بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الســلة الخاليـة مـن ذكريـات الماضي !!

لا تسألوني عن ذلك الماضي .. تلك الذكرى المؤلمة التي تنادي في الأعماق .. وفيها رائحة الجراح والنواح ..  فكم نتحاشى الصورة ونتجول بعيداَ ونحن نتعمد النسيان .. وهي القصة الحزينة التي تدمع العيون حين تقال .. ترجف الأوصال حين تجري السيرة  ..  وتفر الأنفس من محرابها لأنها تعلم الأسرار .. ولو كان في ذلك الماضي ما يسعد القلب ويستحق الوقفة ما كان الرحيل إلى سواحل الآن  .. والنفس تجتهد وتكتفي بالهروب من ذلك الجدل الكئيب  ..  ودائماَ تغسل ساحة الأذهان والأحزان بمياه النسيان  ..  والعودة للماضي يعني العودة لوخزات الآلام  والتجوال في ساحات المشانق .. ولما ينادي المنادي للالتفات لذكرى ذلك الماضي ؟؟.. ذكرى الجراح في الأكباد .. تلك الجراح التي شارفت على الاندمال .. وأبواب الماضي تم إغلاقها وكان القصد كبت صيحات الأنات والآهات  .. ويوم أن رحلنا عن ساحة الشقاء لم نلتفت لحظة للوراء ..   فمن هو ذلك اليائس الأحمق الذي يحن لظلم وظلمات الليالي ؟؟  ..  وكيف يشتاق عاقل مستحكم في عقله لعهود لأوجاع ويحن لرائحة الدماء  ؟؟ ..  ومن هو ذلك الأحمق الذي يعاود الرقص فوق القبر مرتين ؟ ! .. فيا من تذكرنا بالماضي توقف عند ذاك الحد  .. فإذا كنت تحبنا بإخلاص فلما تريد لنا الموت مرتين  ؟! .. ألم تكفنا الموتة الأولى ؟؟ .. ولقد نسينا وتناسينا أيام الحمم وآثارها تلك التي تعكر الذكريات  .. تلك الذكريات التي رحلنا عنها غير مأسوف عليها ..  والذي يرحل من حافة البراكين فهو ذلك المفارق للجحيم  .. وحمم البراكين قد وشمت ذاتها في الأذهان .. وجبال الأرض دائماَ تذكرنا بتلك البراكين الحارقة ..  وكلما  مررنا بساحة جبل تبكي أعماقنا لمجرد صورة تعني ماضي العذاب .. وهي صورة تمثل سطوة التعالي بقوة الجبال .. وكل صخرة فوق وجه الأرض ما هي إلا حجارة رمتها يد البراكين لترجم بها صفحة الأرض البريئة .. تلك الصفحة التي تماثل سياج القلوب الطيبة المتسامحة  .. تلك القلوب التي نالت الجزاء عقاباَ في صورة الإحسان ..  صورة كالحة قاتمة بين قاتل ومقتول ..  لا تدخل في نعمة الذكريات .. فلا تذكروا الماضي في حضرة الحاضر ذاك البهيج الصالح .. الحاضر الذي يستحق الحمد والشكر لله كثيرا حيث التخلص والخلاص  ..   فالماضي  شائبة تعيد قصة الجلادين عند حافة الحمم والمشانق  .. ولو كان الأمر بأيدينا لقطعنا دابر الذكريات  .. ولأدخلنا الأيدي في الجوف والأعماق لبتر سيرة الماضي الحزين .. ولكن العزاء الوحيد لنا في نعمة النسيان ..  ذلك النسيان الذي يمثل ترساَ يقي من طعنات الخناجر في الأكباد  .. نراك تردد يا ليت أيام الصفاء جديد !! .. وتلك فرية تجتهد في تحسين صورة القاتل .. فالصفاء كان ذاك المستحيل في أكثر الأحيان  .. ولو حملت يد القاتل مليون وردة وزهرة مشيرة بعلامة الوفاء فإن الصورة لا تزيل علامة الماضي عن الأذهان .. والكبش المذبوح لا تفارقه صورة الذبح والنحر عند لحظات الختام  .. ولا تفارقه صورة الدماء وهي تجري وتتدفق فوق الأرض .. فما أقسى تلك اليد التي كانت تزاول الذبح بغير رحمة وشفقة ! .. وكلما جاءت سيرة الماضي فإن النفس تتمنى لو مات القاتل والمقتول والسيرة والذكريات !! . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 220 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

773,510