لقد حث الرسول -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الأحاديث النبوية على ضرورة حسن إختيار القيادات لدرء الكثير من المفاسد عن الأمة والمجتمع الإسلامي، فقال – الرسول صلي الله عليه وسلم  - "إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله".
     

   إن ما نشاهده من خلل فى أداء الكثير من الأجهزة الحكومية يعزى في معظمه إلى ضعف القيادات الإدارية وعدم كفاءتها، فرغم أهمية القاعدة المعروفة ( الشخص المناسب فى المكان المناسب) إلا أننا نلمس تجاهلها وإختيار اشخاص لا تتفق مواصفاتهم مع ما تتطلبة الوظائف القيادية من شروط ومواصفات ولا يتم تفعيل مبدأ الجدارة والكفاءة حتي الأن فكثيرا ما يتم الإعتماد على الأقدمية فى الترشيح للمناصب القيادية أو إختيار أهل الثقة.
     

    وفى تقديرى تفرض التغيرات التى تشهدها مصر وارتفاع الوعى بحقوق الإنسان  والمطالبة بتحسين الخدمات العامة أن يتسلح قادة الإجهزة الحكومية بقدرات ومهارات فنية وإنسانية وذهنية عالية تساعدهم فى حل المشكلات وإكتشاف معوقات العمل والتعامل بموضوعية معها وتطوير الأعمال والأنشطة بهدف الإرتفاع بجودة الخدمات ومتابعة حسن التعامل مع المواطنين وإعادة الثقة بين الأجهزة الحكومية والمواطنين.

   ونظراً للأهمية الكبرى للقيادات الإدارية، فقد حظى موضوع اختيارها باهتمام كبير في مختلف الأنظمة الإدارية. وأوجدت بعض أنظمة "الخدمة المدنية" فى الدول المتقدمة نظماً خاصة لكبار موظفى الخدمة المدنية، وأنشأت آليات مختلفة لاختيارهم، بما يتيح "الانتقاء" فى شغل الكفاءات للمناصب القيادية. ويظهر هذا جلياً في النظام الفيدرالي الأمريكي، على سبيل المثال، الذى أوجد ما يسمى "نظام كبار الموظفين التنفيذيين فى الوظائف المدنية الحكومية الفيدرالية"، بما يؤدى إلى شغل الوظائف القيادية بطريقة غير تقليدية تضمن إختيار الأكفاء، ومدى تناسب مهارات وقدارت المرشحين لشغلها للوظائف القيادية الشاغلة.
 

  وينصح علماء الإدارة العامة بإيجاد "مركز وطنى" متخصص لتأهيل وتدريب المرشحين للوظائف القيادية، حيث يقوم المركز بقياس أداء ومهارات وسمات المرشحين من خلال اختبارات عملية للقدرات والمهارات والسمات الشخصية، يضاف إلى ذلك توفير "قاعدة بيانات" شاملة عن القيادات على مستوى الوطن، وكذلك تطبيق "مسار وظيفى" خاص بالقيادات يتضمن معايير مهنية ومؤسسية لتقييم أداء القيادات. إضافة إلى توفير الحوافز المناسبة على أساس الكفاءة والقدرة على الإبداع والابتكار، كما أنه من الأهمية الاهتمام بموظفى "الصف الثانى"، وبتبنى نظم تدريبية متخصصة لتنمية قدراتهم وعقد المختبرات للتعرف علي قدراتهم  في تقديم البدائل لتطوير الأعمال وتحسين الآداء ، ومدى اتصافهم بالموضوعية والوضوح والشفافية وتقبل آراء الآخرين، ومعرفة مدى امتلاكهم لمهارات حل المشكلات، وتحديد مدى ما يتمتعوا به من مهارات سلوكية فى التعامل مع الأفراد وقدرتهم على التأثير والإلهام والتحفيز فى محيط العمل.
 
     

   ونذكر مرة أخرى قول الرسول عليه السلام فيما يتعلق بإختيار القادة فعن أبى ذر رضي الله عنه قال, قلت:  يا رسول الله, ألا تستعملنى؟ - معنى الاستعمال هنا أن يجعله عاملاً, والياً, حاكماً, موظفا كبيراً, رجل مسؤولية -, قال: فضرب بيده على منكبى - تحبباً, وترفقاً, وتلطفًا- ثم قال: يا أبا ذر, إنك ضعيف - أى القيادة تحتاج إلى خصائص- وإنها أمانة, وإنها يوم القيامة خزى وندامة, إلا من أخذها بحقها, وأدى الذى عليه فيها .

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف، http://kenanaonline.com/drelsawaf
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 670 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2016 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

808,849

ابحث