authentication required

جاورني حوار غريب في مترو الأنفاق ما بين مواطن عادى وآخر مفتون بشعارات الثورة وكان لزاما على أذني أن تنصت لهم في هم طال كل الأفئدة بعد مرور أعوام على نافورة الشعارات التي ملأت الميدان وبيوت المصريين في كل مكان .وكان المشهد ملفتا للنظر حيث تفاخر المفتون بشعاراته " عيش حرية عدالة اجتماعية " " يسقط حكم العسكر " وتفاخر بكثير من جولاته في الميدان وصار يعدد مزايا الثورة من وجهة نظره عكس كل المتواجدين في العربة وحاوره الناس بشدة وحنق أشد حتى هم أحدهم أن يلقيه من نافذة العربة .وما إن هدأت عاصفة النقاش حتى تكلمت فأنصت الحضور في صمت قاتل ما بين علامات رضا لدى الكل وعلامات عدم رضا من المفتون بالربيع العبري القادم من الزمن البعيد ليهدم صرح بناه أجدادنا بالعرق تارة وبالدم تارة أخرى وكانت كلماتي صارمة :
- لم يكن ليُسمح لها أن تتخطى حدود المتاح لعالم الكبار.
- لم يكن ليُسمح لها أن تصل للقوة التي بها تقول لا أحيانا .
- لم يكن ليُسمح لها أن تظل البعد السني في العالم الإسلامي دون عقاب .
- لم يكن ليُسمح لها أن تظل دولة بجيش مصنف عالميا الخامس في أخلاق الحرب والحادي عشر في فنون القتال .
- لم يكن ليُسمح لها أن تتخطى بِنيتها التحتية الحد اللازم لقفزة اقتصادية كبرى وكانت في الطريق حيث اعترفت كل منظمات الإغاثة وصندوق النقد أن الثورة قتلت كل محاولات الحد من الفقر في مصر.
- لم يكن ليُسمح لها أن تمتلك قدرة ولا قوة لتقول لا في وجه التقسيم القادم وخطة الهلال " احتلال كل دول الحوض المتوسطي العربي " وخطط الاستبدال والتنازل عن أراضى عربية للتخلص نهائيا من القضية الفلسطينية وضمان أمان إسرائيل .
-لم يكن ليُسمح لها أن تظل عقودا على قمة الشرف العسكري في الشرق الأوسط وعلى من ؟ إسرائيل .
- لم يكن ليُسمح لها أن تظل دولة ذات ثقل عالمي موقع جغرافي وبحر متوسط وبحر أحمر وقارتين وقناة تربط شِقَي العالم .
- لم يكن ليُسمح لها أن تحتفظ بتاريخ يفوق أمريكا الشيطان الأكبر وقادة عظماء ضحوا طويلا للحفاظ عليها درة المشرق والمغرب .
- لم يكن ليُسمح لها أن تظل مصر وسطية الدين وواحة توازن العالم أجمع .
وفى سبيل تحقق أهدافهم للحد من قدراتها زرعوا الفتن في كل أواصر الدولة وغيروا مفاهيم الكلمات في عقول كثير من شبابنا فتحولت القيم لموروث مات في مهده وتحولت الخيانة لتعايش سلمى والانتماء إلى عمالة والدين لورشة عمل كبيرة شارك فيها كل من لا دين له حولوا الإحساس بالوطن لإحساس برغبات متغيرة للفرد حولوا النخوة إلى رعونة والفروسية لمنتهى التبعية واحتلوا أراضينا بأرجلنا واستعمروا البيوت في عقول أبنائنا وفتحوا خطوط التناقض والبغضاء في أجيال مغيبة . ضخموا لغة الحلم وغيبوا كل أساسات الواقع وصار المثل الأعلى اليهود في صورة الأمريكان في كل أفعالنا لونوا القلوب بألوان العلم الأمريكي والصهيوني حتى تنازل البعض عن ألوان أعلام بلادهم وصار الدولار هو العملة الرسمية لكل العرب زرعوا بذور السقوط في الجسد العربي المترهل دفعوا الحالمين لهدم بيوت قائمة أملا في قصور مستحيلة وساقونا إلى حيث النهاية لدولة كانت ملء السمع والبصر.
- ومما زاد الهم هموما أن السادة الثوار ما زالوا يتكلمون يبررون يتباهون ولا يندمون نسوا أنهم كانوا أول معول هدم حضارة كانت راسخة . نسوا أنهم نذير الخراب الذي حل في بلادهم نسوا أنهم كانوا في خندق واحد مع ألد أعداء أمتنا المسكينة أخذوا مالا ومساندة وتكريما حتى تم المراد وآخر كلمات نتنياهو أنها ثورة الربيع الصهيوني .
- وللآسف أغرقوا كل سفن النجاة حتى صارت العودة مستحيلة تجاهلوا كل شئ كان شاهدا على غيهم وخيانتهم تخلصوا من كافة المستندات الدالة على خيانتهم ونسوا أن التاريخ لا يحتاج مستندات فنتائج الأعمال هي ما تحفر إما أثرا أو مقبرة لخونة عروبتهم .
ومن هنا أقول بملء فيهى آسف مصر لن تعود .. لن تعود .. لن تعود طالما ما زال فيها مثل هؤلاء .
أرأيت نتائج أفعالك ؟أرأيت ماذا فعلت بوطنك ؟ لأهلك الذين ربوك على غير هدى ؟ أرأيت أيها الكاذب رددت الشعارات ودمرت بلادك بحثا عن فقر مدقع وإمكانات معيشية بدائية انقطاع الكهرباء والماء وصرنا نفتخر برغيف عيش مغموس بتراب الأرض .
وكلما شاهدت التلفاز وجدت أشكال ما أنزل الله بها من سلطان يتكلمون على غير هدى ولا وطنية ويستميتون على مواقف ضالة فمنهم من يرفض الجيش الذي يحمى حتى أهله وهو جالس يسامر على حساب أروحنا ومراجيح الأحزاب الورقية التي هي لهم مصدر قوت حرام على أجسادهم ومن دمائنا يقامرون بالوطن جهارا ولا حياء ولا حياة لمن تنادى . يسلمون البلاد لطوفان اللا عودة ويتكلمون وهم لا يملكون إلا الكلام . لسنا معكم ولا معهم نحن مع أنين الأرض والشعب المطحون لسنا معكم ولن نكون أيها الأفاقون
حفنة الدولارات التي في يديك لن تستمر لأبنائك بل ستستمر هالات العار الملاحق لذريتك إن كانت لك ذرية أو منبت أسرة كريمة .
الجيش الذي هاجمته يحمل أوزارك ويدفع فاتورة إما خيانتك أو غبائك ويروى الأرض من دماء أبنائنا الطاهرة بَيْد أنت ميت في زى حي .
والنتائج متلاحقة وحسابك قادم لا محالة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 24 مايو 2013 بواسطة SAMIRALSHEIR

مجلة (( نسمات عربية )) لشعبة المبدعين العرب

SAMIRALSHEIR
مجلة الكترونية ناطقة لحال الشعبة العامة للمبدعين العرب رئيس مجلس الادارة سمير عبد الرازق رئيس التحرير سمير احمد القط »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

36,665