جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
تــلك هــي ســكرات المــوت !!
يفقد المكان ويفقد الزمان .. وتلك الأحوال تتلاقى في محاور الطلاسم والمجهول .. والنفس ترضخ في منبر من منابر البرزخ .. يعتب الليل وقد تخلف عن الركب .. كما يعتب النهار وقد أصبح في خندق الخصام .. وتلاقت ألوية الأوجاع بريح يجمع الشمل مع الشفق المستحيل .. ذلك الشفق الذي يبـدأ الرحيل عن سواحل العين .. والبساط يبدأ في التسارع تحت الأقدام بوتيرة تختلس المسافات .. وهي تطوي تلك الصفحات تلو الصفحات .. ويشارف الغلاف الأخير أن يعلن النهايات .. وكاد المآل أن يكون في ذمة المجهول .. لوحة مصيرية تحكي أسرار محنـة كانت تنـوم في خيام النسيان .. رغم أن المصير هو ذلك القدر الذي يلازم الأعمار .. ولا بد لتلك اللحظة أن تتجلى في يوم من الأيام .. لتنهي بداية انطلاقة خادعة تتمثل حلما يعانق حياة الإنسان .. تلك الحياة التي تبشر بمباهج واهيـة تتقلص مع مرور السنوات .. سيرة مبهمة بداياتها تتجلى فجأة حين تقول الأرحام .. ولادة وتباشير وفرحة ورقصة .. بعدها ذلك الركض الطويل في مشاوير الحياة .. وذلك التحليق فوق أجواء السراب والطموحات والآمال .. والنفس أبد الدهر تسبح في غشاوة تغطي الأعين وتوحي بأن الإنسان قد أفلت من شباك الموت .. فإذا بالأيام تؤكد أن تلك الفريـة خائية ولا تملك الوزن عندما تحكم الأقدار .. فهو ذلك المـوت الذي يترصد ويمثـل طـوقاَ يلازم الأعنـاق .. ويمثل ذلك الجدل الذي يهد قصور الملذات ويهدم جبال الطموحات .. وعندها يتجلى ضعف الأقوياء كما يتجلى ضعف الضعفاء .. ومن الحكمة العجيبة أن الإنسان قد أبتلي بالنسيان .. فما زالـت تلك عـدة الخداع يرثها الوارثون .. الذين يتوهمون بأنهم على الدنيا قادرون .. يجتهدون في مسببات البقاء وهم راحلون ! .. فتلك البنيان تطـول نحو آفاق السماء وأصحابها عن الدنيا زائلون ! .. وقد عجزت تلك القلاع والقصور أن تشكل دروعا تحجب عن أصحابها المـوت .. فإذا كانت تلك هـي شيمة القلاع والقصور فمن باب أولى أن تكون شيمة الأكواخ والأعشاش .. فالكل لا بـد أن يلتقي عند سواحل المـوت .. وتـلك لحظات تودع فيها الأرواح أبـدانها .. تلك الأبدان التي تعانق الثرى من جديد .. ثم تلك الدائرة المحيرة .. القدوم من عدم هو في علم الله سبحانه وتعالى .. والرحيل إلى عدم هـو في علم الله سبحانه وتعالى .. فهـل عقــل العاقــلون ؟؟ .
ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش