تدل الأساطير والمعتقدات القديمة على أن بعض الأقوام والشعوب كانوا يقدسون الزراعة، ويعزون إلى الآلهة تعهدها وحمايتها وحث الناس على احترافها.
القدماء المصريين كانوا يعتقدون أن الإله أوزيريس هو الذي علمهم صنع أدوات الحرب وتجهيز التربة لغرس الكرمة والأشجار المثمرة، وحصد الذرة والشعير، وأن امرأته إيزيس هي التي علمتهم طحن الحبوب وصنع الخبز والنسيج. واعتقد الكلدانيون بوجود طاغية أو إله اسمه نمرود وإلى جانبه آلهة شبيهة بأوزيريس، علمهم الصناعة والزراعة والحصاد، وتشييد الأبنية والمعابد، أما الفلاحة فكان لها إله خاص اسمه نينب. ومن معتقدات الهنود أن الإله إبرهما كان يستعين بالبقر المقدس لحراثة الأرض، كما كانوا يقدسون البقرة لأنها مصدر ما يشربونه من اللبن.
ويقول المؤرخ اليوناني هيرودوت إن المصريين كانوا مولعين بزراعة الذرة لصنع الخبز، وأنهم كانوا يزرعون الفول للتجارة والمقايضة. ويقول بعض المؤرخين إن المصريين القدماء كانوا يزرعون القطن، إلا أن علماء الآثار لم يجدوا أثراً للمنسوجات القطنية بمصر. ويقال إن المصريين كانوا يزرعون قصب السكر والخشخاش ويستخرجون الصمغ من شجر السنط .
أما ما يتعلق بتربية الحيوان فقد كان المصريون يربون البقر والماعز والحمير والخنازير، أما الخيل فقد بدأت تظهر آثارها في مصر خلال القرن العشرين قبل الميلاد، عن طريق الرعاة الهكسوس.
وفي عهد الملك سليمان أصبح لتربية الخيل شأن كبير، إذ كان يستخدمها في قضاء حاجاته، كما كان يبيعها للحثيين.
كانت بلاد الرافدين منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وفي عهد الآشوريين، تزرع فيها أنواع كثيرة من النباتات الغذائية ومنها: الفول والعدس والحمص والحلبة والخشخاش، كما زرعوا السمسم والخروع والفوة والجزر والبصل والثوم والباذنجان والبامية والبطيخ وكثيراً من أشجار الفاكهة. وفي زمن الملك حمورابي انتظمت الزراعة والإسقاء ورعي الماشية وشقت الجداول والأنهار، وأصبح العراق من أغنى أقطار العالم، إلى أن اجتاحته جيوش التتر والمغول ودمرت روائع المدينة العربية.
وذكر انه في بلاد اليمن غرسوا الأشجار وانشؤوا الغابات، كما قيل أن أخصب بلاد العرب هي سبأ، وأن من محصولاتها المر والقرنفل والبلسم. لقد بنى اليمنيون السدود لجمع مياه الأمطار وسقاية المزارع والغابات، وكان أضخمها سد العرم أو سد مأرب ويليه قصعان وربوان وشحران وغيرها.
وفي بلاد الشام اشتغل النبطيون بالفلاحة، وألفوا قبل اليونان والرومان كتب عن الفلاحة النبطية
وللعرب فضل في نقل كثير من النباتات المفيدة إلى أوروبا عن طريق الأندلس وصقلية، ومنها قصب السكر والبرتقال والليمون والمشمش والخوخ....
وفي أيام الحكم العباسي كان للعرب الفضل في حفر الجداول والأنهار، وإنشاء السدود والجسور والقناطر، في بلاد الشام وبين النهرين، وهذا ما ساعد السكان على بناء المساكن وترك الخيام.