بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

(  قصــة ( المحاكمـة بأطــراف اللســان ؟؟...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

ذاب كالملح بغير أثر .. وترك فؤاداً يجتاز مسافات الحيرة .. ويقيس عمق الأسباب بالاجتهاد .. ثم تمشي بها النفس في دهاليز الاحتمالات .. وفيها علامات عدة منها الموت .. ولو صدق ذلك الاحتمال فهي للموت أقرب منه .. ولكنها تتنبه إلى حيلة إبليس في وساوسه فتطرد الوساوس .. ثم ترى الأنسب في مقولة أن للغائب حجة متى ما كان في حالة سبات .. ولكن متى ما حضر الغائب فحينها لكل مقام مقال .. والغائب في مرحلة أغلق فيها كل منافذ الأسباب .. حتى أنه لم يلمح يوماً بتلميحه أو إشارة .. وقد يكون لقلبه تحولاً .. وتلك حيلة أخرى من إبليس يرفضها قلبها جملة وتفصيلاً .. والساحة حالياً مربكة ولا تحتمل المزايدات في اتهامات بخيانة أو بغـدر .. هل يعقل ذلك ؟؟ .. تسأل نفسها مراراً وتكراراً .. فإذا بإبليس يجيبها بسرعة .. وما الذي يمنع ذلك ؟؟ !! سؤال يقابل بسؤال في مرحلة شك .. مما يوقد شرارة لخصام .. ثم تكبح نفسها بالصبر .. وتحاول أن تزجر إبليس حتى يكون خارج الصراع .. ومن حيلة إبليس دائماً إظهار الانصياع ثم الإقدام لمرحلة جديدة .. قاومت تكهنات إبليس كثيراً .. ولكنها في عمقها بدأت تجاري مشاوير الشك .. وترى أن في الأمر إنـة وألف إنـة .. فأين معاني التقدير من قلب نال منها الإحسان دون جرح .. وأين مقامها في قلب إنسان منحته حبها بغير حد .. كيف رضي أن يتركها في ظلام دون أثر .. ذاك إجحاف بكل المعايير والموازين .. ونجح إبليس في ظنه وقد أشعل ناراً في قلب اجتهد كثيراً في الصبر .

                    وفي ذات يوم حجبت فيه الشمس بتراكمات السحب .. ورقصت فيه نسمة عليلة فوق رياض الحسن .. وانفلتت من يد الغيوم حبات مطر .. كبيرة في أحجامها .. تختار صفحة الأرض هنا وهناك .. وكأنها هاربة من سطوة قناص .. تضرب الأرض بشدة بعشوائية هالكة .. ثم بعدها تتمكن الغيوم من السيطرة مرة أخرى وتمنع المزيد من الهروب .. فلا يستطيع احد أن يحكم بأن اليوم ماطر .. ولا يستطيع احد أن يحكم بأن اليوم جدب .. صورة من الطلاسم ترسمها الطبيعة .. وفي صورة مماثلة من الألغاز ظهر لها من جديد .. وتقدم نحوها وفي خطواته الحذر الشديد .. لا يتجرأ كسابق عهده في إظهار الهيام .. ومد لها يداً متخاذلة مترددة وخائفة أن ترتد في خسران .. ولكنها لم تلمك اللحظة في اتخاذ قرار .. فمدت يدها بفتور .. والتقت اليدان فوق حافة الاستفهام .. لم يقل حرفاًً يبرر الغياب ولكن كان هناك حوار :

 

 

قالت له : هل تعلم أنك ظالم جاحد ؟؟ .

فقال لها : وأنا اقر بذلك دون تحفظ أو نقاش .

فقالت له : وذاك أقرار فيه جرأة يستوجب القصاص .

فقال لها : وفي ذلك نحن نأخذ كل حكم يصدر منكم عدلاً وإن كان جوراً .

فقالت له : ويحك !! أراك تفقد الكبرياء .. ولا تحاجج بقوة .

فقال لها : لأنني أعلم بأن حججي لا أملكها لنفسي .. ولا أريدها داعمة لشأني .. وفقط أريده حكماً

           منكم فيه الرأفة مشفوعاً بغير أدلة وبراهين .

فقالت له : تلك مراوغة لا تفيد الأحكام .. وقد أغلقت منافذ العواطف منذ ذاك الغياب المجهول .. ثم

           استدركت فجأة .. وقالت وهل تقبل بأن تنفذ الأحكام بنفس تلك الجرأة بالإقرار ؟؟ .

فقال لها : وقد سبق القول منا بالقبول عدلاً أو جوراً .

فقالت له : فإذن إليك أتلوا قراري بالحكم .. فأنا أريد أن أعرف أسباب الغياب !! .

فقال لها : إلا ذاك .. فذاك سر مقدس لا أملك الخيار بالبوح به .

فقالت له : ومن هنا تبدأ نقطة الافتراق لطريقين .. وكل طريق يأخذ شانه .

فقال لها : وهل الحكم يقبل منكم الاسترحام والاستئناف ؟؟

فقالت له : فما بال من يقبل الحكم عدلاً أو جوراً ؟؟ !!!

وسكت شهريار عن الكلام المباح .

 

ـــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,828