أصدر المركز القومي للترجمة التابع للمجلس الأعلي للثقافة في مصر ترجمة كتاب العالم الألماني أولريش بيك بعنوان مجتمع المخاطر العالمي - بحثا عن الأمان المفقود – والصادر بتاريخ 2006  وابرز المؤلف خطورة الإرهاب  الجهادي الذي اصبح ظاهرة عالمية ويشكل خطورة  بالغة على أمن الشعوب واستقرارها وبصفة خاصة عملياته الانتحارية التي وصفها عالم الاجتماع الألماني انها عمليات عابرة للقوميات لا تخضع لقواعد الحرب المعروفة عالميا  وتؤدي الي انتزاع سلطة الدولة وتقويضها فى نفس الوقت لأن وسائلها الحربية والعسكرية أصبحت عاجزة وغير صالحة . فهي تتم عشوائيًا وبلا هدف وبشكل لا يمكن تقديره فليس هناك حرب أو تهديد  والضحايا سواء كانوا بالزى العسكري او مدنيين عزل ، ليس لديهم إمكانية الدفاع المضاد ، فالإرهابيون لا يرغبون تحقيق النصر بل يريدون خلق الخوف وبث الرعب فى نفوس الأبرياء من الناس. وأضاف ان العالم اصبح اليوم امام حقيقة مؤكدة هي عولمة توقع هجمات ارهابية ممكنه فى أي مكان فى العالم وفي أي وقت ، وتخطت بذلك كل ضمانات الأمن التي تعهدت بها الدول القومية.

    ويقارن المؤلف بين خطر الإرهاب وبين والأزمات والكوارث البيئية مثل الزلازل والاعاصير وتسونامي فهي الأخري تحدث بشكل غير متوقع ، إلا أن الكوارث الطبيعيةرغم ان التدخل البشري لن يستطيع أن يعوق حدوثها إلا أنه يمكن علي الأقل التنبؤ بها قبل حدوثها ويمكن بالتالي اتخاذ إجراءات وقائية أساسية.

    علي أية حال ينطلق المفكر الآلماني من اننا اليوم نعيش في مجتمع مملوء بالمخاطر العالمية متمثلا في التهديدات الكونية –بدءا من الارهاب ووصولا إلي التغير المناخي- الأمر الذي يتطلب من الدول ضرورة التعامل مع الإزمات بالإسلوب العلمي.

     فهذه الأزمات هي حالات طارئة أو مفاجئة تتضمن تهديدا للدول والمجتمعات وقد تقود إلي وقوع عدد من الأخطار والنتائج غير المرغوب فيها إذا كانت الحكومة غير مستعدة لمواجهتها والتعامل معها ودرء مخاطرها. بل وقد يحدث نوعا من الخلل والتوتر عقب وقوع الأزمات بسبب المفاجأة ، ونقص المعلومات والحاجة إلي سرعة التحرك حتي لا تتفاقم الخسائر.

 

   لذا علي الدول والحكومات  تبني التخطيط كمطلب اساسي مهم فى عمليات إدارة الأزمة إذ أن اسلوب رد الفعل العشوائي الذي تتبعه بعض الحكومات قد يؤدي إلي اتخاذ قرارات غير مدروسة تضر بالصالح العام . والتخطيط فى هذه الحالة يقوم علي التنبؤ بمتغيرات المستقبل وما قد يحدث من أزمات ، وهذا يتطلب بطبعة الحال جمع كم هائل من البيانات والمعلومات المحلية والإقليمية والدولية يتبعها جهود عقلية شاقة لتحليلها وتحديد الأزمات المتوقع حدوثها مستقبلا وتشكل خطرا علي الدولة أو احدي نظمها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية ، أي ان التخطيط يعد تخطيطا وقائيا لحد كبير ويتضمن عدد من القرارات والخطوات المعده سلفا. وللقيام بهذا النوع من التخطيط تتبني الحكومات أنواع مختلفة من تنظيم الوحدات المصفوفة والذي يشكل من عدد من اللجان الاستشارية المؤهلة للقيام بالعمليات العقلية المعقدة ، والوصول إلي عدد من السيناريوهات التي يمكن اتباعها عند حدوث ما تم توقعه من أزمات ( اسلوب محاكاة الأزمة ) فالتخطيط هنا يتيح لفريق عمل إدارة الأزمات إجراء رد فعل منظم وفعّال لمواجهة الأزمة بكفاءة عالية.

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف، http://kenanaonline.com/drelsawaf
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 473 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2016 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

808,846

ابحث