بسم الله الرحمن الرحيم
جمـرة نـار ببـرودة الثـلج !!
تلميحة قالت أمهلونا قليلاً .. وتلك رمية في طيها القسوة .. وعلامة تؤكد بأن القلب يملك الجديد .. رجاء متردد فوق سرج الاستحياء .. ووقفة تشير بخارطة وليدة .. تلك الخارطة التي تلمح بفواصل ومسافات .. والفواصل تعني بداية التراجع في مسار المودة والوفاء .. مستجدات لغشاوة تدق النواقيس .. والكبرياء في قلب العزيز يرفض الفواصل تأنفاً وتعالياَ .. ويأبى المهانة جملة وتفصيلاً .. وتلك النواقيس إشارات لبداية حرب وشقاق .. وتجريح لوفاء .. وخيانة لعهود .. مرسل يتعمد السهام متحايلاَ .. وعزيز يتقي بالسكوت تأدباَ .. ورزاز الشوائب تنال الصاحب حسب المقام والمقدار .. حيث منبع الإشارة الذي ينادي بالإمهال .. وذاك منبع يتسم بقلة الذوق في الخصال وأدب المقال .. وحيث سكوت العزيز الذي يأبى السجال .. والإشارات لا تبكي عيناً ولا تورث هماَ .. ولو نادت الضرورة بشئ من الآثار فهو ذلك الأسف في المآل والذكريات .. والأطماع تزاول سنتها في أنفس البشر .. فكم من طامع يسقط من سرج السحاب طمعاَ فيما هو فوق السحاب .. وكم من نهم يفقد البوصلة وهو يشرأب للألقاب .. وكم من هادر يهدر العمر متسلقاَ جدار الأوهام .. والاجتهاد في التحليق بغير الأجنحة يدخل الجهد في عبث الصغار .. ثم الأرض تشتكي من الجاحدين لنعمة الأحوال .. الذين يسبحون في بحور الحمد ثم يجارون الحمد بالنكران .. وعدم التأسي بالأفضال المتاحة سمة متكررة لخطوة آدم الأولى .. حيث الجنة التي كانت ثم أصبحت بشروطها .. والنعمة المتاحة التي ضاعت بزلة العصيان .. وأبناء آدم هم دائما يسلكون ذاك المسار .. والجدل أصبح مألوفاَ متى ما يرد من بني الإنسان .. ولكن جنة الرحمن غير جنة الإنسان .. وشتان بين رحمة السماء ورحمة المخلوق .. فالله سبحانه وتعالى يملك العفو والغفران .. أما ذلك الإنسان فهو الضعيف الذي يحاجج ولا يرضى حين يطال .. وإذا تمكن في بلوغ مكانة فوق سرج قلب فإنه يرفض التدني من تلك المكانة .. وهو صاحب الكبرياء الذي يأبى الانحناء .. فلا يكون العزيز عزيزاً حين يرضى ببديل في خانة التدني .. والسلطان الذي يبلغ عرش المكانة في مملكته يفقد المعيار حين يتنازل ويكون في معية الحاشية .. وعزيز النفس كالسحاب الراقي الذي يتنزه من شوائب الأدران .. ذلك السحاب الذي دائماَ يمتطي الأعالي ويتفادى معانقة الثرى بالتواضع .. وحين يجبر بالعطاء فإنه يبكي بدموع الأمطار .. دموع سخية من ناقد يملك العطاء والكرم لفاقد يتملق .. وتلك سنة الأحوال حين يجري القياس بين من يتعفف وبين من يتأفف .. جدل يجبر السحاب بحكمة فيجد في غسل الأدران والأوحال .. وللأرض أن لا تجحد بالأفضال وأن تقر بقيمة السحاب .. وقلنا لهم وداعاَ حين نادوا بالإمهال .. نهاية أوجدت ردماَ بين السدين من زبر الحديد .. ثم كان النفخ والقطر .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش