بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

السـودان ذلك الوطـن الجـريح     !!

الوقفة محيرة رغم المرارة الغائرة في الأنفس .. تلك المرارة التي ترافق الأنفاس طلوعاَ ونزولاَ ..  لماذا يا هذا ؟؟ .. ولماذا يا هذا .. ألم نتعهد يوماَ بالالتزام بميثاق الإنقاذ .. حيث السفينة منذ استقلال البلاد تواجه المحن وتواجه الويلات .. ألم نكن معكم في السراء والضراء نقدم التضحيات الجسيمة من الأرواح الشابة الفتية في سبيل وحدة بلاد لم يقدر لها أن تكون ؟؟ .. ألم نوفي واجب العطاء بالأموال وبقوافل المدد من جميع انحناء البلاد لنقف معكم في خندق واحد عند وقوع الكوارث والاعتداءات المتكررة على البلاد .. أم ندفع لكم من دماء القلوب الجبايات تلو الجبايات والرسوم تلو الرسوم .. ألم نتحمل كل مشاوير التعليم والعلاج ..  ألم نرقص معكم دوماَ فوق مسارح اللقاء والهتاف و التصفيق .. شعب جائع كان يرقص مع قادة بطونها خالية من قسوة الجوع .. والأمل يحدوه في الإنقاذ الموعود  .. تلك المفارقة العجيبة حيث شعب كان يرقص متحملاَ قسوة الأحوال على أمل في فجـر جديد وقادة كانوا يرقصون ثم يؤثرون الخيرات لأنفسهم لتكون الخيرات لهم ومن يكون في خاصتهم دون غير يشاركهم .. منتهى الجحود ومنتهى الإنكار !! ..  السؤال الآن هل قصة ( الإنقاذ ) كانت من البداية فبركة للوصول لتك القلوب البريئة ؟؟ .. تلك القلوب التي لا تستحق تلك الطعنة القاتلة وهي في خندق الوفاء ..  لماذا ترون الحياة لكم خاصة مترفة في بساتين النعيم وللغير تريدونها ذلك الجحيم المقيم ؟؟ .. وهل يستحق الشعب الذي وقف معكم في كل منحيات الأزمات أن يعامل تلك المعاملة الظالمة الغادرة ؟؟ ..  لماذا يحل لكم الطيبات ويحرم على غيركم ليعيش في أسـوأ أنواع المعيشة ؟؟؟ ..  أين الرحمة والشفقة في قلوبكم ؟؟ .. أنتم في نعم الحال ولا تحسون بلسعات الظروف التي تواجهها الناس .. ولذلك لا تبالون .. وعدم المبالاة تكشف الخدعة الكبرى وتكشف قصة الإنقاذ تلك الفرية التي مشت على (  محمد أحمد )  ذلك السوداني الطيب الذي لا يستحق جرعات المعيشة الضنكة منذ استقلال السودان .. ذلك الشعب الطيب الذي لم يهنأ بلحظة رفاهية ورخاء وهناء طوال المرحلة ما بعد الاستقلال .. والقدر أوجد ذلك الشعب أن يكون طيباَ يقدم التضحيات تلو التضحيات دون ان يلقى سنداَ ودعماَ في المقابل .. لا في الماضي ولا في الحاضر .. جرت في ساحاته كل تجارب الحكم لفترة شارفت على القرن .. العسكرية والحزبية والمختلطة والمسميات التي لا حصر لها  .. وفي كل تلك التجارب كان الشعب هو الخاسر الأول والأخير .. حيث الفئات المتسلقة التي تنهب أموال الشعب وكلها تحت شعارات كاذبة خادعة .. والأثرياء في كل التجارب اختصوا لأنفسهم ضروع البقرة الحلوبة عندما تكون فيها اللبن .. ولكن بمجرد أن تجف تلك الضروع فالويلات والبكاء ليأتي الإنقاذ والمدد من شعب كادح ليمد الساحة بقوافل المستطاع المقدور من المؤن  .. ثم تصبر لتتحمل المعاناة في ظروف قاحلة تستجلب الاستحياء فلا يمدون الأيدي .. فلماذا في حالة الشفاء ما للشعب يكون خالصة لهم دون مساس ؟؟ .. وفي حالة الشدة والمعاناة والاعتداءات على البلاد كالعادة فالشعب هو الذي يتحمل العثرات .. فلماذا لا يقف أحد بجانب ذلك الشعب ويحس بآلامه ويتقاسم النبقة واللقمة معه .. فلماذا عند الجوع والمخاطر نلتقي ليكون الشعب هو السند .. وعند الشبع نفترق بالخصوصية التي تبعد الشعب عن النعمـة ؟؟ .. لماذا يا هذا ؟؟ .. ولماذا يا هـذا ؟؟ ولماذا يا هـذا ؟؟ 

ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 349 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,828