعرف ما معنى مياه رمادية فهي تغسل الثياب وتحافظ على مياه الغسيل لتضعها في سطل وتنقلها إلى شجرات الدارلترتفع الأغصان والأوراق طالبةً الرزق والمغفرة إلى أم مريم .
أبو مريم هو الآخر لم يسرف يوما ًفي استعمال للمياه فقد كان يحمل إبريقا من الماء ليتوضأ فيذهب به تحت أشجار الدار.
فيتوضأ هو وتشرب الأشجار لينال أجران من رب العباد أجر الوضوء وأجر سقياه شجر الدار.
بيت أم مريم ينعم بالسعادة والهناء ووفرة ظلال الأشجار وكثرة الثمر والقناعة بكل شيء .
لكن الفطرة لم تعلم أم مريم وأبا مريم أن جسم الإنسان ثلاثة أرباعه من الماء وأن سطح الكرة الأرضية ثلاثة أرباعه من الماء فالرابط بينهما عجيب ولا بد أن يكون من تقديرعليم خبير.
ولنتذكر قول الحق سبحانه و تعالى"وإن تعدوا نعمه الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم" الآية 18 سورة النحل
ولنتذكر عمل أم مريم وأبا مريم في الحفاظ على الماء ليحفظنا الله في أجسادنا المكون ثلاثة أرباعها من الماء، فسبحان الله القائل:
"وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً"الآية 54 من سورة الفرقان.
الكاتب: محمد خليفه إبراهيم عبابنه