بسم الله الرحمن الرحيم
حيـن تبكـي الشعـوب وترحـل !!
جاء يسأل وقـد فقد الحراس عند الأبواب !! .. والباحات تخلو من شلل المتسلقين والأصحاب .. لا طارق يطرق بالإيجاز ولا مادح يمدح بالإطناب .. تبدلت الأحوال فجأةَ دون ذلك التهليل والتصفيق والترحاب .. ودون ذلك التمجيد بحلل الأكاذيب والإسهاب .. وقد ذابت أجساد الكادحين من كثرة السمع والطاعات .. أخذت حقها صبراَ حين عاشت في حمم الجحيم والجمرات .. جاء يسأل عن زيد وعن عمرو ويسأل عن صفوف الراقصين والراقصات .. ذهب الكل أدراج الرياح يتسابق نحو القبر يمتطى الصهوات .. أمم تلاشت عن ساحات الأحزان من فرط الغموم والويلات .. عاشت كرهاَ ونادت خلاصاَ وهي تتقي الأوجاع بالصيحات .. رحلت حين عجزت أن تواجه الأحوال بالأنات والآهات .. جاء يسأل عنها حين فاض الكيل دون ناصر يناصر بالهتافات .. وجاء البرد عياناَ يتخطى سياج البدن ليسكن في عمق العظام .. وأوصال الطغاة بدأت تنادي وتشتكي من لوعة الآلام والأسقام .. وتلك موائد الخيرات في القصور أصبحت خالية من ألوان الطعام .. والأروقة قد خليت من زحمة المتسلقين والمتملقين والأقزام .. والسيد يفقد الطاعة حين يشير بأطراف البنان ولا يجد التلبية بالاهتمام .. كم عاش صلفاَ فوق صهوة الكبرياء لا يبالي بصيحات الأيتام .. لا يبالي حين ينام هانئاَ والعين لا تشتكي بأرق أو سهاد عند المنام .. ينام فوق بساط الأحلام كيف يشاء ومن حوله جوقة السدنة من الخلائق والأنام .. وإذا أراد أن يحلم في النوم يجد الأسباب متوفرة تحت الأقدام .. وإذا نطق بحرف يريد قولاَ قام فصحاء التملق بإكمال الكلام .. جاء يسأل عن أمة ولت وذابت في أتون الحسرات والويلات .. أمـة قد رحلت في زمرة الراحلين تحت التراب وأصبحت تلك الرفات .. كانت مخلصة ذات يوم ولكنها نالت جزاء سنمار حين طالبت بجرعة من الراحات .. كانت سنداَ عظيماَ عند الشدائد والمحن تتجلى بالتضحيات .. تزود عنه البوائق وتمنع عنه الطوارق والنوازل والراجمات .. ثم تحميه من جور المعتدين وتزود عنه ويلات الطوارق والأحزان .. تناضل عنه وتزرع عنه وتحصد عنه وتصنع عنه وتمرض عنه وتقاتل عنه عند توارد الموجعات .. فما نالت الشكر يوماَ ولا نالت لحظة نعمة طوال الحياة .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش