يا أهل الإسلام :

قد تداعت الأمم الكافرة على أمّة الإسلام في هذا الزمان ، وتعددّت المؤامرات على المسلمين ، وتنوّعت المسميات والطرق ، ولكنّ الهدف واحد: حروباً صليبيّة يهوديّة رافضيّة علمانيّة ضد الإسلام والمسلمين على كافة الصعد ، وإنّ من أشد هذه الحروب خطراً هي الحرب الفكرّية التي يشنّها الكفّار لإفساد المجتمعات الإسلاميّة. وإذا نظرنا إلى الواقع ، فإننا سنجد أنّ اليهود والنصارى وأعوانهم ، يخططون ويمكرون في الليل والنهار للقضاء على الفضيلة في مجتمعاتنا ، وإماتة شعيرة الحسبة المتمثلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهدم البيوت وإغراق المسلمين في وحل الفساد ، وابعادهم عن الدين ، ليحل عليهم الغضب بعد أن يعم الكفر والفساد في ديارهم .

مؤامرة تـدور على الشـباب ** ليعرض عن معـانقة الحـرابِ

مؤامرة تـدور بكل بيـت ** لتجعله ركاماً من تراب

أيّها الغيارى :

هبّوا من سباتكم ، واستيقظوا من غفلتكم ، واصلحوا في أرضكم ، فقد طال رقادكم ، وإنّ رحى الحرب الفكريّة والعسكريّة للقضاء على المسلمين وإفساد أخلاقهم لم ولن تتوقف ، وهي آتية إلى دار كل منكم إلا أن يشاء الله .

وإن لم تبادروا بالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، للدفاع   عن دينكم ، ولحماية بيوتكم وأبناءكم ومجتمعاتكم ، فإنها والله الحسرة والندامة ، ولكن ولات ساعة مندم .

فإلى متى الرقاد والنوم ؟! وإلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط الألم الذي نعانيه مع تربص الأعداء بنا من كل حدب وصوب؟!

إلى متى يجاهر السفهاء بالمعاصي والكفر بالنعمّة ؟! وإلى متى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان: في المنازل ، في الأسواق ، في المستشفيات ، في الجرائد ، في المجلات ، في الشاشات ، في المؤسسات ، في المعاملات ، وفي كل جوانب حياتنا؟!

أين الحميّة التي تتأجج في صدور المسلمين لدين الله ؟؟ أين الغضب والغيره على دين الله ؟! أين التناهي عن هذه المنكرات ؟!.

يقول الله عز وجل : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) [المائدة :78]

لماذا لُعِنوا ؟

قال سبحانه وتعالى : ( كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [المائدة :79]

هذا بلاغ للناس ولينذروا به :

ألا فاعلموا أيهّا الناس أنّ الفساد قد ظهر في البر والبحر ، وألا فاعلموا أنّ المعاصي والمنكرات قد تفشّت في مجتمعاتنا ، وعلى كل من يريد النجاة ، عليه أن يقوم بواجب الأمرب بالمعروف والنهي عن المنكر، لينجوا من عذاب الله ، فهو وحده سبيل النجاة والفوز ، قال الله تعالى : ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ) [الأعراف : 165]

واعلموا إن التفريط في تغيير المنكرات والقضاء عليها من أسباب حلول العقاب ونزول العذاب ، والعقاب قد يكون في القلوب بطمسها وإعراضها عن الحق ، وقد يكون بالعقوبات الأخرى من تسليط الأعداء ، والفقر ، والقهر ، والأمراض العامّة ، عن عدي بن عميرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنّ الله عز وجل لا يعذّب العامّة بعمل الخاصّة حتى يروالمنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصّة والعامّة ) رواه أحمد.

وبناءاً على ما قد سبق وللحفاظ على المجتمع المسلم من أن تخلخله وتقوضه البدع والخرافات ، والمعاصي والمخالفات ، ولكي لا يعمّنا عقاب من الجبّار بسبب الفساد الذي انتشر في البلاد وبسبب سكوتنا عنه

قد عزم إخوانكم على إطلاق حملة( كانوالايتناهون عن منكر فعلوه) لإحياء فريضة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر بين عامّة المسلمين ، وليهبّ المسلمين جميعاً ليكونوا يداً واحدة لإقامة ولاية الحسبة ورفع لوائها وإعلاء بناءها .

فيا خير أمّة أخرجت للناس :

أصيخوا سمعكم وأصغوا قلوبكم لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .

وانظروا وتساءلوا أين أثر تطبيق هذا الحديث في نفوسنا ومجتمعاتنا ؟ أين إيماننا الصادق ؟ وخضوعنا التام لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .!

واعلموا رعاكم الله أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرواجب على كل مسلم ومسلمة ، واجب على العلماء والعامّة وعلى الصغير والكبير من المكلّفين .

وحرّض المؤمنين :

أيّها المؤمنين : قوموا من مراقدكم ، وتداركوا أمركم ، وادفعوا الخطرعن أهلكم وبيوتكم وبلادكم ، وانقذوا السفينة قبل غرقها ، وعوّدوا أبناءكم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرات ، وأحيوا فريضة الأحتساب بين أهليكم وأقربائكم وجيرانكم وبين عامّة المسلمين ، وذكّروا الناس بالآيات والأحاديث الداله على وجوب الأمر  بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحذّروهم من خطر ترك هذه الفريضة على الأفراد والمجتمعات ، وطهّروا بيوتكم ومناطقكم وأسواقكم وتجمعاتكم من جميع المنكرات .

مروا بالمعروف وانهوا  عن المنكروأصلحوا الناس بالكلمة الطيبّة والدعوة بالتي هي أحسن ، وتذّكروا أن الله عز وجل لن يعاقب بلاد بظلم وأهلها مصلحون ، قال الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) [هود :117]

وطوبى لمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأصلح في الأرض ،عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، عن الـنـبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسـيعـود غريباَ كما بدأ ، فطوبى للغرباء. قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يَصلُحون إذا فسد الناس).

واحذروا من الانخداع بمقالات الجاهلين أو الانسياق وراء أكاذيب العلمانيين الفاسدين واليهود والنصارى والرافضة الحاقدين ومايدور على ألسنتهم لتشويه صورة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) [الحجرات : 6] .

 

المصدر: شبكة حياة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,951

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.