لماذا نشعر بالسعادة عندما نحسن إلى الآخرين؟

هل شعرت يوما بالسعادة عندما قدمت معروفا للآخرين؟

إنه بحق شعور عجيب يدعو للتأمل، فكثيرًا ما ينتابنى هذا الشعور وأنا فى أشد حالات الضيق والحزن، وإذا ما دفعتنى الظروف لتقديم العون إلى أحدهم أو التخفيف عن شخص ما فى أمر قد سبب له الحزن فإذ بى أجدنى وقد تبدلت حالى إلى الأفضل بل وشعرت بالرضا عن نفسى وحياتى، وحرت كثيرًا فى تفسير هذا الأمر وقفز إلى ذهنى خاطر يقول:

ربما كان ذلك مكافأة الله لنا على إغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب، أو أن مشاعر التقدير لأنفسنا تتكون كما يسهم ذلك فى بناء صورتنا الذاتية

فالإحسان إلى الناس هو صفة يحبها الله ووصف بها أنبياءه حيث قال تعالى فى سورة يوسف:

" إنا نراك من المحسنين" وكان إحسان يوسف لمن معه فى السجن إذا مرض رجل منهم قام هو برعايته وإذا احتاج اليه أحد ساعده وعاونه كما كانت أيضًا صفات نبينا الكريم وعددتها أمنا السيدة خديجة رضى الله حين عاد من الغار مرتعشًا فقالت له وهى تهدىء من روعه:

" والله لا يخذيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر وكلها كما نرى من صفات المحسنين فكأن هذا رصيده عند الله فكان حقًا على الله أن يكرمه ويرفع شأنه ولا يخزيه عددت السيدة خديجة صفات الإحسان إلى الناس واحتسبتها رصيًدًا عند الله

ولعل أغرب ما قرأت هو قول حكيم بن حزام – وكان من سادات قريش- حيث قال " ما أصبحت وليس على بابى صاحب حاجة ألا علمت أنها من المصائب ومعنى هذا القول أن هؤلاء  من أهل المروءة لا ينتظروا حتى يأتى اليهم الناس أو أن يغيثوا شخصًا ملهوفا يلجأ اليهم، ولعلنا نجد السلوى  فى مشاركة الآخرين أحزانهم، ففى تفريج كربات الغير إجابة الدعوات فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

من أراد  أن تُستجاب دعوته وأن تُكشف كربته فليفرج عن معسر" رواه أحمد

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 334 مشاهدة
نشرت فى 21 أغسطس 2023 بواسطة NouraSadek

عدد زيارات الموقع

4,133