بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحــواس المســـلوبة ؟..؟؟؟؟؟؟؟

حتى لا يكونوا هناك ابتعدوا في المسافات .. وحتى لا ترعى الحواس حول الحمى .. وتوشك الحواس أن تقع في الحرمات .. غير أن الابتعاد أصبح مستحيلاً كطوق يجاهر العنق بالعناق .. وقد ولـت عصور النقاء والطهر .. وانهارت سدود الحشمة والأخلاق .. في الماضي القريب كانت هناك منابر العفة محاطةً بسياج الحرمات .. وكانت هناك مراعي الشيطان مباحة لمن لا يستحي .. لا يطأها إلا من يريد .. وذاك المريد كان يجتهد على استحياء لينال شهوةً أو رغبةً .. ثم كان اللوم على نفس أرادت .. وعلى أقدام تجرأت .. ولكن اليوم فكل الحواس مطاردة من الآخرين .. فالعين لن ترى إلا ما هو متوفر في ساحتها .. وساحتها الآن أصبحت خالية من علامات الحلال .. إلا ما ندر .. وإذا أرادت التعفف عليها أن تغض .. وحتى تغض عليها أن تكف عن ما ترى ولن ترى غير الهوى .. وإذا تعففت في النهاية لن ترى .. وذاك هو حكم الأعمى وهو ليس بأعمى .. والآذان مهما حرصت في سماع ما يرضي الله فلن تكون خالية من صدى اللهو ومعازف الشيطان .. بل هي مرغمة لتلقي كل أنواع الأصوات عبر الأثير وإن اعتكف صاحبها منزوياً داخل الدار .. ومشاهد كثيرة هي سافرة تلاحق النظر .. حية عينية أو صور متحركة وثابتة .. هذا الزمن الذي فيه تضايقت مساحات الطهر واتسعت مراتع الشيطان .. والحواس مرغمة لتجاري الأحداث .. واليد إذا سعت لتنال رزقاً حلالاً فالشك قائم في مصادر توجـد تلك الأرزاق .. والعالم اليوم كقرية واحدة يتعامل بالمفاهيم الربوية .. والارتباط قسراً بالتعامل بنظام العملات الحرة هي المحك الذي توجده البيوت الربوية العالمية .. ولا يظن أحد أن هناك في العالم اليوم من يتناولها حلالاً طيباً إذا كان الارتباط بتلك الصناديق المالية العالمية .. تلك الصناديق التي هي منصوبة للتعامل بنظام الفوائد الربوية البائنة والمعلنة .. والتي هي أساسها فوائد تراكمية ربوية على قروض طويلة المـدى أو قصيرة المدى .. وارتباط العملات المحلية بعملات تلك الصناديق طلوعاً أو هبوطاً حسب شروط معاملات الربا عالمياً يجعل كل العالم يشترك ويتعامل في ساحة الربا راضياً مدركاً أو جاهلاً متجاهلاً .. وذلك هو حكم مفروض من عمالقة الاقتصاد الذين يتحكمون في مصير الاقتصاد العالمي اليوم . 
                ونحن قد نعلم جوانباً ثم نتخاذل ولا نريد أن نعلم المزيد .. وحواسنا في غفلة أصحبت في سيطرة الآخرين .. نشاهد قسراً ما يريدون ومـا لا نريـد .. ونستمع قسراً ما يريدون وما لا نريد .. ثم الحكم يجري بالمزيد من التحكم عبر الوسائل الحديثة يوماً بعد يوم .. حتى بدأنا نرى الخصوصيات وقد خرجت من غرف النوم لتعرض في الشاشات .. ونتوقع المزيد . وتوشك الحواس أن تقع في الحرمات بل هي فعلاً وقعت في الحرمات . ولا حوله ولا قوة إلا بالله .

ــــــ 
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,895