بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعــب العــربي العظيــم   !!

أخي في العروبة والإسلام .. جاء الوقت لنتوقف قليلاً ونراجع المشوار .. ومراكب العروبة مازالت تائهة منذ قرن من الزمان في متاهات الضياع .. تبحث عن المواني والمرافئ التي تعني الهوية في نهاية المطاف  .. تلك الهوية التي تعني الخصوصية المحترمة لأمة ذات عقيدة مجيدة وذات تاريخ عظيم ..  وشعوب الأرض لها الحق في تحديد هويتها الخاصة .. بالقدر الذي يمكن ثقافتها وحضارتها .. وبالقدر الذي يمنحها كامل الحرية في اتخاذ النهج الذي يريح مسارها .. والأرض مليئة بتلك الهويات المتباينة المتفرقة .. ولا أحد يملك الحق في التدخل في تحديد هويات الأمم والشعوب .. ولكن حين يأتي الحديث عن هوية الشعوب العربية والإسلامية فالأمر يجري بمعيار مختلف ومغاير للغاية .. والجدل القائم اليوم منذ قرن من الزمان هو محاولات جهات كثيرة في العالم في إفساد وإنكار تلك الهوية بأي شكل من الأشكال .. فالعالم من حولنا بطريقة عجيبة ومفرطة يعطي نفسه الحق بالتدخل في شئون الأمة العربية والإسلامية ..  ويجتهد في تحديد هوية العروبة والإسلام بالقدر الذي يوافق مزاج البعض من أعداء العقيدة .. والعلة في الأساس كامنة في المواقف الضعيفة والهزيلة والانهزامية لتلك القيادات التي قادت الأمم والشعوب العربية والإسلامية خلال قرن من الزمان ..   ذلك الضعف القاتل الذي تمثل في قيادات وزعامات هزيلة تواجدت رغم أنف الشعوب .. تلك القيادات والرموز التي عرفت بالتبعية والعمالة والاستكانة والاستسلام .. وعرفت بالخيانات والغدر في كثير من الحالات .. ومن غرائب الصدف أن تلك القيادات والرموز كلها اشتركت مع بعضها في صفة أساسية مثلت القاسم المشترك .. وهي صفة ( الجهل والجهلاء )  وعدم توفر المهارات الفكرية العالية لديها  .. فأكثرية تلك الرموز التي قادت الشعوب العربية والإسلامية خلال قرن من الزمان كانت متواضعة وجاهلة بالمعنى الحرفي ..  وتلك صفة مثلت القاسم المشترك لتسعة وتسعون في المائة  لتلك الرموز .. وبجانب تلك القيادات الجاهلة توفرت في الساحات والمجتمعات مجموعات من الخلايا التخاذلية والعميلة والإلحادية ذات الأفكار والنظريات الخائبة .. والأمة العربية والإسلامية اليوم تحصد ثمار تلك المواقف الانهزامية والتخاذلية .. وتعاني الويلات في كل شبر من تلك التجارب التي دامت لأكثر من قرن من الزمان ..  حيث نشاهد تلك المجريات القاسية المهلكة التي تسود كل بقاع الشعوب العربية والإسلامية من المشرق إلى المغرب .. وحيث التمزق والشتات والتناحر والحروب .. والجماعات الفئوية المتطرفة ..  والعداوات البينية والتحالفات الفاضحة المشينة مع أعداء الأمة .. والكثير الكثير من تلك النكبات والويلات والمصائب التي تمر بالأمة ..  وتلك المحصلات تعد طبيعية ومنطقية إذا راجعنا مراحل تلك التجارب البغيضة المهلكة العديدة الوفيرة .. واليوم ساحات الأمة تواجه زلزلة عنيفة خطيرة  ..  وتواجه خلخلة وتفكك في القواعد والأرضيات .. حيث علامات الشتات والفرقة والحروب والدمار والعداوات والخصام .. وتفكك وحدات الدول .. وظهور الفئوية والأقليات في أكثر مناطق الأمم .. والمتمعن الدارس يتيقن أن تلك المجريات هي مخططة مسبقاً ومدروسة للغاية .. ومع كل ذلك فما زالت تلك القيادات والزعامات في غيها وضلالها ..  وما زالت تلك الطائشة التائهة المتناحرة المتنافرة التي تتصرف بصبيانية دون عقل وتعقل وحكمة .. تلك القيادات والزعامات التي أوجعت وأهلكت وأصغرت شعوبها بالكثير من المواقف والقرارات الهزيلة  .. وقد استخدمت كثيراً ذلك السلاح الوحيد الذي تملكه .. ذلك السلاح الخطير في زعمها   ..  وفي ظنها أن ذلك السلاح هو الفعال الذي يردع ويخيف العالم  .. وهو سلاح الجبناء المتخاذلين .. سلاح ( الاستنكار والشجب ) .. ولأكثر من نصف قرن من الزمان استخدمت تلك القيادات الهزيلة سلاحها ذلك دون جدوى .. عندما كانت الأمة تواجه الويلات وتخوض أقسى أنواع الحروب .. وتتلقى الضربات تلو الضربات .. وتعاني من الظلم والفتك والقتل والهضم والسلب والنهب والإرهاب .. وفي كل مرة كانت تجتمع قيادات الشعوب من الملوك والزعماء والرؤساء فيما يعرف بلقاءات القمم الخجولة .. ثم تستخدم سلاحها ذلك الوحيد الخطير المخيف وهو سلاح  ( الاستنكار والشجب  ) ..  ذلك السلاح الذي أصبح أضحوكة في الداخل والخارج .. وهو السلاح الذي في مفعوله أضعف من مفعول فزاعات الطيور ..  وحينما كانت تتوجه طائرات القيادات والملوك والرؤساء لمواقع لقاءات القمم كانت الناس تسخر وتقول : النهايات والنتائج معروفة ومفهومة سلفاَ  ..  وهي تلك المتكررة بذلك القدر الممجوج الممل .. والتي أصبحت معروفة ومعلومة حتى لطفل الروضة ولرجل الشارع العادي  !! .. حيث سلاح (الاستنكار و الشجب ) .. وكان البعض يتساءل بالقول : لماذا لا يكتفي الملك أو الزعيم أو الرئيس العربي باستخدام ذلك السلاح الوحيد وهو جالس في مكتبه بقرار رئاسي ..  وكفى الله المؤمنين شر القتال ..  بدلاَ من تلك المظاهر الفارغة المهلكة .. حيث السفر والتكاليف الباهظة ..  وحيث الهيلمان والصولجان في غير معنى .. وذلك التخاذل المتكرر وتلك المواقف المخذية أضعفت هيبة الأمة كثيراَ  .. وأطمعت الأعداء في التدخل في شئون الأمة .. وها نحن اليوم نشاهد نتائج تلك المواقف الهزيلة الضعيفة الكئيبة التي تليق بالأقزام ..  ولا نملك تلك الهيبة والمهابة التي تليق بالأمم ذات الأمجاد في التاريخ .. وفي مراحل كثيرة برزت الفئات النبيلة من أبناء الأمة الذين رفضوا حالات المذلة والمهانة .. واجتهدوا كثيراَ في قلب الصورة الكئيبة ..  وحاربوا وقاتلوا وقتلوا بشجاعة الرجال ..  وأوجدوا السيرة الحسنة الجيدةَ المشرفةَ وإن لم يوجدوا المسار .. ومع ذلك فهؤلاء الأبطال الأفذاذ حوربوا وطوردوا ولقبوا بالإرهاب من الأصدقاء قبل الأعداء  .. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً .. فئة من أفراد الأمة المقدامة الشجاعة ..  أبت أن تنحني بمذلة للأعداء .. وأبت أن تكون في طاعة الضعفاء .. كما أبت أن تكون  في زمرة القادة المتخاذلين .. وقالت صوتها عالياً ثم تولت وتركت الدنيا لأهلها أهل المخازي والدنايا .. هؤلاء الأشاوس لم يسقطوا أبداَ في المقام .. وقد سقط أهل المقامات بالزيف والأباطيل .. وها نحن اليوم نحصد ثمار تلك  المواقف المتخاذلة ونجترع مرارات الحنظل  .. ونكتوي بنيران تلك المواقف الضعيفة التي لازمت الأمة لقرن من الزمان .  

ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,862