بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهــم أجعلهـا في موازيــن الحســنات  !!

تعددت السنوات .. وتلاحقت الأجيال .. وما زالت عجلات البلاد تدور بوتيرة الانتكاس .. وتلك موجعات التردي في الأحوال تلاحق الناس باليأس والإحباط .. وآفاق المستقبل تتمثل كئيبة تتسم بالمزيد من القتام والضبابية ،، حيث ذلك المصير المجهول الذي يكتنف كل المسارات .. وأروقة الأحلام أصبحت خالية من كل ألوان التفاؤل .. فهي تلك النفوس التي تجترع الشقاء منذ المولد وحتى مشارف الفناء .. والأقدام قد تعودت السير فوق النتوءات والأحجار والأشواك .. وإنسان الوطن هو كإنسان الأوطان .. يلتقي بالأماني ويلتقي بالأحلام كما يلتقي بالطموحات .. ذلك الجدل العزيز الذي يرافق الأعمار دون جدوى حتى مشارف الإقبار .. والنفوس تتمنى دائماَ وأبدا أن تتحسن الأحوال .. َكما تتمنى لتلك الأقدام أن تمشي يوماَ فوق بساط النـعم والخيرات .. وتترفل رغداَ في طرقات ممهدة خالية من عوائق الدموع .. ولكن هيهات هيهات فذلك مجرد أمنيات لا تلتقي بالواقع الأليـم ! .. وتلك الأحداث ما زالت تسقي الناس كؤوس الحمم من بواطن البراكين .. والأحداق قد تعودت أن تبذل المزيد والمزيد من الدموع .. وقد استحالت نوازل الفرج القريب .. وتملك اليأس في نفوس الناس .. حين استعصمت بوادر الفرج بالفرار والابتعاد .. فمتى تتجلى نوازل الرحمة على هؤلاء وهؤلاء ؟؟ .. ومتى تحط النفوس رحالها من عناء السفر في مشاوير الشقاء ؟.. وقد تبدلت الواجهات مراراَ وتكراراَ دون أن تصاحبها ثمرات الدعوات للصالحين والأولياء .. فقـد جاء زيد وذهب عمرو .. ثم جاء عمرو وذهب زيد .. ولا جديد تحت السماء .. وتلك السماء التي أبت أن تمطر يوماَ بنوازل الرفاهية والهناء .. فيا عجباَ لتلك الأحوال التي لازمت الأجيال تلو الأجيال !!.. فلما النحس يلازم السيرة لسنوات وسنوات ؟؟ .. سيرة مظلمة كالحة لا تطردها عمالقة الأحزاب ولا تقتلها قوة الدبابات ! .. ولا يكشفها صالح الدعوات !! .. وقد تمددت أرض الوطن بساطاَ تفقد تلك النهايات .. تصاحبها تلك البشائر التي تنادي بأنها أرض الكنوز والخيرات .. ثم عجباَ حين تمسك تلك الأرض عن أهلها وتبخل أن تجـود بالثمرات !.. وإذا تجرأت وأثمرت فإن ثمارها تفقد معاني البركات .. فهي لا تنال باليسر حيث الغلاء الذي يكتسح الساحات .. ثم تلك الأنهر التي تجري عذبة سلسلة تتعجل الخطى منذ البدايات .. وتطال البلاد طولاَ وعرضاَ دون أن تتجاهل جهة من الجهات .. ومع ذلك فإن البلاد تشتكي من شـدة الظمأ وتشتكي من ندرة الماء في منازل الناس والحواشات .. جدل يحير العقول في أزمان التكنولوجيا والابتكارات !!.. والعلة تكمن في تلك العقول التي عجزت أن تجاري العالم في روعة الانجازات .. عقول خاملة عاجزة تفقد أدنى المؤهلات والمهارات .. وتلك الويلات التي تطال البلاد هي لقلة المهارة والنباهة والشطارة والنخوة في زمـر القيادات .. فئات من الناس تفرض الذات قسـراَ ثم تدخل البلاد في تلك المتاهـات .. فجزا الله من تعدى على مقدرات الذات ليدخل الخلق في أشد العذابات .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد   

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

761,090