بقلم : عبـد الفتـاح نيـازي
ليس غريبا مايحدث على الساحة الثقافية والفنية من عزل لقيادات رفيعة المستوى كم أثرت الحقل الفني باعمالها الراقية ؛ فتعيين مسئولين (غير مسئولين) في وزارة كوزارة الثقافة التي تحتفي بالثقافات والفنون التي ترقى بالذوق العام ـ وهو جزء من ظلامية الاتجاه بالدولة إلى حضيض التجهيل والتسطيح باسم الدين ـ هو أمر بالغ الخطورة لن يكون له مردود ـ إذا قُدِّرَ له النجاح ـ سوى إلقاء المجتمع المصري في غيابت جب التخلف والرجعية ..
إن انتفاضة المثقفين ورجال الفن بكافة أشكاله وألوانه هي تعبير واضح الدلالة لرفض مجتمع القرن الحادي والعشرين للعودة إلى عصور ماقبل التاريخ على أيدي طيور الظلام التي لا يمكنها أن تفتح أعينها في ضوء النهار لأنها ألفت بل وعشقت الظلام والظلامية الفكرية المقيتة ..
وما لم ينتفض المجتمع بكامل أطيافه وفصائله للتصدى لهذه الهجمة الإجرامية فإن النتيجة ستكون كارثية ، ولا يعلم مداها إلا الله ..
لقد قضينا العمر نسعى لترقية الذوق العام لدى أبنائنا في البيوت والمدارس وقصور الثقافة والمنتديات الفكرية ، ونحارب الانحطاط الذوقي الذي وصل إلى أحط مستوى له بما نسمعه من أصوات تصدم الآذان وصخب ينسبونه ظلما وبهتانا للموسيقى والفن ، وعري وعهر بالصوت والصورة ، وكنا نحسب لهذا اليوم ألف حساب ؛ لأن العقول المتحجرة التي تكلست أفكارها بمرور الزمن على أيدي أدعياء الدين الذين يلبسون لباس التقوى وهم أبعد ما يكونون عنها ، هذه العقول كانت كامنة ترقب وتنتظر الفرصة للانقضاض على المجتمع ومحو ثقافته التي بناها على امتداد عصوره الطويلة ..
يا أبناء مصر في القرن الحادي والعشرين .. أيها المثقفون الأبرار .. يا أصحاب العقول المستنيرة .. أيها الفنانون والكتاب والأدباء والشعراء .. يارجال ونساء الإعلام .. ياكل الحاضر والماضي .. ياعمر العمر .. انقذوا مصر من المصير الأسود الذي ينتظرها إذا ما استطاعت طيور الظلام أن تنشر أجنحتها فتحجب ضوء النهار .. ياشباب مصر الناهض كونوا بالمرصاد لأعداء الحب والخير والجمال ..
يارجال الأزهر الشريف أيها الوسطيون المعتدلون .. بينوا للناس الحق من الباطل .. علموهم كيف يفرقون بين الغث والسمين .. ولا تخشوا في الحق لومة لائم ؛ فقد كنتم دائما حماة الدين وحملة لواء التنوير المبني على صحيح العقيدة ووسطيتها ..
يارب كن لمصر وشعبها ، ولا تتركنا لهؤلاء الشياطين ليدمروا ما بنيناه على مر العصور .. يارب طفح الكيل ، ونفد الصبر وضاقت الصدور ؛ فلم نعد نتنفس سوى روائح العطن والعفن .. اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك .. وحسبنا الله ونعم الوكيل !!