بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 حـروف الـوداع الأخيــر...!! 

قــالت :

أعلم جيداَ أنك سوف تأتي في الميعاد .. وفي عمقك ذلك التشوق وذلك التلهف  ..  محاطاَ بآمال تعجز عن حملها الجبال .. تتعجل الخطوات .. لتهنأ بسعادة اللقاء بعد طول الغياب  .. والوفاء منكم كان صدقاَ لم يعرف التجريح من قبل .. والالتزام منكم كان مضرب المثل في قوة الإخلاص والتفاني  .. ولم نجد منكم يوماَ إشارة أو بوحاَ يوجد العيب في المسار .. والنبل والشهامة تلك خصال أنت من أهلها دون شك يراود الأذهان .. وتلك سواحلك تخلو من الأشواك وتخلو من اللدغات واللسعات ..  ومحاسن الخصال أنت تملكها دون نقص يعكر ذات البين .. ودون خصلة تبرر الجفاء والخصام  .. ومع ذلك فإن الجفاف قد أصاب قلبي .. ذلك القلب الذي كان من قبل منادياَ بالوفاء .. وقد حل الجدب في سواحلي .. وظهرت علامات التخاذل في قلب كان في الماضي يظهر الوداد والمحبة ويدعي الإخلاص حتى نهاية المشوار .. قد تنكر ذلك القلب وأراد أن يعيش في رياض لا تلتقي مع رياضكم .. وفي سواحل تبتعد عن سواحلكم .. وتلك طعنة قاتلة ما كنت أريدها لكم .. ولم تسمعني من قبل حين كان الإيحاء مني تلو الإيحاء .. فأنت كالأعمى تتمسك بصورة الماضي دون تنازل في الإيقاع والخطوات .. وقلبك ذلك النبيل لا يدري بأن المياه قد تحولت لحياض غير حياضكم .. ولا يدري بأن السحب تمطر في سماء الآخرين .. وقد سافر قلبي في دروب الغير وأبتعد عن سواحلكم إلى أبعد المسافات .. وهو يعيش الآن حاضراَ في عوالم أنت لست في زمرتها  ..  والذكريات الماضية أصبحت في أضابيرنا تلك الباقة المنسية .. المركونة في أرفف المهملات .. كم وكم حاولت الإيحاء لكم ببوادر الانتهاء  .. وكم وكم حاولت أن أعفيك من تلك اللحظة القاسية .. لحظة مريرة طعمها كالعلقم أنت لا تستحقها .. وتلك طعنة مني قاتلة تماثل طعنة خنجر في عمق الكبد والوجدان  .. حاولت كثيراَ أن أتجنب لحظة التجريح والتنكيل .. ولكن إصرارك باللقاء رغم الإيحاء تلو الإيحاء فرض علينا أن نوجد الحد ونقيم السـد ونبتغي الجـد ..  فأنت لن تجدني عند موعد اللقاء .. وبدلاَ من ذلك سوف تجد حروفي هـذه في موضع اللقاء .. وهي حروف أعلم أنها تمثل ألغاماَ تفتك ذات البين  ..  وهي نار أشد فتكاَ على قلبي وقلبك ..   فأعذرني على رمية سهم كان بد منها يوماَ حتى يصحو قلبك ويواجه الحقيقة .. تلك الحقيقة القاسية التي تمثل ارتطام الغفلة والأحلام بصخرة الواقع والمستجدات .. وعندئذ سوف تعيش الحقيقة رغم مرارتها ..  وشدة الإخلاص منكم وقوة المحبة في قلبكم أوجدت ستارا وحجاباََ لأمور ما كانت تجري في حسبانكم .. وأوجدت الغطاءَ المستحيل الذي يحجب عنكم طوارق المنقصات في ذات البين .. فأنت ذلك البريء الذي يحلم بعوالم البراءة والإخلاص  .. ولكن ليس كل الناس في صورة الملائكة الأبرار .. فهنالك إنسان وهنالك إنسان .. وما أبرئ نفسـي فإن نفسي تفقد كمال الإخلاص .. ولا تعاتبني بقسوة فإن المرء يميل عادة حيث يميل القلب .. وتلك ميلة قد تكون وبالاَ علينا وقد تكون سعادةَ .. فإن وجدتنا يوماَ وقد أخطأنا الطريق والخيار فلا تشمت بنا  ..  فتلك رمية قد تصيب وقد تخيب .. وإن وجدتنا في نعمة الحال فأنا أعلم أن قلبك هو ذلك النقي الطيب .. ذلك النبيل الأبيض كاللبن لا يحمل في جوفه إلا بوادر المحبة والمودة .. وسوف يفرح بسعادتنا رغم ذاك الغدر والطعنة القاسية .. فوداعاَ ووداعاَ ..  وأمنياتي لكم بخيار جديد يليق بمقامكم وإخلاصكم .. وينسيكم جروح الماضي تلك الغائرة  .. ويوجد وفراَ من السعادة التي تنسيكم قسوة الطعنة في مشوارنا الماضي .. وينسيكم آلام الأحزان في تجربتنا تلك .

ــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 264 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,631