بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحـد الفاصـل هــو غطــاء القبــر  !!

لا تطرق أبواب أهل القبور فإنهم لن يبالوا ولن يجيبوا .. لأنهم خلف حواجز البرزخ ولا يتعاملون مع موجبات الحواس .. مرحلة في عالم الغيب بعيدة عن اجتهادات الخيال .. والبون شاسع فأنت ما زلت في عالم الأوزان والأبعاد .. وما زلت تمتطي تركيبة الوفاق بين المادة والروح .. وعدتك هي تلك الوسائل التي تقتضي القياس والحساب .. وهم قد تجردوا من ذلك الثقل الذي يعني عناصر الطين والتراب .. وقد تخلصوا من ذلك العائق الذي يعني المكان والزمان .. وانفردوا بخصائص أهل البرزخ .. تلك الخصائص البعيدة عن تقديرات البشر بالاجتهاد .. ولكن يتخبط البعض حين يخونه العقل ولا يستوعب تلك الحقيقة .. ولا يزال يتعامل بفكرة المادة والروح .. فنشاهد الأوهام عندما تبلغ المدى في المبالغة حيث الاجتهاد في بناء الأضرحة والقبور بأجمل المواصفات .. والتسابق في تزيين الواجهات بالفخامة والرخام والمرمر .. وتلك الأمور من المضحكات التي لا تعني شيئاَ لمن يسكن تلك القبور .. فهؤلاء بجهالة شديدة يتعاملون مع الموتى .. وينسون أن البرزخ فاصل لا يلتقي إطلاقاَ مع إرهاصات أهل الدنيا .. لا من بعيد ولا من قريب .. والحكمة في ذلك عند الله سبحانه وتعالى .. والذي يتجرد من عوائق المادة وثقلها كلياَ لا يعود ليبالي بالمادة وجمالياتها ؟؟ .. فهو الذي قد أصبح حراَ في مرحلة النقاء الروحي العالي الخالي من أثقال المادة .. فكيف يختار الأدنى بعد الأعلى ؟!.. فإذن لا يليق التعامل مع أهل القبور بنفس نمط وترتيبات الحياة في الدنيا .. كما أن وسائل التواصل معهم بمقتضيات الحواس العادية غير مجدية .. لأنها أيضاَ وسائل مقرونة بالماديات وقياساتها .. والوسيلة الوحيدة الأجدى والأنفع هي الوسيلة المعنوية حيث الدعاء والاستغفار للميت .. وحيث الدعوات الصادقة من الولد الصالح بجانب محصلات الصدقات الجارية .. ورب دعوة مؤمن صادق بالمغفرة من الله لميت من أموات المسلمين خير للميت من تلك المعالم المزخرفة والأبهة التي تشيد فوق قبر الميت .. كما أن الدعاء المبذول بنية الإخلاص خير ألف مرة من ظاهرة ومراسيم ذكرى التأبين .. تلك البدعة التي تفشت في السنوات الأخيرة .. احتفاء وإبحار في مآثر الراحل الفقيد .. تلك المآثر التي قد تصدق في حرف وقد تكذب في ألف حرف .. حيث لا تكتفي الناس بذكر محاسن الموتى الحقيقية ولكنها تزيد أضعاف الأضعاف من الأكاذيب والأباطيل .. وتؤلف الكثير من مفتريات المحاسن التي لم تكن متوفرة في الميت .. احتفاء يفقد المعنى الحكيم حيث المحتفي المرفوع فوق عنان السماء بالتمجيد .. في حين أن الأسرار في ذلك عند الله سبحانه وتعالى .. والمسلم الميت قد يكون أعلى مرتبة عند الله من تلك المرتبة التي يضعها المادحون .. وقد يكون في أدنى المراتب عند الله بأعماله وأفعاله السيئة التي يعلمها الله وحده .. رغم اجتهاد المحتفين بالتأليف والزيف والافتراء  .. والعلم في كل ذلك عند الله سبحانه وتعالى .. فأذن حد المسلم أن يتحرى الصدق إذا أراد أن يذكر محاسن الميت .. ويكتفي بصالح الدعاء دون التطاول بالافتراءات .. ودون الإسهاب بحروف هو مسئول عنها يوم القيامة . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,938