بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

لمن نشتكي يـا زمـن ؟!!؟؟؟؟؟؟؟

 

شروط الجزاء مضروبة حتى ولو كان الإيحاء بالسمع والطاعة .. والجبايات منهوبة ومسلوبة تحت مسميات تمخول .. مقلوعة منزوعة جبراًُ وقسراً .. فهي فرض عين على القادر والعاجز .. وهناك فئتان .. فئة كبيرة تمثل غالبية عليها مشقة ملئ فراغ خزانات النظم .. وأخرى قليلة متمتعة تركب موجة الحظوظ .. وعليها إفراغ خزانات النظم بالبذخ والإسراف ورغد العيش .. عليها حكمة الإفراغ إما تسلطاً أو فساداً أو علاوات وبدلات ومستحقات تمييزها على باقي أفراد الأمة .. والأمم تصبر بالإيحاء سمعاً وطاعة لأنها يوماً بعد يوم تطمع في رحمة من السماء .. حيث تأمل رخاءً بعد عناء .. وفرجاً بعد ضيق .. ثم تسأل النفس نفسها في حيرة أي كبيرة أوجدت تلك المعيشة الضنكا .. وقلوب أولئك الذين يحتكرون ذمام الأمور من حجر صلب .. ليست فيها مثقال ذرة من الرحمة .. بل بعضها سادية تتلذذ بمعاناة الشعوب .. وإلا فما معنى أن تتعهد النظم مراراً وتكراراً بتوفير رغد العيش لشعوبها إذا هي صبرت وتحملت قليلاً وربطت الأحزمة على بطونها .. ثم تفي الشعوب بصبرها وتحملها لأكثر من عشرات السنين .. ومع ذلك تنتكس النظم في وعودها وتتمادى في جلب المزيد من المعاناة لشعوبها !! .. وترى الرخاء والنماء والسعادة التي وعدت بها هي خاصة لفئة مختارة تعتبر سدنة مخلصة لها .. وهي الفئة التي يجب أن لا تعاني في لحظة من اللحظات .. ومن العجيب ان بعض تلك النظم جاء وشعاره الإنقاذ .. جاء ليخلص شعوبه من الضوائق والمعاناة .. فإذا هي في النهاية تكون السبب الأكيد في استمرار تعمق مقدار المعاناة والمشقة .. ترى أمام عينها مقدار المأساة في أعين الناس وهي تعجز كلياً عن مجاراة ضروريات الحياة العادية ناهيك عن الكماليات .. الغلاء الفاحش الذي خرج عن حدود المعقول .. ويومياً زيادات في أسعار كل شئ .. وانفلات في هيبة نظم تراعي مصالح الامة بتوفير القوت الضروري بالقدر الميسر .. بغير تلك الوعود الجوفاء .. ثم تكون المفاجأة الكبيرة عندما تتواعد تلك النظم نفسها بالمزيد من رفع الدعم عن سلع حيوية ضرورية .. لتدخل المعاناة درجات أخرى في حياة الجحيم .. وهي ( أي النظم ) لا تبالي حتى ولو أصبح الجميع لديها في أتون جهنم ما دامت فئتها المختارة في سلام .. ذلك هو الإحساس السائد اليوم في مجتمعات كثيرة تحس بالمرارة .. وخيبة الرجاء في قادة تمثل القمة وعدت بالخيرات ووعدت بالمستقبل الزاهر .. فإذا هي تضع اليوم وقراً في أذنيها ولا تعنيها صرخات الناس من الضوائق .. لأنها هي وسدنتها في نعمة ولا تعاني من دموع .. وتنسى أو تتناسى أن الكثيرين من أفراد شعوبها وقفوا معها يوماً بشجاعة كبيرة تحت وعود وآمال براقة لوحت بها ذات يوم .. ثم انتكست وكذبت في وعودها .. ويا زمن لمن نشتكي  ! .

 

ـــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,918