تعد المنح والمساعدات المصرية لأوغندا في مجال الري تجسيدا حقيقيا على أرض الواقع لتوجه مصر بتعميق وتوسيع نطاق التعاون مع قارتها الأفريقية بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص.
وقال الدكتور ممدوح حسن رئيس بعثة الرى المصرية بأوغندا ومدير عام الإدارة العامة لخزان "أوين" - في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم في كمبالا - إن كل الخطوات المصرية تأتى في إطار رغبة الحكومة المصرية في توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع الجانب الأوغندى فقد تمت الموافقة على تقديم منحة مصرية بقيمة 5,4 مليون دولار لأوغندا لتنفيذ عدة مشروعات تنموية تشمل إنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار وخزانات الأودية، وحفر آبار جوفية لمياه الشرب وتدريب الكوادر الفنية الأوغندية.
وأوضح رئيس البعثة المصرية أنه تم بالفعل توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الموارد المائية والرى ووزارة المياه والبيئة الأوغندية في 12 يناير 2010 على الإطار العام لأنشطة المنحة المصرية..مشيرا أيضا إلى أنه في أبريل من العام الحالى، وافقت الحكومة المصرية على إتاحة مبلغ 4، 5 مليون دولار على أساس منحة تصرف لدعم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع المسار العاجل لدرء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسى بغرب أوغندا.
وأضاف أن المنحة المصرية تهدف إلى تنفيذ أعمال الحماية ضد مخاطر الفيضان بالأماكن التي تم تحديدها لتقليل الآثار السلبية للفيضان بمقاطعة كسيسى وأنه يتم قياس مناسيب المياه ببحيرة فيكتوريا عند مقياس جنجا أمام سد أوين.
وأشار الدكتور ممدوح حسن إلى أنه في 22 مارس 1999 تم توقيع اتفاقية المنحة المصرية لأوغندا بإجمالى 13.9 مليون دولار أمريكى منها 8.3 مليون دولار لشراء معدات للمشروع ومبلغ 5.6 مليون دولار للتشغيل والصيانة وإدارة المشروع،وسميت تلك المرحلة بالمرحلة الأولى للمشروع التي امتدت من عام 1999 حتى عام 2007..موضحا أنه عقب انتهاء المرحلة الأولى للمشروع في مايو 2007 وافقت الحكومة المصرية على استمرار المشروع لمدة 3 سنوات أخرى تمثل المرحلة الثانية للمشروع والتي بدأت يوم 20/5/2007 بمنحة قدرها 4.5 مليون دولار لتشغيل وصيانة المعدات وإدارة المشروع، وبعد انتهاء المرحلة الثانية للمشروع وافقت الحكومة المصرية على الامتداد الثانى للمشروع لمدة عام واحد يمثل المرحلة الثالثة للمشروع وبدأت يوم 21/5/2010 بمنحة قدرها 2 مليون دولار، وتم توقيع اتفاقية المرحلة الرابعة من المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية في 18 يناير 2013 بقيمة 2 مليون دولار.
وأكد رئيس البعثة المصرية للرى بأوغندا أن أعمال التطهيرات من الحشائش على البحيرات الأستوائية، في سدود حصاد مياه الأمطار حيث تم الانتهاء من 7 سدود لـ المزارع السمكية ومن 3 مزارع سمكية وأعمال المراسي النهرية حيث تم إنشاء شاطئ نهرى بمقاطعة كاليرو وشاطئ نهرى بمقاطعة امولاتار لخدمة أهالي المنطقة ولتسهيل عمليات الصيانة، والأعمال الإنشائية بشاطئ ماسيسى حيث جار العمل بالموقع وتم الانتهاء من نحو 97% من الأعمال الإنشائية والتي تشمل إنشاء سوق متكامل لبيع الأسماك قد تمت بالكامل..مضيفا أن هناك دورات تدريبية وبناء القدرات حيث تم عقد 4 دورات تدريبية للفنيين الأوغنديين في مجال صيانة المعدات الخاصة بالمشروع، وتصميم وإنشاء صيانة سدود حصاد الأمطار، نظم المعلومات الجغرافية والشراكة بين القطاع العام والخاص.
وقال ممدوح حسن - في تصريحاته - إنه في إطار رغبة الحكومة المصرية في توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع الجانب الأوغندى تم الموافقة على تقديم منحة مصرية بقيمة 4، 5 مليون دولار لأوغندا من أجل تنفيذ عدة مشروعات تنموية تشمل إنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار وحفر آبار جوفية لمياه الشرب وتدريب الكوادر الفنية الأوغندية وتم توقيع الاتفاقية في يناير 2010 حيث الهدف التنموي الشامل الذي خصصت من أجله هذه المنحة هو مساعدة حكومة جمهورية أوغندا من خلال شراء معدات إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار بغرض القضاء على مشكلة ندرة المياه، إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار، حفر آبار مياه جوفية للاستخدام الآدمي وتوفير مياه شرب آمنة تدريب الكوادر الفنية الأوغندية في مصر وأوغندا لضمان تأهيلهم بمستوى مناسب في التخطيط والإنشاء والتشغيل وإدارة السدود والآبار بالتنسيق مع مصر، ومشروع المسار العاجل لدرء مخاطر الفيضان بمنطقة روينزورى بمقاطعة كسيسى - غرب أوغندا ومن هذا التقرير نرى مدى الدعم الأخوى القوى ماليا وفنيا، والتعاون كذلك في المجالات التنموية والتدريب للكوادر الأوغندية، والذي تقدمة مصر على مدى سنوات عديدة، والذي يأتى في إطار التعاون بين مصر وأوغندا ودول حوض النيل من خلال دعم القيادتين السياسيتين في البلدين وتوثيقا لروابط الأخوة في دول حوض النيل.
ووفقا لما تشير إلى ه الأرقام فقد قامت مصر بتقديم منح بملايين الدولارات، كمساعدات على مدى 16 عاما إلى دولة أوغندا لتطوير المشروعات المائية، بلغت أكثر من 22.4 مليون دولار، كمنح مصرية، وشملت مقاومة الحشائش المائية وتطهير البحيرات العظمى وإنشاء سدود حصاد الأمطار وإنشاء المزارع السمكية والمراسى النهرية بشتى مقاطعات أوغندا، والتي جاءت لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وحرصا على دعم أواصر التعاون في العديد من المجالات السياسية والموارد المائية، ودائما يتقدم شعب وحكومة أوغندا بالشكر والامتنان لمصر حكومة وشعبا لما تقدمة من مساعدات ومشروعات قومية هناك.
وتم مؤخرا افتتاح عدد من المشروعات المائية، بأوغندا عبارة عن منح مقدمة من الحكومة المصرية لشعب أوغندا الشقيق، من بينها أحد آبار المياه الجوفية بمنطقة بكايونجا كنموذج للخمسين بئرا التي تقيمها وزارة الري بجنوب أوغندا، والتي توفر مياه الشرب لأكثر من نصف مليون مواطن في المناطق المحرومة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في 17 أبريل الماضى لتنفيذ مشروع المسار العاجل بقيمة 4.5 مليون دولار ومساعدة أوغندا في درء مخاطر الفيضانات في مقاطعة كسيسى الواقعة بغرب أوغندا والتي شهدت خلال السنوات الماضية سلسلة من الفيضانات العارمة وفقد الأرواح وتدمير المنشآت وتشريد المواطنين.
وتتمثل إنجازات التعاون الفنى مع أوغندا في المشروع المصرى الأوغندى لمقاومة الحشائش المائية والذي ساهم في رفع مستوى المعيشة للمواطن الاوغندى من خلال فتح قنوات الصيد التي كانت مسدودة بفعل الحشائش المائية العائمة في مخرج بحيرات كيوجا وفيكتوريا والبرت وأيضا تطوير القرى وإنشاء المراسى النهرية ومن أهمها شاطئ جابا الذي يخدم مباشر نحو 1، 2 مليون مواطن، حيث يعتبر المركز الرئيسى للنقل والتجارة بين 6 مقاطعات أوغندية والتي يبلغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة وكذلك شاطئ ماسيسى في مدينة جنجا الذي ساعد على إنعاش أعمال الصيد وتجارة الاسماك وتسهيل نقل البضائع والركاب وبنظرة تاريخية يعود التعاون الثنائى الفنى بين مصر وأوغندا إلى خمسينيات القرن الماضى حيث جاء عقب توقيع اتفاقية عام 1949 والتي بموجبها تم إنشاء خزان أوين خلال الفترة من 1949 – 1954- لأغراض توليد الطاقة الكهربية لصالح أوغندا وتخزين المياه ببحيرة فيكتوريا لصالح مصر والسودان والتي نصت على تواجد بعثة للرى المصرى بأوغندا حيث اتفق على تواجد مهندس مقيم للرى المصرى بدرجة مدير عام خزان أوين ويساعده 2 من مهندسى الرى المصرى في مدينة جنجا.
واستمر هذا التعاون على مدى السنوات التي تلت بناء سد أوين ولم يقف التعاون الفنى بين البلدين عند ذلك فقط بل ظهر وبقوة عندما تعرضت التجمعات السكنية حول بحيرة كيوجا وكذلك بعض التجمعات حول بحيرة فيكتوريا إلى الارتفاع المفاجئ في منسوب مياه تلك البحيرات مما أدى إلى نزوح الآلاف من المواطنين وتوقف الأنشطة الأساسية، وكانت الاستجابة المصرية للدعوة العالمية التي وجهتها الأمم المتحدة عام 1998 لتقديم العون للأشقاء الأوغنديين وقدمت منحة قدرها 13.9 مليون دولار لتنفيذ مشروع إزالة الحشائش من البحيرات الاستوائية ونهر الكاجيرا بأوغندا في الفترة المتدة من عام 1999 إلى عام 2007، واستمرت أنشطة مشروع إزالة الحشائش من خلال المرحلة الثانية ثم الثالثة ثم المرحلة الرابعة في عام 2013 والممتدة حتى الوقت الحالى.