كالعادة.. لا تخلو محافظة مصرية من سارقي النجاح، فرغم ازدهار الثروة السمكية في محافظة كفر الشيخ التي تنتج حوالي 21.8% من الإنتاج العام للأسماك على مستوى الجمهورية، إلا أن عصابات الزرائع تنتشر على طول سواحل المحافظة، وخاصة سواحل بحيرة البرلس.
يبلغ إنتاج بحيرة البرلس من الأسماك وحدها 87% من إنتاج المحافظة، وتقع البحيرة شمال شرق فرع رشيد وتمتد بطول 70 كم تقريبا إلى 17 كم تقريبا، وهي ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر من حيث المساحة؛ حيث تبلغ مساحتها حوالي 460 كم².
مافيا الزريعة
شيخ مشايخ الصيادين ببلطيم عبدالنبي عبدالمقتدر، أكد لشبكة الإعلام العربية “محيط”، أن إنتاج بحيرة البرلس من الأسماك حاليا يغطي 40% من احتياجات سكان مصر رغم ما تتعرض له من انتهاكات مافيا صيد “الزريعة” -وهي الأسماك الصغيرة المحظور الاقتراب منها حفاظًا على الثروة السمكية- الذين ينتشرون أمام “البواغيز” -مجرى مائي ضيق- مثل بوغاز البرلس ويصطادون الزريعة التي في طريقها إلى بحيرة البرلس، وبالتالي يقضون على الثروة السمكية داخل البحيرة.
وأشار شيخ الصيادين أن مافيا الزريعة تسببت في انقراض الأنواع الجيدة من الأسماك مثل الحناشة والدنيس والبوري وغيرها من الأنواع التي كانت تصدر للخارج وتجلب لمصر العملة الصعبة، مؤكدا أنه لو كانت الدولة واجهتهم من البداية لأمكن للبحيرة أن تغطي احتياجات مصر من الأسماك، بحسب قوله.
تعديات الفلول
لم تقف المشكلات عند حد مافيا الزريعة فقط، حيث أوضح عبد المجيد القن عضو جمعية الصيادين ببلطيم، أن استخدام لنشات الصيد داخل البحيرة من قبل من يطلق عليهم “حيتان الحزب الوطني المنحل”، تسبب في تدمير جزء كبير من الثروة السمكية.
ونوه القن أن تعديات “الفلول” رغم أنها مخالفة للقانون، إلا أنها تتم على مرأى ومسمع شرطة المسطحات المائية ولم يتم منعها أو مصادرتها حتى الآن. وفي السياق، أضاف مبروك أبو المجد عضو مجلس إدارة جمعية الصيادين بالبرلس، أن “فلول الوطني” استولوا على مساحات كبيرة من البحيرة تقدر بآلاف الأفدنة بدون وجه حق بطريقة “وضع اليد”، وأصبحت ملكا لهم بمساعدة الحكومات السابقة وتقاعس الحكومات الحالية، وعندما يقترب الصياد من هذه الأماكن يتم إطلاق ضرب النار عليه.
الأمن والتطهير
وأشار مبروك إلى أن حرس الحدود وشرطة المسطحات المائية، هما الجهتان الرئيستان المسئولان عن تدهور الحالة الأمنية بالبحيرة؛ بسبب التسيب والانفلات الأمني، مؤكدا أن توفير الأمن من شأنه جعل البحيرة من أفضل البحيرات مما يضمن عدم هجرة الصيادين من مصر للعمل في الخارج عن طريق الهجرة غير الشرعية.
أما أحمد عطية، صياد، فشدد على ضرورة تطهير البحيرة من الطمي المتزايد، لأنها أصبحت الآن لا تتحمل الكثير من الأسماك بسبب ترسيب الطمي بها، مطالبا بفتح البواغيز للسماح للأسماك التي تدخل من البحر المتوسط إلى البحيرة عن طريق منع شباك الغزل الموضوع أمام البواغيز من قبل مافيا صيد الزريعة.
مطالب الصيادين
وخلال جولة “محيط”، أعرب عدد من الصيادين عن مطالبهم التي تمنوا من الرئيس عبد الفتاح السيسي الإستجابة لها، أبرزها فتح بوغاز آخر أمام قرية “المقصبة” على ساحل البحر المتوسط بهدف تجديد المياه داخل البحيرة، والسماح للأسماك المتواجدة بالبحر للدخول إلى بحيرة البرلس.
كما ناشدوا المسئولين بضرورة القضاء على الفسيلة والأعشاب التي تستخدم في عمل “التحويطاط” لزيادة إنتاجية الأسماك، ومنع استخدام اللنشات في الصيد داخل البحيرة، وتطهير البحيرة وتعميقها، مشددين على ضرورة أداء حرس الحدود لدوره الأمني وكذلك شرطة المسطحات المائية وتنفيذ سلطة القانون على المخالفين.