فشل برامج التوعية.. والبديل «أي كلام»!


حملات التوعية من إدمان الهيروين صورت أنّ باقي المخدرات لاتقتل

    التوعية الصحية ليست مجالاً للاجتهادات، ورغم ذلك فإن أكثر الممارسين لها خليط بين مجتهدين وناسخي تجارب قد لا تتوافق مع معطياتنا، وقد كان لهذه الممارسات الكثير من السلبيات التي تحولت بالمعنى الحقيقي من التوعية الى الترويج السلبي في حالات كثيرة، ولا تكاد تخلو حملة صحية غير مدروسة من العودة بكوارث صحية، خصوصاً إذا كان القائمون عليها الفعليون جهات خاصة مثل شركات العلاقات العامة والدعاية والإعلان أو من المتحمسين ممن لا يستطيعون قراءة الواقع ودراسة الحملة بما يضمن نجاحها وتحقيق أهدافها.

«الرياض» ناقشت عدداً من التجارب السلبية في التوعية الصحية وتستعرض إحدى التجارب الإيجابية والتقت بمتخصصين للحديث عن افضل السبل لتطوير برامج التوعية الصحية.

تثقيف سلبي

بدايةً ذكر الأستاذ "عبدالله بن سلمان العبيلي" -مدير التوعية والتثقيف الصحي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض- أنّه في السابق كان أسلوب التوعية عن المؤثرات العقلية "المخدرات" والاضطرابات النفسية ينحصر في الأساليب التقليدية المتمثلة في المطبوعات الورقية مثل الكتيب والبوستر والمطوية أو في المعارض التي تحتوي على صور لمتوفين من تعاطي الهيروين فقط وعرض نماذج من أنواع المواد المخدرة، مبيناً أنّهم في مجمع الأمل وجدوا أنّ الكثير من الممارسات التوعوية السابقة عند بعض الجهات لها مردود سلبي خاطئ أو مردودها الإيجابي ضعيف، فنشر صور المدمنين المتوفين لا يعكس مشكلة تعاطي المواد المخدرة عموماً بل يقتصر على مادة "الهيروين"، التي يتعاطها الأشخاص عادةً بعد إدمان "الإمفيتامين" أو"الحشيش" أو"الكحول"، مضيفاً: "عندما نركز في التوعية على الهيروين بصور موت متعاطيه بهدف توعية الشباب مع إغفال المواد الأخرى التي لا تسبب الوفاة -من وجهة نظر المتعاطين- لأن أضرار إدمانها نفسية؛ مما يصعب علينا تشخيص الضرر وعرضه للمشاهدة وكأننا بذلك -وبحسن نية- نجعل الشباب يظنون أنّ الهيروين هو المخدر الأخطر ويؤدي إلى النهاية المؤلمة وما عداه أهون منه -مع العلم أنّ المواد الأخرى أكثر استخداماً-، وكان ذلك لعدم قدرتنا على إظهار ضرر المواد الأخرى وخاصة لفئة الشباب المعرضين للانحراف، ولذا فإن عرض صور موتى الهيروين في معارض التوعية أسلوب تقليدي عاطفي قد يتأثر به المتعاطي مؤقتاً، كما أنّ عرض صور ونماذج مقلّدة لأنواع المخدرات في المعارض التوعوية وسيلة غير مجدية في التوعية وقد يكون عرضها مدعاة للتعرف عليها؛ مما يدفع البعض للرغبة في تجربتها، وقد اعترف مراهقون أنّ بداية تعاطيهم كانت بعد زيارة معارض المخدرات التي ولّدت لديهم دافعاً قوياً للتجربة، ولا مبرر لعرضها من أجل تعريف الأباء بأشكالها فليس من المعقول أن لا يستطيع الآباء اكتشاف تعاطي أبناهم إلاّ بالبحث عن المخدرات داخل أغراضهم الشخصية، فهناك دلائل أخرى بإمكان الأسرة أن تكتشف تعاطي الابن من خلالها".

درجات الوقاية

وأوضح "العبيلي" أنّه بناءً على هذه السلبيات التي شابت عمل جهات توعوية أخرى كان لزاما على مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض بصفته جهة مرجعية وعلاجية وتوعوية تكوين وإحداث أساليب توعوية قائمة على أسس علمية مدروسة مبنية على التجربة، مضيفاً أنّ طبيعة عملهم في برامج التوعية بالمجمع مبنية على الوقاية المقسمة إلى ثلاث درجات التي حددها المختصون في المجال؛ الدرجة الأولى أن يبقى السليم سليماً والمحافظة على الأسوياء، بحيث تكون التوعية للأشخاص غير المعرضين للتعاطي من خلال برامج إجتماعية وبرامج تطوير الذات وتعميق العلاقة الأسرية وتعزيز القدوة الحسنة والحوار الهادف، مبيناً أنّ الدرجة الثانية هي ما يعرف بالتدخل المبكر بتوجيه البرامج والأنشطة للشباب الذين يعانون من اضطرابات سلوكية قد تقودهم في المستقبل إلى تعاطي المواد المخدرة مثل التدخين والهروب من المدرسة والتفحيط، ويكون التدخل بعلاج هذا السلوك المضطرب بالإرشاد والتوجيه الأسري وتصحيح العلاقة مع الأسرة، ثم التوجيه الأسري بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الابن، وتم إنشاء قسم للتوجيه والإرشاد الأسري بالمجمع للعمل على علاج مثل هذه الحالات، فيما تضمنت المرحلة الثالثة التدخل مع المدمنين لعلاجهم من أجل أن لا تتعقد حالتهم للأسوأ فيصعب علاجهم وضمان عدم تأثيرهم على غيرهم ليتعاطى.


بعض المعارض التوعوية هدر مادي ونتائجها ضعيفة

تصحيح المفاهيم

وبيّن "العبيلي" أنّ أسلوبهم في التوعية بالمدارس إستند إلى المحاضرات الحوارية وتصحيح المفاهيم الخاطئة بالتركيز على السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى الإنحراف بشكل عام، موضحاً أنّه نادراً ما يتم التطرق إلى المخدرات في غير تصحيح المفاهيم المنتشرة بين الطلاب في المدارس عن بعض المواد المخدرة وخاصة تعاطي الإمفتامين "الكبتاجون" عند الإختبارات، مشيراً إلى أنّ من الأساليب التي يركزون عليها إرشاد الأسر على طرق الإكتشاف المبكر لمشاكل أبنائهم وكيفية التدخل معهم لعلاجها في المرحلة المناسبة قبل أن تتفاقم ويصعب حلها، لافتاً إلى أنّهم عملوا على تدريب مئات المرشدين الطلابيين والمرشدات الطلابيات عن طرق وقاية الطلبة والتعامل مع حالات التعاطي داخل المدارس، إضافة إلى نشر الوعي الصحي عبر الإنترنت وتقديم الإستشارات الهاتفية والإلكترونية، مؤكداً على أنّ العديد من الجهات بدأت الإفادة من تجربتهم، مطالباً بتقنيين التوعية ودراسة رجع الصدى لأيّ برنامج توعوي فهو المخرج من الوقوع في أخطاء التوعية وانعكاساتها السلبية على القضايا الحساسة مثل مشكلة تعاطي المواد المخدرة.

المطبوعات الورقية

وأكّد "د.محمود بن عبدالرحمن محمود" -واستشاري جودة الرعاية الصحية وأستاذ مساعد طب المجتمع بكلية الطب بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية- على أنّ مصمم البرنامج التوعوي قد يستخدم أسلوباً لا يتماشى مع المشكلة أو المجتمع المستهدف أو التقنية بينما لو قدم التصميم نفسه في مكان آخر أو بتقنية أخرى لوافق تحقيق الهدف المنشود، مبيناً أنّ المطبوعات التوعوية لم تعد تجدي نفعاً ولا يقرؤها إلاّ قلة، وأصبحت نوعاً من الهدر المالي -إلاّ في حدود-، فالفرد المهتم بموضوع صحي أصبح من السهل عليه الآن الإستعانة بمحركات البحث والمواقع المتخصصة في أيّ وقت شاء ليحصل على ما يشاء من معلومات تهمه حين يريدها بدلاً من تكدس الأوراق لديه، كما أنّ مجتمعنا مصنّف بأنّه لا يقرأ وتتحول الأوراق والكتب إما لمكتبات مهجورة أو لإستخدامات أخرى ليس من بينها القراءة، متسائلاً "هل كنا سابقاً نضع في الإعتبار التصميم المناسب للبرامج التوعوية؟ وهل شاركنا الفئة المستهدفة في تحديد إحتياجاتهم حتى نثير لديهم الإهتمام والمشاركة وتبني التغيير وأخذ القرار وممارسة السلوك الصحي السليم؟، موضحاً أنّ التخصصية في برامج التوعية الصحية أحد مفاتيح التطوير، بمعنى أن يتم الإنتقال من مراحل الحملات العامة وتركها للإعلام ليتبناها بإشراف متخصصين، ويتم توجيه جهد الهيئات والمنشئآت الصحية للبرامج التخصصية المتكاملة، والتي تعنى بالفئات المستهدفة لكل تخصص في صورة برنامج متكامل وقائي علاجي وتأهيلي يبحث عن المعنيين بالمشكلة، بما يضمن تطبيق معايير المشروع الناجح بأن يكون مخصصاً لفئة مستهدفة يمكن تطبيقه عليها وقياس نتائجه، ولا يكون غير مطابق لمقتضى الواقع، كما يتم يحديده بمدة زمنية إذ لا يوجد برنامج يصلح لكل زمان ومكان، لافتاً إلى أنّ الاستخدامات التقنية مهمة جداً من باب التمشي مع متطلبات العصر ولغة المستفيد فما يمكن إرساله برسالة نصية قصيرة لا ينبغى أن تصمم له مطوية لا يقرأها أحد، وما يمكن تقديمه في صورة مقطع مرئي يجذب الطفل والأسرة أسهل من تكليفهم عناء الحضور لمكان أو استقطاع وقتهم المخصص للترفيه لتقديم وجبة توعوية مليئة بالتفاصيل المملة.


قصص المتعافين ومغامراتهم مع التعاطي «تضر أكثر مما تنفع»

إعلام ودعاية صحية

وقال "د.محمود": "ليس بالضرورة أن نقر بفشلنا؛ فلقد اجتهد البعض واستسهل البعض قوالب جاهزة لا تفي بالغرض فلنعتبرها كما يقولون مرحلة الانتشار وفي النهاية لا يبقى إلاّ العمل الجيد، ولكننا أحيانا نتجاوز الخطوط الحمراء حتى أتت بعض البرامج بنتائج عكسية إمّا تضخيم وتهويل لمشكلة لا تعتبر من الأولويات أو بالتركيز على مشكلة ولَّدت معها أخرى كما هو الحال في بعض حملات التوعية بأضرار المخدرات، ويجب على الموُعي الصحي العلم بأنّ الإعلام الصحي مختلف عن الدعاية الصحية، وكلاهما مختلف عن برامج تعزيز الصحة والتوعية الصحية -من وجهة نظري-، فحين تختلف الأهداف وتتقاطع المصالح يجب أن نتجه للتخصصية ولا يمنع أن نتلاقى في بعض البرامج، واستخدام شركات الدعاية في التوعية سلاح ذو حدين فهي غالباً ما تعتمد على التضخيم والتشويق، كما أنّها تركز على جوانب دون أخرى في تصاميمها قد لا تكون بالضرورة مفيدة وتؤتي بنتيجة عكسية"، ناصحاً القائم على التوعية الصحية بأن يتمكن من تخصصه وأن يعمل ضمن منظومة الفريق الصحي، ثم يدرس حاجة الفئة المستهدفة التي سيقدم لها برنامجه، ويشرك المستفيدين في ذلك، ومن ثم يصمم برامج محددة لغايات وأهداف يستطيع معرفة نتائجها ولا يعتمد على القوالب الجاهزة لتغيير السلوكيات المؤثرة على صحة المجتمع.

التوعية تعزز التنمية

ولفت "د.عبدالرحمن بن يحيى القحطاني" -أمين الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا"- إلى أهمية التوعية وضوروتها حيث تشير البراهين العلمية والتجارب الدولية إلى أنّ لتعزيز الصحة دور بالغ الأثر في الحد من إصابات الأمراض المختلفة، إذ تعد التوعية الرامية إلى تنمية المهارات الحياتية وتعزيز أنماط الحياة الصحية أحد الإستراتيجيات الرئيسة لتعزيز الصحة في المجتمعات، وتمثل عصب الحياة للحماية من الأمراض والوقاية منها، مشيراً إلى أنّ "الجمعية الأمريكية للتوعية الصحية" وضحت أنّ أهمية التوعية الصحية تنبع من كونها تحسن من الوضع الصحي للأفراد والأسر والمجتمعات والدول، فهي تعزز نوعية الحياة للأفراد، وتقلل من الوفيات، كما أنّها تقلل من التكاليف الاقتصادية سواء المالية أو البشرية التي تصرف على العلاج، مضيفاً أنّ منظمة الصحة العالمية كشفت في تقريرها السنوي الصادر عام (2002م) بعنوان "ما المعافاة إلاّ في الحد من المخاطر" أنّ تطبيق برامج وقائية لتعزيز الصحة تركز على إكساب المهارات الحياتية الصحية، وأنّ إنشاء برامج للتوعية والتربية الصحية وتعزيز الصحة في الجهات المعنية يعتبر حجر الزاوية لأيّ مواجهة للسيطرة على عوامل الخطورة والحد من انتشار الأمراض غير المعدية، الأمر الذي تُثبته الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب الدولية،

كما ذكر التقرير أنّه وبمعزل عن الفوائد الصحية الواضحة فإنّ سياسة الحد من عوامل الخطورة الرئيسة على الصحة سوف تعزز التنمية المستدامة، وتخفض الجور في المجتمع، ويشير التقرير إلى أنّه إذا تيسر القضاء على عوامل الخطورة من خلال برامج تعزيز الصحة المتكاملة، فيمكن توّقي (80%) من حالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة والداء السكري وما يزيد على(40%) من حالات السرطان.


الاجتهادات الفردية لا تحقق اهداف التوعية

تأييد صانعي القرار

وشدد "د.القحطاني" على أنّ التوعية الصحية وتعزيز الصحة في المملكة بحاجة ماسة لكسب التأييد من قبل مسؤولي الدولة وصانعي القرار، ولا بد من إعطائها أولوية عالية ووضعها في صلب الأجندة السياسية، وصنع استراتيجيات وطنية فعالة مبنية على المنهجية العلمية، وتوفير الإمكانات والموارد البشرية والمالية الكافية لها حتى تتمكن من صنع الأثر المطلوب في المجتمع، ومن ثم مواجهة هذا الكم الهائل من الأخطار المهددة للصحة في مجتمعنا، محذراً بقوله: "بدون ذلك لا يمكن التنبوء بما سيكون عليه الوضع الصحي في المجتمع مستقبلاً، وسيكون لإهمال ذلك تبعات صحية واقتصادية واجتماعية بالغة السوء، واستنزاف لموارد وزارة الصحة والقطاعات الصحية ككل".

عندما يجتهد التوعويون

في مستشفى خاص أراد القائمون عليه المشاركة في اليوم العالمي للوقاية من السكري فنظموا محاضرات وندوات ثم قدموا الضيافة للحضور وكانت خليطاً من الحلويات المملوءة بالسكر ومشتقاته وأصروا عليهم لتناولها من مبدأ الكرم!، فيما أرادت جمعية مختصة بالتوعية عن التدخين أن توعي الآباء بعدم التدخين قريباً من أبنائهم الصغار، فنشرت مئات الصور في الشوارع لأطفال وهم يدخنون بحضن آبائهم، وكانت نتيجة هذه الحملة كارثية حيث أصبحت مصدراً للدعابة ولم تقدم توعية إيجابية؛ بل روجت لتدخين الصغار، ونشرت جمعية مماثلة في المنطقة الغربية عبارات توعوية بمنع بيع التدخين للصغار لمن هم أقل من (16) سنة، وكانت النتيجة أنّ الكثير من المراهقين فَهِم الإعلان على أنّ التدخين معياراً للوصول لمرحلة الرجولة وأنّه مسموح للكبار!.

أمّا في مجال التوعية عن تعاطي المخدرات فإنّ الإجتهادات والحماس للقضية بدون دراسة وتخطيط قد كلّف الوطن أثراً عكسياً، حيث ساهمت كثيرٌ من حملات المكافحة في نشر المخدرات بعكس ما خطط لها، وكلّ ذلك بسبب العشوائية والحماس غير المبرمج واستخدام الوسيلة والشريحة والوقت الخطأ.

قصص المتعافين تروّج للمخدرات!

أفاد "عبدالله العبيلي": أن استضافة بعض المتعافين من المخدرات في المدارس أو في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لسرد قصصهم ومعاناتهم من أساليب التوعية السلبية المستخدمة في برامج التوعية حيث تؤدي إلى الترويج للمخدرات بحسن نية وبأسلوب غير مباشر، فحين تمت استضافة أحد المفحطين المشهورين ليلقي محاضرة بعد تعافيه على المراهقين بهدف توعيتهم كان في سرده لقصته تمجيد لحاله السابق عند التعاطي، فهو يروي بطولاته في الإنحراف وشجاعته ومغامراته، وكيف أنّه أدمن المخدرات ومارس التفحيط واشتهر بين الشباب حتى وصل إلى القمة، ثم عاد إلى رشده بعد أن هداه الله تعالى للطريق المستقيم وها هو يقص حكايته ليتعض الآخرين، وكأنّ لسان حاله يقول للمراهقين بأسلوب غير مباشر بأنّ الإدمان مجرد نزوة ومرحلة مراهقة وطيش شباب وينتهي ويمكن العودة إلى الطريق الصحيح، بمعنى أنّه لا توجد أيّ مشكلة في التعاطي إذ كان هؤلاء المتعافون يتعاطون سنوات طويلة ثم يتركون التعاطي وتصبح لهم مكانة مرموقة في المجتمع حتى إنّ بعضهم أصبح شيخاً وداعية، ولذلك كانت رؤية مجمع الأمل في برامجه التوعوية يعمل على الإفادة من المتعافين بعد تأهيلهم وتدريبهم لتوعية المدمنين والمرضى المنومين بالمجمع فقط؛ لأنّه ليس من الصحيح أن نجعل التوعية بنموذج سلبي لمن هو إيجابي والعكس، فيمكن استخدامهم كنموذج إيجابي لمن وقع في مستنقع الانحراف والإدمان.

الحل.. تطوير أساليب التوعية

أشار "د.عبدالرحمن القحطاني" إلى أنّه لا يمكن تطوير أساليب التوعية الصحية دون الاستثمار في إيجاد كوادر مدربة ومؤهلة للعمل في المجال، مبيناً أنّ المملكة تعاني بشكل كبير وواضح ندرة المتخصصين المحترفين في مجال التوعية الصحية وتعزيز الصحة والتخطيط لبرامجها وتطوير أساليبها، موضحا أنّ ذلك يعد أحد أهم العقبات التي تواجه التخطيط العلمي لبرامج تعزيز الصحة والتوعية الصحية في المملكة؛ مما يؤدي إلى ضعف البرامج التي تنفذها القطاعات الصحية وضعف جدواها وعدم تحقيقها لأهدافها المبتغاة، كاشفاً أنّ من أهم خطوات تطوير أساليب التوعية الصحية تكون بالإعتماد على ما يسمى بالبراهين العلمية (Evidence Base) في وضع الإستراتجيات والخطط المعنية بالتوعية الصحية، مع الإفادة من التجارب العالمية في مجال التوعية الصحية وتعزيز الصحة، إضافة إلى الإستناد للأطر الحديثة في التخطيط للحملات والبرامج ومن ذلك استخدام أسلوب التسويق الإجتماعي (Social Marketing) أو ما يسمى حالياً بالتسويق الصحي، واستخدام مفهوم محو الأمية الصحية (Media Literacy)، وكذلك استخدام أساليب التعليم بالترفيه وغيرها من أُطر العمل المستحدثة في تصميم برامج التوعية الصحية وتعزيز الصحة، مشدداً على ضرورة الإستناد إلى التخطيط العلمي عند بناء البرامج والأنشطة؛ لأنّ التوعية الصحية ليست كما ينظر إليها الكثير مجرد مطوية توزع أو لوحة "بوستر" معلقة!، مضيفاً أن الأساليب تختلف حسب الفئة المستهدفة، فشريحة الأطفال يتم التعامل معها بأساليب وأدوات مبسطة تجمع بين التشويق والترفيه ويمكن استخدام أسلوب "التعليم بالترفيه" عن طريق قصص الأطفال، من خلال شخصيات كرتونية أو ألعاب الأطفال كالألغاز والتلوين وغيرها، كما يمكن إنتاج الأفلام الكرتونية متى ما توفرت الإمكانات، وفي المقابل عند استهداف فئة الشباب والشابات لا بد من مراعاة خصائصهم المعرفية والإدراكية، وأنّها مرحلة النضج واتخاذ المسؤوليات، إضافة لكون هذه الفئة تهتم بالصحة من منظور الجمال والرشاقة للجسم، ومن أهم الأدوات التي يفترض استخدامها مع هذه الفئة الإنترنت وتطبيقات الهواتف المحمولة والكفية، إضافة إلى استخدام الإعلام الاجتماعي كتويتر والفيس بوك واليوتيوب للوصول لهذه الشريحة بطريقة ميسرة.


المطبوعات الورقية أثبتت عدم جدواها في عصر الثورة الإلكترونية

 

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 563 مشاهدة
نشرت فى 14 مايو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

900,834

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.