بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الأزهـــار الجارحـــة   !!

لقد نسينا أن في الأرض سعادة .. وقد امتلأت بحيرات الأفئدة بأمطار الدموع .. وذاك إرباك يجلب العجب !.. حيث الجدب رغم الأمطار !.. وحيث الحقائق التي أصبحت من صنع الخيال .. وقد توارت ثوابت المحاسن وروعة الحياة لتتجلى فقط في منابر الأحلام .. والأرض قد زرعت بالفواجع التي تزلزل وتهد الكيان .. فأين ذلك الجدل حيث اليسر الذي كان يعقب العسـر؟! .. وحيث الفرج الذي كان يعقب الضيق .. فتلك الهموم قـد مدت حبائلها دون ذاك الحد الذي يحـد الحدود .. وكأن الأقدار قد منعت نوازل المباهج والسعادة أن تطال حياة الناس .. فأين ذلك الواهم المتوهم في براءة الأزهار ؟ .. وقد ازدانت الأزهار بزينة الأشواك !.. وأين ذلك الزارع الذي يزرع المحبة جدلاَ والأرض لا تنبت إلا أشجار الأحزان ؟!.. وحقائق السعادة أصبحت مجرد زيف يرسمه الطيف في خيال الإنسان .. حين يجتهد المرء عبثاَ ليوجد المحاسن من عصارة الأوجاع والآلام .. وتلك دمعة في خدود طفلة بريئة يرسمها الخيال وكأنها درة فائقة النقاء والصفـاء .. ولكنها درة شاردة من أعماق الأنات والآهات ! .. فيا عجباَ من راقص يرقص طرباَ مع طبول الموت والأحزان !! .. وقد تداعت بنيان الآمال في إنسان العصر بذلك الكم الذي يعادل نوازل اليأس والقنوط .. حياة مجدبة قاحلة تفتقد واحـات الرفاهية والامتنان .. ورياض من الصخـور رحلت عنها زينة الأشجار .. مظاهر خادعة منكرة تماثل ملامس الأفعى حين تبدو زاهية الألوان .. وهي تمثل تلك المحنة اللاسعة الكاذبة عندما تتجلى للأعيان .. أغطية من مظاهر الجفاء والرمضاء تغطي الخفايا بألوان الدهان .. ومحك يعيـب العصر بقـلة الصدق والوفـاء في الإنسان .. وكل مظهر من مظاهر البراءة هو ذلك الخادع للأذهان .. حيث يتحايل الخبثاء خلف معاني الزيف بقدر يخدش الإيمان .. ومهما يتحرى المرء مواطن الجرح فليس في الإمكان ! .. فأين الضمان في أحضان طفلة تدعي البراءة ثم تقـع في الأحضان ؟!.. فقد تكون قنبلة من قنابل هذا الزمان !!.. تنفجر سافرة وقد أزالت عن وجهها قناع البهتان .. وحينها تتجلى قمـة الفاجعة التي تهلك الأبـدان .. فهي المصائب التي تنال الناس عندما تنام تحت أغطية البراءة والسذاجة في منابر الامتحان .. وقد تلاشت معاني المحاسن والبراءة في بني الإنسان .. حيث جـرى الغدر كالدماء في الأوردة والشريان .. فلا تلوموا ذلك المتردد الذي يتخذ الشكوك والريب عندما يوازن الميزان .. فذاك حصيف يجعل الحيطـة زادا حتى لا يقع في شباك الخذلان .. وهـو ذلك الحكيم العاقل الذي يمتطي الحرص في الحل والترحال .. إنسان لا يخطو الخطوة التالية إلا بعد الألف والألف من لوازم الحسبان .. فلا بد من مهارة وحصافة تجمع الجمع وتمنع النقصان .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد  

 

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 184 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

761,077