بسم الله الرحمن الرحيم
أســألني ولا تسـألني ؟!!!
أسألني أيها السائل دون أن تتوقع المنتهى في بلوغ المرام .. وسايرني بالوفاق دون أن تجعل الصدق شرطاَ في المقال .. فنحن في لجة بحر يفقد السواحل وفي محنة عمر يفقد السنين والأيام .. نلتقي أنتم ونحن معاَ في حومة ضباب يعني قمة الطلاسم والقتام .. فلا تطلب المستحيل ذلك الحزم والجزم في بيئة تتاجر بالكلام .. فقد أجيبك صادقاَ بأحرف تشفي غليلك وقد أبيعك قولاَ يزيدك في الآلام .. فأنت ذلك الحائر تريد الإجابة عن ترياق يكشف الأسرار ويميط اللثام .. يكشف عنك نوازل العصر التي توهن العظام .. ويريح دماغك من ويلات تعصر القلب كالبرشام .. ويلات تلازم دربك بإحكام وإصرار كاللجام .. تقودك غصباَ إلى واقع المس والجنون والانفصام .. تسأل عن ترياق يريحك من ويلات الهموم والأوجاع والأسقام .. تريد مني ذلك السند الصريح بالشرح والإسهاب والإفهام .. ولن يفيدك قولي إذا قلت لأني ذلك الممنوع من حـق الكلام .. فكيف تسألني وأنا معك في خندق المعية أشاركك نفس الأوجاع والأوهام .. تسألني وأنا أشد منك حوجة لذلك الترياق الذي يمثل قمة الأحلام ؟.. عجباَ لحائر يسأل حائراَ والكل في الشرق أيتـام .. وما المسئول بأعلم من سائل حين يكون السؤال عن أحوال النظام .. إنما جدل يدور في بحار المحنة والظن والشك دون شمس تطارد الأوهام .. والكل في مزارع التيه ضائع يحصد ثماراَ تفتك الآمال كالألغام .. يرتجي الغد صابراَ بأمنيات تحدوه بإقهار الظلام .. فإذا بالغد سفر في بحار تفقد السواحل وتقود الناس إلى مراسي الانعدام .. وتلك الأعمار تسافر وتهدر سـداَ في ظلال الويل والآلام .. كما أن الأيام تحبو قاسية فوق أشواك الحياة وهي حافية الأقدام .. نراك تمد الأيدي من تحت أمواج الشقاء تريد مدداَ وأيد المدد تلك عاجزة عن القيام .. وحبال الأسر تحاط بالأعناق وتقود الناس إلى مشانق الإعدام .. أسورة قهر تشكل السياج وتمنع حرية الإشهار بالكلام .. وتلك سرادق الأوجاع منصوبة تلاحق الأحوال بأهلك الأيام .. ولا تفيد الناس حيلة السمع والطاعة إذا جاهرت يوماَ بقسوة الأحكام .. فالأحوال هي الأحوال لمن يناصر أو يخاصم فالكل في حوبة الظلام .. والناس في عرف النظام عدة التمجيد والتصفيق وعدة الترحاب بالوئام .. مجرد عدة تلزم عند الحاجة فإذا أدت الأدوار فهي تلك الفتات والركام .. والألسن إذا جاهرت بالحق يوماَ تجلب الويلات للذات وتجلب أشد أنواع الخصام .. فما يضيرك أيها السائل لو سكت وكلما بالغ الأسى بالغت في الكتمان .. وقولك يجلب الويلات إذا تطاول يوما ولم يكن ذلك المشفوع بالتملق والركوع والقيام .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش