بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

دولــة العدالـة لا تؤسس فـوق قواعـد الظـلم  !! 

عبادة عالم خير من عبادة ألف جاهل .. وشمعة الحق التي تأتي من السماء خير من اجتهادات البشر من الأباطيل .. وانتماء الجهلاء وبال على العقائد السماوية .. لأنه انتماء بغير علم ومعرفة وأدراك .. وهو الانتماء الذي يشوه رسالات السماء بالمفتريات والأكاذيب .. وتلك الفئات المتطرفة التي تدعي الحرص على العقيدة الإسلامية وهي تجهل منهج الكتاب والسنة هي أكثر الفئات تشويهاَ ووبالاَ على الإسلام  .. فئات بمنتهى التطرف المقرون بالجهل وعدم المعرفة تدافع عن الدين الإسلامي في الكثير من بقاع العالم .. وهي تظهر للعالم وكأنها الوحيدة الحريصة التي تحتكر تعاليم تلك العقيدة السمحة .. وتظن أنها على الصواب دائماَ وأبداَ وأن الغير هم على الباطل .. وفي الحقيقة هي تنتهج تلك الأساليب البدائية الهمجية البربرية عندما تدافع عن لإسلام  .. تلك الأساليب البعيدة كل البعد عن نهج الكتاب والسنة ..  فهي تلك الفئات التي تشوه صورة الإسلام في العالم كثيراَ .. وتجرح  ذلك الدين العظيم جرحاَ بالغاَ وهي تدعي الدفاع عن الإسلام .. وكل خطواتها وممارساتها التي تدافع بها عن الإسلام هي خطوات خاطئة مائة في المائة .. ويا ليتها دافعت عن الإسلام من منطلقات الفهم والإدراك واستشارت علماء الإسلام الأفاضل في كل حركاتها وسكناتها .. ولكنها تجتهد تلك الاجتهادات العنترية البربرية دون علم وإدراك .. وتدافع عن الإسلام بنهج يحطم مبادئ الإسلام القوية .. وفي دفاعها هي تخالف كلياَ منطقات النهج العظيم الذي جاء به أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. كما أنها في دفاعها عن الإسلام تسلك مسلكاَ يخالف مسالك السلف الصالح في الجهاد .. تدعي الحرص الشديد على العقيدة وهي أكثر الفئات في الأرض ضرراَ وتشويها للإسلام .. ذلك الدين الحنيف .. دين الرحمة دين المحبة .. ذلك الدين الكريم الذي لا يعادي بالسجية ولا يفرض على الناس بقوة الإرهاب والسلاح والقتل والتعسف والتصفية  .. ذلك الدين المنصف العادل الذي يعطي حرية القرار للفرد دون الإجبار  .. فالانتماء للإسلام مفتوح للناس بالخيار المطلق دون إكراه وإلزام  ..  ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .. فالإسلام لا يجبر الناس على الانتماء .. ولا ينادي بتصفية الذين يرفضون الانتماء .. بل يكتفي بمنطوق الآية الكريمة ( لكم دينكم ولنا ديننا ) ..  كما أنه دين رحمة للعالمين لا يعتدي على الآخرين من غير المسلمين إلا عندما يعتدي الآخرون على الإسلام .. وحين يكون الرد على الاعتداء يتحرى الإسلام العدالة في ذلك الاعتداء دون ذلك الإسراف في القتل والفتك ( حيث الاعتداء بالمثل ) .. والمسلم الحكيم العالم بتعاليم الكتاب والسنة حين يدافع عن النفس وعن العقيدة فإنه يتحرى العدالة والإنصاف  .. ولا يسرف بالقتل والإبادة بحجة الانتقام  .. فالإسلام هو دين العدل والإنصاف والرحمة .. فإذا بالأيام تفرز من أرحام المسلمين تلك الجماعات المتطرفة الجاهلة التي ترفع رايات الإسلام في الكثير من مناطق العالم ثم تشوه سماحة الإسلام بتلك الأساليب الهمجية البعيدة  كل البعد عن تعاليم العقيدة الفاضلة .. فهي جماعات أينما تواجدت تبدأ خطواتها الأولى بسفك الدماء البريئة باسم الإسلام .. تلك الخطوات التي تخالف كلياَ نهج محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. جماعات متشوقة ومتلهفة لسفك دماء الناس في العالم ( المسلمين وغير المسلمين )  .. جماعات تتصف بالوحشية والجهالة والغلظة والتطرف المقيت .. تلك النعوت التي لم تكن معروفة يوماَ في مسيرة المسلمين منذ بذوق نور الإسلام .. وهي تلك الجماعات التي تحسب نفسها على الطريق المستقيم .. وفي الحقيقة هي أبعد الفئات عن تلك الجادة السوية .. وأعمالها هي تلك البعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الجليلة .. والأعجب أنها تحسب نفسها تقوم بأعمال تجلب لها الثواب والأجر بتلك الأساليب الوحشية المشوهة .. في الوقت الذي فيه هي ترتكب الكبائر من الذنوب باسم الإسلام .. تلك الكبائر التي توجب الدرك الأسفل من النار .. فهي تسيء للإسلام بذلك القدر الذي يكره الآخرين في العالم من اعتناق الدين الحنيف .. وتلك موبقة تتحمل تلك الجماعات المتطرفة أوزارها  .. لأنها تصور الإسلام للعالم وكأنه دين بطش وتنكيل ..  وكأنه دين متعطش لسفك دماء الناس في الأرض .. ( الأبرياء وغير الأبرياء ) .. تلك الصور المتكررة المتلاحقة عبر قرن من الزمان  ..  حتى أصبحت تلك السمة ملاصقة للإسلام والمسلين في أذهان الآخرين .. وقد جعلت  تلك السمة الكثيرين من الأمم والشعوب تتحاشى وتتجنب التعامل مع دين الإسلام الحنيف والمسلمين .. وهي تظن أن فطرة المسلمين موبوءة  بالقتل والفتك والإرهاب والتصفيات .. وذلك الاعتقاد الخاطئ المتفشي في أنحاء العالم اليوم يجعل الكثيرين من غير المسلمين يتهربون من اعتناق الإسلام .. وذلك الوزر لو يعلم هؤلاء المتطرفين الجهلاء كبير وعظيم .. ولا بد أن يتحمله هؤلاء الجهلة المتسلقين لجدار الإسلام بغير علم .. هؤلاء الذين يؤذون الإسلام دون أن يتبعوا تعاليم الكتاب والسنة .. يدعون الحرص والإخلاص للإسلام وهم أكثر الفئات مضرة للعقيدة  .. صور هنا وهنالك تظهر جماعات تدعي الإسلام وهي ملثمة تلبس أقنعة السواد وتنشر الخلع والخوف في أرجاء المعمورة .. ولا تتوانى حين تتجاهر أمام الإعلام والعالم بذبح الأبرياء من الناس ..  وتحرق الدور .. وتخطف الفتيات من المدارس .. وتذبح رجال الصحافة ورجال العون والمساعدة لمجرد أنهم ينتمون لدول معادية ..  وتلك حجتهم الضعيفة البعيدة كل البعد عن العدالة والإنصاف حين يحملون هؤلاء الأفراد الأسرى الضعفاء أوزار أوطانهم !! .. أي إسلام يقر ذلك ؟؟ ..  وأي دين ينادي بذلك ؟؟!! .. وأية عدالة سماوية تنادي بقتل الناس لمجرد الهوية والانتماء ؟؟ .. وهم بجهالة مفرطة يظنون أن غير المسلم دمه مباح حلال في أي وقت من الأوقات .. هؤلاء الجهلة لو كانوا على الحق والطريق السليم لقاتلوا الذين يقاتلونهم في ساحات القتال من الجند والعسكر المعتدين  .. وفي تلك الحالة قد يجدون ما يبرر الجهاد حسب السنة  .. أما تلك الصور القبيحة بقتل الأبرياء لمجرد أنهم أسرى عابري سبيل وقعوا في الأيدي وأنهم يجب أن يدفعوا أوزار أوطانهم تلك الأوطان التي تقصف بالطائرات فتلك صور لا تمثل تعاليم الإسلام السليمة .. وتلك الفئات بتلك الصور المشوهة للإسلام تنال اللعنات من المسلمين قبل الآخرين .. كما أنها تخيف الأمة الإسلامية بمقدم نظم تدعي الإسلام بتلك الجهالة المفرطة .. وهي نظم تبدو متطرفة جاهلة سفاكة للدماء .. ولا تشرف الإسلام والمسلمين بأفعالها تلك المشينة .. ولا ينالون الرضا إطلاقاَ من الأغلبية المسلمة في العالم .. تلك الأغلبية التي لا تؤازرهم بالدعاء والنصر .. لأن هؤلاء يضرون الإسلام أكثر مما ينفعون  ..  فإذا أرادوا تأسيس دولة الإسلام حقاَ فليتبعوا خطوات الجهاد بالقدر الذي يوافق الكتاب والسنة .. ويوافق خطوات الرسول صلى الله عليه وسلم وخطوات السلف الصالح .. وحينها سوف يجدون الدعم والسند والدعاء من عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. وبالعدم فإنهم يدخلون ضمن تلك الفئات المتطرفة التي تضر بالإسلام والمسلمين .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 5 أكتوبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

800,718