بسم الله الرحمن الرحيم

عجبـا من أقوام وأقـوام  ؟... ؟؟؟؟؟؟؟؟

يتسلق جبلاً ويتوهم أنه يقهر الجبل ويذله .. ثم نراه تلهث أنفاسه .. وتتشبث أياديه .. وتتخاذل أرجله ثم تتراجع حتى تكون النفس عند مقدارها .. ويكون الحجم عند حجمه .. ومازال الجبل شامخاً يتحدى شموخ الآفاق .. ويلتزم بسكوت الاقتدار .. ولا يلتف لجرأة قزم من الأقزام .. وذاك شأن الكبار ممن لا يتنازعون مع الصغار .. ولا يضعون النفس في محك الاختبار .. في مقدار تصنيف يعيب الثقل بين ألماس وأصفار .. ولو كانت القوافل تلتفت لنباح الكلاب لتوقفت عن المسار .. والأزمان والدهور تمر بوديان الرزايا وتمر كذلك برياض الأزهار .. تلك بعلاتها تعكر الأمزجة وتجادل بالانهيار والدمار .. وتلك نفحات تعبق لترتشف منها الناس وتنبع منها الأنهار .. سنة في الكون أن تتواجد الأضداد حتى تعرف الأنفس فوارق المعيار .. فليس من العدل أن يمتطي جاهـل حصان العلم بالإشهار .. كما أنه ليس من العدل أن يضع عملاق علم أقدامه فوق رقاب الصغار .. فذاك يوقر لأنه من الكبار .. وذاك يساند لأنه من الصغار .. وإلا فإن العيوب تأتي عندما يتخطي صاحب قدر حده بالاغترار .. وهذا العصر أوجد علماء بغير علم في زخم من الإكثار .. وأوجد قائمة من عقول ضاعت علومها تحت أقدام المتسلطين والأشرار .. والفكر أصبح سلعة يتاجر فيها السماسرة والتجار .. يباع في أرصفة الأسواق تحت نقر الأجراس والأبواق .. مهزلة تعيب اسماً مقدساً لو أنه فعلاً من الأفكار .. ولكن قد يكون مسخاً تم طلائه حتى ينافس في المقدار .

 
ــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد