بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

مـــا نسيــناكم      !!

رغم الابتعاد عن سواحل الديار ما زلنا نحمل معالم الأسرار .. والإبحار لا تمحو الثوابت فهي باقية مخلصة مدى الأعمار .. وقنينة العطر يحكمها الحرص أن تسلب الراحل بعض الآثار .. لتبقى وفيـة موصولة بسيرة الأبرار .. وهي نعمة أسرار تشد ذات البين لتدور الأقمار أبد الدهر في نفس المدار .. والنظرات لا تكتفي جاحدة بالآفاق ولكنها ترتد حنيناَ وشوقاَ كلما تـدق نواقيس الذكريات بالجوار .. كيف ننسى روحا تكمل النبضات في جسد ليبقى حياَ حتى لحظة الاضطرار ؟!.. وهل تتكامل الروضة سحراَ وجمالاَ إذا فقدت العبق وفقدت نضارة الأزهار ؟ .. وتلك منقصة ومهلكة أن تتلاشى النسمات والبروق عن أجـواء السحب والأمطار ..  وشيمة النكران والنسيان غـدر وخيانة لا تليق بالأحرار .. وما الرحيل عن الديار إلا خضوعاَ وتلبية لمشيئة الأقدار .. حيث تلك الآيات المسطرة في الأزل التي لا تكون إلا بالأسفار .. ورغم أن الأقدام تتباعد مجبورة مقهورة تهجر سواحل الأنهار .. إلا أن القلوب تظل عالقة مخلصة وفيـة لأهل الديار .. وتلك صادحة تشدو على فنن لتذكرنا بأيام اللقاء في الأسحار .. وتعزف أوتاراَ تدغدغ الوجدان شجناَ وحنينا للحظات السمر في ليالي الأقمار .. ما ضرها لو أنها سكتت حتى لا تفضح أعينـاَ تختفي خلف الأسوار .. وهل غاب طيف الأحبة لحظة حتى يأتي من يذكرنا بإصرار ؟! .. إنما جدل يشاقق القلب في كل لحظة ونزاع يخاطر النفس من خلف الدثار .. فنتقي الأشواق بالصبر ولا تموت الأشواق بكثرة الاصطبار .. وقد تعاهدنا سوياَ ذات يوم بوفـاء يلازم العمر حتى لحظة الإقبـار .. فيا عجباَ من شائن يرى البعـد صداَ وهجراناَ ينذر بالويل والانشطار !.. وتلك جسور البين تمط كلما تباعدت السواحل بالأسفار .. وكأنها أمراس كتان تلاحق البعد غزلاَ ونسجاَ بالليل والنهار .. صلة موصولة موثقة أبد الدهـر دون فواصل تعني شيئاَ من الإضمار .. ويقال في الأمثال أن القلوب لبعضها مهما تباعدت المسافات في المضمار .. كل حسن يراود العين لا يطيب للعين إذا خالف الماضي في النضـار والمقدار .. وكل عطر ينفح عبقاَ لا يكون لحوحاَ إذا خالف الماضي في جودة المعيـار .. وتلك سجية الأبرار أن تظل أمينة مخلصة طوال العمر تلتزم بالمدار .. فلا تعيقنا شبهات الألسن كما لا تعيقنا حفـرة الحفـار .. وقد نلتف أحياناَ كالمجانينَ عندما يوهم الخيال بصوت بالجوار .. فيا حسرة على عقل كاد أن يفقد الاتزان ويا حسرة على قلب كاد أن يعبث بالوقار .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 339 مشاهدة
نشرت فى 24 يونيو 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

halaabosoud

كلام جميل

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,480