بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الكتابـة فـوق المكتـوب     ؟!!

سأله : كم سرت في ذلك المشوار ؟؟ ..

فأجاب : سرت بالقدر الذي عشت فيه الحياة ..

فسأله : وهل أنت راض عن تلك الحياة ؟؟ ..

فأجاب : رضيت فيها عن لحظات قليلة وبكيت فيها عن لحظات كثيرة .

فسأله : فأين هي مواضع الرضـا وأين هي مواضع السخط ؟؟ ..

فأجاب : مواضع الرضا تلك لحظات الطاعة لله .. ومواضع السخط  تلك مواضع العصيان ..

فسأله : لو خيرت أن تولد في الحياة من جديد فهل هو نفس ذلك المسار ؟؟ ..

فأجاب : كلا وألف كلا .. لنظرت تحت أقدامي جيداَ ولتفاديت الأشواك .. ولتجنبت الكثير من الأخطاء والعثرات .. ولاكتسبت تلك الأيام التي فرطت فيها .. ولتجنبت تلك الهفوات التي تجلبها البراءة .. ولتوقفت عن أذية الآخرين .. ولتباعدت عن أصدقاء السوء .. ولتمكنت من السيطرة على نفسي الأمارة بالسـوء .. ولركضت نحو الطاعات ولهربت من موارد الهوى والعصيان ..  ولن تكون حياتي محاطة بتلك اللحظات من الشقاء والعناء  .. وقد لا تكون الزوجة هي الزوجة .. وقد لا يكون الولد هو الولد .. وقد لا يكون الأصحاب هم الأصحاب .

فسأله : وما الذي يدريك أن الأسباب التي أشكلت حياتك الأولى لن تكون متوفرة في حالة الحياة الثانية ؟؟ ..

فأجاب : لأن حياتي الأولى مشيت فيها وأنا أتخبط المسالك وأجهل المهالك .. أما حياتي الثانية فسوف تكون بعد علم ودراية وتجربة .. أعلم فيها أسباب البلايا والرزايا .. فلن تكون الخطوات فيها بنمط الاجتهاد .. لأنني سوف أمشى فيها وأنا أعلم مواقع الحفر والألغام .. ومن السهل أن أراوغ الأحداث وأتجنب الوقائع  .. ثم بفضل التجربة الأولى أستطيع أن اكتسب الجولات بمهارة في كل المسارات .. وأستطيع أن أتهرب من صداقة السوء .. وأكسب صداقة الخير والصلاح .. وكذلك بفضل التجربة الأولى أستطيع أن أسبق الأحداث .. وأكشف الأسرار وأعلم غموض الامتحان والابتلاء في الحياة فأنجح فيها دون ذلك الجهد والعناء  .

فسأله :  فكيف يكون ذلك امتحاناَ إذا كان مكشوف المعالم ومعلوم الأسرار ؟؟ .

فأجاب : الحديث هنا مجرد فرضية بالاجتهاد ويدخل في باب ( لـو ) .. وإلا فكيف يولد الإنسان من جديد !! ..

فسأله : هو ذلك الإنسان الجدل العجيب .. دائماَ يعلل كما يشاء وكأنه يملك زمام الأمور .. فيقول لو كان كذا لفعلت كذا ..  فأين أثر الأقدار في كل ذلك ؟؟ ..

فأجاب : الإنسان في الأول والأخير مجرد كائن يجيد الاجتهاد والظنون ولا يملك في الأمر غير ذلك .. ولكن الأقدار هي تلك الموجبات النافذة .. وهي التي ترسم خريطة الحياة من المهد إلى اللحد  .. وللإنسان حياة واحدة في الدنيا ولا تقبل التكرار والإعادة  .. والفائز فينا من ينجح في تلك التجربة الوحيدة .

فسأله : فلماذا لا تجعل هذه اللحظة التي أنت فيها وكأنها لحظة ولادة لك جديدة ؟؟ .. لتبدأ خطواتك في الحياة من جديد بوتيرة جديدة مغايرة عن الماضي .. خالية من مطبات الشقاء ومن ويلات المعاصي .. وبذلك القدر الذي يجنبك الكثير والكثير من الإخفاقات والعثرات والنكبات ؟؟ .

فأجاب : وتلك هي الأمنيات التي تتحدث بها النفس منذ بداية الحياة  .. فهي تظل مجرد أمنيات تفقد العزيمة .. ولا يصدقها الواقع إطلاقاَ .. والإنسان سمي إنساناَ لأنه ينسى وهو مطلوب منه أن لا ينسى .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 133 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

800,782