تمر مصر بظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية صعبة تتطلب بالضرورة ان تتوحد الجهود الفردية والجماعية وتتكامل للخروج من هذه الظروف المعقدة .
   إذ ان الفشل مرة اخري سيحد من فرص الإصلاح  والتنمية في القريب العاجل ، بل قد يؤدي إلي انهيار اقتصادي يصعب التعامل معه، لذا فإنه من الأهمية ان تلبي كافة القوي الوطنية هذه الدعوة من أجل الوطن ولكي نمر من عنق الزجاجة إلي بر الأمان من جانب ، ولدرء أسباب الفتن ومنع تكرارها وضمان سلامة مصر وأمان أبنائها من جانب آخر .
  ويجب الإشارة أن تلبية الدعوة للحوار والمصالحة  تتطلب توافر بعض الأساسيات  العامة التي تعد من وجهة نظري ضرورية لنجاح هذا الحوار:
أولا: تبني ثقافة التسامح بين الأطراف المتحاورة وقبول الآخر
نحن بلا شك في أشد الحاجة إلي التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضي ، والتسامح يعني  قبول الآخر رغم الاختلاف معه ذ سواء في الدين أم العرق أم السياسة ذ وقد جاء الإسلام يؤكد علي ثقافة التسامح ونصت الآيات الكريمة  علي اللين و نبذ العنف والتسامح  علي سبيل المثال: بسم الله الرحمن الرحيم  (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ) وقال تعالي (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ). وبشكل اكثر وضوحا يقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) إن التسامح فضيلة أخلاقية ، وضرورة مجتمعية ، وسبيل لضبط الاختلافات وإدارتها، والإسلام يدعو إلي التعايش الإيجابي بين الناس جميعاً في جو من الإخاء بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم
ثانيا:التعاون لتعظيم الأرضية المشتركة بين كافة الأطراف والانطلاق من اننا نعيش في مركب واحد وان التعاون وتكامل الجهود هو السبيل للعيش بكرامة  وسلام، وان هناك عدد من الأهداف متفق عليها ويجب تبنيها حرصا علي الخير العام.
ثالثا: البعد عن التطرف الفكري واستخدام الحكمة والموعظة الحسنه
  لا يمكن انكار ان الأيام الماضية شهدت عدد من الأحداث التي أدت إلي تدهور العلاقات الودية بين اطراف المجتمع السياسي وقطع الصلات بينهم، إلا اننا لابد ان ندرك ان التطرف يولد العنف ويلغي أعمال العقل والحكمة ، ويخالف قوله  سبحانه وتعالي : (ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
رابعا : اتخاذ عدد من الإجراءات التي من شأنها  تهيئة الأطراف للحوار وإذابة الجليد لتحقيق قدر من الألفة و الثقة المتبادلة بين اطراف الحوار  ومن أهمها عمل عدد من اللقاءات ومشاركة الجميع في تحديد جدول أعمال هذه اللقاءات والاجتماعات المزمع اقامتها مع الحرص علي عدم إقصاء الآخر . والله ولي التوفيق.

المصدر: أ.د. محمد ماهر الصواف
PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 614 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2013 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

749,156

ابحث