بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

رمضـــــــان !!

ولقطــات ترفيهيــة مـــن هنــا وهنـــالك  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يــا عجبــاََ مــن ذلك الضيــف   !!

قيل للضيف العزيز : أن الليل قد توغل والأفضل أن تنام في ضيافتنا عزيزا مكرماَ .. فأبى الضيف تلك النصيحة وأصر على الرحيل .. وهو يتعاظم قائلاَ : ( تلك القلوب مفتوحة لنا في كل مكان .. وتلك الأبواب مفتوحة لنا في كل الأرجاء .. وهي أبواب حميمة تفتح لنا شغفاَ قبل أن نطرقها !! ) ..  فإذا بالضيف يعود عند الإصباح وهو يلهث الأنفاس ويجرجر الأقدام ويقول : ( لقـد عـدنا إليكـم فأوجدوا لنـا مرقـداَ لننام .. وقد كلت الأقدام من كثرة الذهاب والإياب !! .. كما كلت الأنامل من طرق الأبواب !! ..  فيا ليتني لبست نصيحة المضيف جبة دون ذلك التعالي !! .. وحفظت ماء وجهي بكرامة الكرماء .. ولم أنال المكرمة بمهانة السؤال !! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عنــدما يكــون الناصح هــو إبليـــس  !!

الرجل الصائم أرهقه الظمأ .. وعندما وجد ظلاَ لحائط رقـد في الظل ونـام .. ثم دخل في نوم مريح عميق .. ولكنه قام من نومه منزعجاَ عندما أفاقه رجل يلكزه بعجالة ويقول له : ( قم من مكانك سريعاَ فإن الحائط على وشك السقوط ) فقام الرجل من مرقده وركض مذعوراَ بعيداَ عن الحائط .. فإذا بالحائط يسقط فعلاَ والرجل يسلم من تلك الكارثة الوشيكة .. تقدم الصائم صوب ذلك الرجل ليشكره .. وقال له ( لقد أنقذت حياتي يا ذلك الشهم الكريم ،، فمن أنت  ؟؟؟ ) .. فقال الرجل : ( أنا إبليس ) ذلك المتهم زوراَ وبهتاناَ لدى الإنسان .. فقال الرجل : ( لقد سمعت عنك كلاماً غير ذلك .. فأنت لست بذلك اللعين ولست بذلك العدو الموصوف بالشرور !! .. فما الذي دفعك لتنقذ حياتي ؟؟ ) .. فأجاب إبليس قائلاَ ( أنا دائماَ يظلمني الإنسان رغم مكرماتي وحسناتي الكثيرة له ،، وعندما رأيت الحائط على وشك السقوط خشيت أن تموت تحته شهيداَ وتدخل الجنـة !!!! ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التســويف رغـم العلامــات !!

طلب الرجل من ملك الموت أن لا يأخذ روحه فجأة ودون مقدمات .. بل لا بد من إشارة وعلامة توحي بدنو الأجل .. فوافق ملك الموت على طلب الرجل .. وقال له لن آخذ روحك إلا بعد رسالة واضحة تؤكد أن الأمر قد شارف .. فرحل ملك الموت وعاش الرجل بعد ذلك لمدة سبعين عاماَ .. وهو مطمئن البال حيث لم يقابل ملك الموت بعد ذلك اليوم .. وفي ذات يوم جاء ملك الموت وقال له الآن جئت لأقبض روحك .. فانزعج الرجل شديداَ وقال لملك الموت : ( بيني وبينك شرط بأن ترسل لي إشارة بدنو الأجل !! ) .. فقال ملك الموت : ( وأنا قد أوفيت بوعدي وأرسلت لك عشرات الإشارات بدل الإشارة الواحدة ) .. فتعجب الرجل من ذلك القول وقال : ( لم أتلقى منك إشارة واحدة منذ أن فارقتك !! ) .. فقال ملك الموت : ( كيف ذلك !! وقد أرسلت إليك الإشارات تلو الإشارات ،، الإشارة الأولى عندما بدأ الشيب يحتل مكان السواد ، الإشارة الثانية عندما احتلت التجاعيد مكان النضارة ، الإشارة الثالثة عندما بدأت الحواس تشتكي من الوهن والضعف ، الإشارة الرابعة عندما بدأت الأعين تفقد حـدة الإبصار ، الإشارة الخامسة عندما بدأ الفم يشتكي من تساقط الأسنان ، الإشارة السابعة عندما انحنى الظهر ومال الوجه صوب الأرض ، الإشارة الثامنة عندما أصبح الاعتماد على الأرجل ثـم العصية ، الإشارة التاسعة عندما رحل عنك الرفاق والأنداد ، الإشارة العاشرة عندما بدأ الذهن يشتكي من كثرة النسيان والتخريف !! ، وإشارات أخرى كثيرة ، ولكن هو ذلك الإنسان .. كم وكم هو يتهاون ويتجاهل تلك الإشارات !! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليـت الأحيـاء يعلمون مـا يعـلم الأمـوات !!

الرجل قاده الطريق أن يشق المقابر .. فنظر في تلك القبور الممتدة على مدى البصر .. ثم قال في نفسه : لقد رحلوا عن الدنيا والحياة ما زالت تأتي بالجديد من الاختراعات والابتكارات .. وذلك العالم يتوسع يوماَ بعد يوم في مسارات العلوم والمعارف والتكنولوجيا .. والعقل الإنساني بـدأ يغزو الفضاء ويغازل الكواكب والأجرام السماوية .. ثم تلك الفكرة العبقرية للإنسان وهو يحاول أن يجاري السرعات العالية .. ويزمع أن يتفوق على سرعة الضوء في يوم من الأيام حتى يتمكن من السفر عبر الزمن ( في الماضي وفي المستقبل ) !! .. ثم تلك الأحلام القرمزية التي تراود أذهان البعض من الناس حين يجتهد ليوجد ترياقاَ يمنع الموت !! .. يعيشون أبد الدهر ولا يموتون !! ..  فضحك أهل القبور من ترهات الرجل ولسان حالهم يقول : ( لو أدرك الأحياء أسرار ما بعد الموت لما تمنوا حياة أبدية في تلك الدنيا الهالكة المهلكة !! ) .. ( يجدنا ذلك الرجل المسكين على المحـك والمحنة ، ونحن نجده على الجهل والغفـلة !! ) .. ( فقد علمنا ولم يعلموا أسرار مـا بعـد المـوت !! ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العقـول حيـن تفقـد الموازيــن  !!

جلس صديقان في غرفة وهما يدخنان سيجارة المخدرات .. وبعد قليل قام أحدهما وهو يفكر في تعليق صـورة في الحائط .. فأحضر شاكوشا ومسماراً .. ثم أمسك المسمار بالمعكوس وبدأ يطرق المسمار بالمعكوس .. وبالطبع لم ينجح في ذلك .. فنظر في المسمار متعمقاَ ثم قال محتجاَ : ( لقد أخطأت الشركة التي صنعت هذا المسمار حيث صنعته معكوساَ !! ) .. فقام صديقه من مكانه ثم أمسك المسمار في يده ونظر في المسمار ملياَ ثم قال : (  الشركة الصانعة للمسمار لم تخطأ ،، ولكن هذا المسمار مصنوع للحائط المعاكس وليس  لهذا الحائط !!!! ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنفـــس تتثاقــل  وأنفــس تتســـامى !!

ذلك ( الإنسان ) يطيل الشكوى ويفيض بالسؤال .. ويشتكي من سوء الأحوال .. يصدق حين يقول الحق ..  ويكذب حين يفتري الأباطيل ليدعم بها الحجج .. وتلك أساليب المهارة والشطارة التي توحي بأنه يملك الباع في مهنة التسول والسؤال !.. فقد اكتسب الخبرة مع مرور الأيام وطول الفتـرة  !! .. وقد تكاسل ليجعل طلب الزرق عن طريق الشـحذ ومسألة الناس ليلاَ ونهاراَ .. ولا يجعل طلب الرزق عملاَ وصنعة وجهدا وكسباَ وإنتاجاَ .. فهو ذلك المتمرس القادر الذي يستطيع أن يصنع دموع الزيف ليكسب عطف القلوب .. يسأل الناس عند الحاجة وفي غير الحاجة .. وقد تعود طوال الحياة أن يتذمر من سوء المآل وعدم الرضـا بمشيئة الأقدار ! .. يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم .  
            وذلك ( الإنسان ) العفيف المتعال .. قد لا يملك شيئاَ من ضروريات الحياة .. ولكنه يملك المقدار ويملك العفاف .. ثم يملك ثوب الحياء الذي يمنع اليد أن تمد مخذولة نحو الآخرين .. وتلك مظاهر الحياء والاستحياء التي تخدع الأعين بأنه يملك ويمتلك .. وهو في الحقيقة لا يملك ولا يمتلك !! .. وإذا تمكن أهل الفراسة من كشف أسرارهم وأقدموا على العون والشهامة ترى دموعهم تجري حسرة على سر قد أنفضح وانكشف !! .. ولا تجري دموعهم حسرة على أحوال تتطلب منهم الصبر والحسبان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قــلة العقــل مصيــبة !!

( الداخلية ) كنية لسكن الطلاب الجماعي .. وهي تلك العنابر الكبيرة العديدة المهيأة لسكن الجماعات ..  والتي تحاط عادة  بالأسوار .. وعادة تكون مجهزة بكل مرافق الخدمات والمكاتب الإدارية والرقابية .. مساكن للمئات والمئات من الطلاب .. وفي إحدى تلك الداخليات لمعهد من المعاهد الثانوية العليا جرت أحداث تلك القصة الظريفة .. حيث كانت البلاد تشهد حالة انتفاضة ضد نظام الفريق ( عبود ).. فكانت تلك المظاهرات والمواجهات العنيفة في الشوارع والطرقات بين الجماهير وقوات منع الشغب .. وعندها تعطلت الأعمال في المرافق الرسمية والعامة .. كما توقفت الدراسات في المدارس والمعاهد والجامعات .. وكالعادة فإن تلك الأجواء الفوضوية تروق كثيراَ للطلاب وخاصة في مراحل الثانوية والجامعات .. حيث يتفرغ الطلاب لحالات المواجهات والتصدي .. وحيث حالات الكر والفر بين الطلاب وبين رجال الأمن والشرطة .. وبدابة القصة عندما جهز طلاب تلك الداخلية اليافطات المناهضة للحكومة وطلبوا من الجميع الخروج في مظاهرة ليشتركوا مع جماهير الشعب  .. ولكن تقدم أحد الطلاب وطلب من قادة المظاهرة أن يسمحوا له بالبقاء في الداخلية لأنه مريض جداَ ولا يستطيع المشاركة .. فسمحوا له بذلك عن طيب خاطر .. ثم خرجت المظاهرة وتوغلت بعيدة في شوارع المدينة .. وهي تواجه بالقمع وبالغازات المسيلة للدموع من وقت لآخر .. تتفرق أحياناَ ثم تتجمع من جديد  .. وفي المساء عندما عاد الطلاب للداخلية بعد يوم حافل من المظاهرات والمصادمات مع الشرطة وجدوا ذلك الطالب المريض يبكي بحرقة ويلتوي من شدة الآلام !! .. ولما سألوه عن الأمر قـال : ( يا ليتني خرجت معكم في مسيرة التظاهـرة !! ،، وقد عانيت الويلات بعد خروجكم ) .. ( كنت نائماَ في سريري عندما مرت مظاهرة طلابية بالقرب من مباني الداخلية .. ثم حدث تصادم بين المتظاهرين والشرطة .. وعندها تمكن بعض الطلاب المتظاهرين من تسلق أسوار الداخلية ليدخلوا من سور ويهربوا من السور الآخر .. ولحقهم رجال الشرطة الذين يحملون السياط .. والذين انتهكوا حرمة الداخلية حيث البحث عن المشاغبين في أرجاء الداخلية وفي الغرف والعنابر .. ثم وجدوني راقداَ ( فتنادوا فرحيـن !! ) .. وقالوا وجدنا هنا أحد المشاغبين .. ثم كان الحكم علي بعشرين جلدة بالسياط .. ويقول ذلك الطالب المريض : ( بعد أن تلقيت ذلك العقاب المرير هربت بعيداَ من بين أيديهم لأختفي في أحد الحمامات ) .. ثم جاءت مجموعة أخرى من الشرطة تبحث عن المشاغبين .. ولما أحسوا بتواجدي داخل الحمام كسروا باب الحمام ووجدوني مختبئاَ هنالك !!  ( ثم تنادوا فرحيـن !! ) .. وقالوا وجدنا أحد المشاغبين .. ثم كان الحكم علي بعشرين جلدة بالسياط !! .. ومرة أخرى كان العقاب هو ذلك الجلد بالسياط .. ويستمر الطالب في منوال القصة ويقول : ( بعد أن نلت العقاب هربت منهم سريعاَ لاختبأ في مكتب من مكاتب المراقبين .. ثم جاءت مجموعة أخرى من الشرطة تبحث عن المشاغبين ووجدوني مختبئا! هنالك !! .. ( فتنادوا فرحيـن !! ) وقالوا وجدنا هنا أحد المشاغبين !! .. ثم كان الحكم بعشرين جلدة بالسياط !! .. وهكذا استمر ذلك الطالب في نفس المنوال العجيب .. حيث يتلقي العقاب ثم يهرب بحثاَ عن مكان أمين فإذا بالجديد من الاكتشافات والعقوبات !! .. ولو أنه تريث قليلاَ في موضع العقاب الأول لكان فيه الخلاص !! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيهـم يملك الحجة القـوية  ؟؟

أحتد الحوار بين الأب والابن .. فقال الأب للابن : ( أخرج من البيت فوراَ !! ) .. فقال الابن ( إذا كان لا بد أن يخرج أحدنا من البيت فهذا هـو بيت أبي ،، فالأولى أن تخرج أنت وتبحث عن بيت أبيك !! ) .. فضحك الأب وقال : ( إن حجتك في الحقيقة أقوى من حجتي !! ) .

ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

760,975