بسم الله الرحمن الرحيم
شهـب الذكريــات !!
ليلة ستارها الظلام .. ثم قلب تحاط به سياج من ضلوع .. ثم حجب الدثار تلف حول سر الأسرار .. هناك وفي عمق الوجدان ناقوس يدق بإصرار .. يقول كلاماً عصمة الحل فيه غير مباح لمن يرجو الوقار .. ومحظور مدافن الذكريات أن يزاح عنها الستار .. وعلى مد البصر أراها صورة خلف ألف باب تجتاح ذاك الخيال .. تلوح بالبنان من بعيد عن قصة ذات يوم .. ثم تغمز بعينها عن لحظة في يوم مطر بين الأزهار .. هي لحظة مثلها ألف لحظة في صفحة الأسرار .. ولكن الويل لمن تسولت له النفس أن يخاطر بالإشهار .. سياجها قبلة الوجهاء و هم أهل تلك الديار .. ملوك جاه وعرش وملوك وادي البحار .. والكنف من سلالة فيها الفوارس تحمي حمى الأخيار .. وأرى في صفحة الذكريات عودة الحسناء ذات النضار .. تجرأت في الخيال ولا تكون إلا خلف الجدار .. أبداً هي مستحيلة ولكن من يمنع القلب من ذاك الخيار .. الحسن فيها هبة غير مجلوبة ولكنها هبة محسوبة بمقدار .. توقفنا ذات يوم عندما نادى المنادي بإنذار .. وأقيمت سياج البين ثم أصبح السر خلف تلك الأسوار .. وأحكمت أعين الرقباء ومنعت تلك الجوهرة من فتنة الإبصار .. هي أصبحت لأهلها والسرب لا يقبل إشارات الصغار .. قلب أخطأ الطريق يوماً وطمع في قطف أعلى الثمار .. ولكن لم يخطأ القلب يوماً عندما مال الثمار وأراد أن يكون في سرب الصغار .. براءة ترفض الحواجز وطهر يمنع الإكبار .. هناك أخذت بالقلوب وأسرت قلباً يخاطر في غمار .. ثم ولت بأمر أصحاب الجلالة خلف تلك الأسوار .. ومرت السنوات عجافاً لم نرى البدر فيها ليلاً أو نهار .. ولكن تمردت في الخيال وأقبلت تداعب كالأسحار .. وذاك مجنون وحيداً يخاطب الظل في الجهار .. ويقول يا ليت يا ليت الذكريات كانت في دمار .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش