قطع إشارة وعكس سير وسرعة «جنونية» ووقوف خاطئ

«شارع مفلوت».. أين رجل المرور؟

فوضى وتداخل في أحد الشوارع

    على الرغم من وجود الحملات التوعوية ومضاعفة الغرامات المرورية ونشر «الكاميرات» التي ترصد المخالفات والسرعة، ظلت شوارع المملكة تعاني من انفلات مروري متصاعد، بل وتهور لا حدود له، تسبب في زيادة معدلات الحوادث المرورية، التي أودت بالكثير من الأبرياء، وهو ما يؤكد أن الحملات التوعوية ورفع قيمة الغرامات المرورية لم تُجدِ نفعاً، بل ولم تُساهم في الحد من هذا الانفلات، الذي ندفع ضريبته الباهظة من أرواحنا وأرواح أبنائنا واقتصادنا الوطني.

وتبرز أهمية أن يعي «رجل المرور» دوره فيما يحدث في الشوارع أو الطرق، إذا ليس من المعقول أن يحصر مهمته في التواجد فقط، دون أن يكون له دور مؤثر، سواء أثناء الزحام، أو أثناء وقوع الحوادث، كما أنه من المُهم أن يدرك أهمية متابعة ومراقبة المُتهورين، الذين لا يُدركون خطورتهم للآخرين، فكثيراً ما نُشاهد في الشوارع «شبابا طائشا» يقودون مركباتهم بسرعات كبيرة، وهو ما قد ينجم عنه حوادث أليمة ومؤسفة سواء في حقهم أو حق الآخرين، ولا ننسى أن ل «ضبّاط المرور» دوراً كبيراً في مراقبة الميدان، مع متابعة سير العمل هناك، حتى نضمن تنظيم الحركة وسير المركبات على أفضل ما يُرام.

مومعقول نتفرج على مستهترين لم يردعهم نظام على الورق..!

إن ما نشاهده من تجاوزات تصدر من قائدي المركبات سواء مواطنين أو وافدين يتطلب إصدار عقوبات كبيرة، تضمن عدم تكرار المخالفات، فحتى «نظام ساهر» أصبح معروفاً لدى الأغلبية، فكثيراً ما نُشاهد قائدي المركبات يُخفضون سرعتهم أمام «الكاميرا» ثم العودة إلى الجنون بعد تجاوزها!

غياب اللوحات

وقال «م. محمد كابلي» -رجل أعمال-: إن من أسباب الانفلات الموجود في شوارعنا غياب اللوحات الإرشادية في الشوارع، وعدم الحرص على وجود هذه اللوحات، الأمر الذي ساهم في خلق فوضى في الشوارع، فتجد الواحد يدخل من شارع فرعي إلى رئيسي دون مراعاة لأولوية السير أو النظام، وكذلك الوقوف عند طرف الشارع، حتى يتأكد من خلوه من السيارات، لعدم وجود لوحة «قف» تحذره من التهور، كما أن الكثير من الشوارع لا توجد فيها لوحات تحدد السرعة، مضيفاً أن الأهم من ذلك والسبب الرئيس في هذا الانفلات الذي نراه في شوارعنا هو غياب رجل المرور من التواجد الفاعل ميدانياً، وحتى إذا وُجد فإنه غالباً يكون في الشوارع السريعة داخل سيارته، يراقب الحركة المرورية بلا اكتراث، إلى درجة أن المخالفة ربما تقع أمام عينيه ولا يحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيه، مؤكداً أن ذلك أفقد النظام المروري هيبته وقوته؛ لأن التوعية وفرض الغرامات لا يمكن أن يفيدا إذا لم يسيرا جنباً إلى جنب مع الحزم المروري، وهذا لن يتحقق في ظل غياب رجل المرور من معظم شوارعنا، إلى درجة أصبح معها حتى الوافدين يكسرون الإشارات المرورية ويتجاوزون السرعة المسموح بها، بل ويخالفون كل قوانين المرور في بلدنا، وهم الذين لا يتجرؤون على فعل ذلك في بلدانهم!

وقفة صادقة

ووصف الأستاذ «أيمن سعد النفجان» -رجل أعمال- الحالة المرورية أنها أصبحت في وضع يتطلب وقفة صادقة وفاعلة من الجهات الأمنية وعلى رأسها المرور، فقد وصلت الحوادث المرورية وضحاياها إلى أرقام كبيرة، مبيناً أنها تنتج عن أخطاء بالجملة منها التهور في القيادة وعدم التقيد بأنظمة المرور، ومنها أخطاء في تصميم الطرق، مع وجود الكثير من الحفر والهبوط في الشوارع، فمثلاً في جدة تم فتح دوران في إحدى الطرق للعودة، نتج عنه الكثير من الحوادث المميتة، حيث لم يكن هناك مبرر لإيجاده في طريق سريع، مطالباً بإغلاقه عاجلاً لحماية أرواح الناس.

كاميرا ساهر فقدت أهميتها بعد معرفة مواقعها

وطالب الأستاذ «عويضة الجهني» -شيخ معارض السيارات بجدة- بضرورة تفعيل فكرة أصدقاء المرور، وأن يتم اختيار هؤلاء وفق معايير دقيقة ممن تتوفر فيهم الأمانة والمصداقية، وأن لا تكون لهم أغراض شخصية، وليسوا من أصحاب العلاقة برجال المرور أو معارفهم، حتى لا يكون اختيارهم مبنيا على الواسطة، مضيفاً أنه بعد اختيارهم يتم إقامة دورة تدريبية لهم، ويكون لتبليغاتهم اهتمام ومتابعة من رجال المرور، حتى لا يصيبهم الملل ويشعرون أن دورهم لا قيمة له، مشدداً على أهمية محاسبة أي رجل أمن لا يهتم بمتابعة بلاغات أصدقاء المرور.

مرور سرّي

وطالب «الجهني» بأن يكون للمرور السرّي دور فاعل في الحد من المخالفات والتهور؛ لأن الملاحظ أن شوارعنا تعاني من انفلات مروري كبير نتيجة عدم الردع والمتابعة، ويلاحظ في الوقت الحاضر كثافة كبيرة في وجود سيارات النقل الكبيرة والشاحنات في الشوارع على مدار الساعة بصورة مخيفة، خاصةً أن الكثير من قائدي هذه الشاحنات يسير بها بسرعة كبيرة وسط السيارات دون مراعاة للأنظمة المرورية، مبيناً أنه من المفترض أن لا يسمح لهذه الشاحنات بالسير في الشوارع إلاّ في ساعات محددة، وأن يكون لها سرعة معينة لا تتجاوزها.

وقال الأستاذ «سليمان القسومي» -موظف-: إن هذا الانفلات المروري الذي نراه في شوارعنا هو ناتج عن غياب الرادع؛ لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، مضيفاً أن الأنظمة موجودة لكنها لا تطبق، ومن هنا أصبح الكثير لا يلتزم بالنظام المروري، مبيناً أن مراقبة الشوارع عن طريق كاميرات «ساهر» لن يُحقق نتيجة ما لم يكن هناك وجود لرجل المرور، مشيراً إلى أنه عند ذهاب أحدنا إلى أي بلد قريب، فإنه يكون ملتزماً بأنظمة المرور؛ لأن هناك محاسبة لكل من يخالف، أما في شوارعنا فإن النظام المروري غير موجود، حتى ربما إذا وُجد فإن رجال المرور أنفسهم من لا يتقيدون به.

شاب يحاول إخفاء رقم مركبته عن «فلاشات» ساهر

تهور جنوني

وأكد «القسومي» أن إعادة الانضباط المروري إلى شوارعنا أمر في منتهى السهولة، متى كان لرجال المرور وجود فاعل في الشوارع، مع منع التهور من بعض أصحاب السيارات في الشوارع، الذين لو علموا أن هناك من سيعاقبهم فلن يتجرؤوا على المخالفات، خاصةً السرعة، مقترحاً أن يتخذ المرور نظاماً رادعاً ضد سائقي «سيارات الليموزين»، الذين يملؤون الشوارع ويتسببون في أكثر من (40%) من الحوادث؛ بسبب تهورهم واعتمادهم على أن سياراتهم مؤمن عليها، موضحاً أنه من المفترض إيقاع غرامتين على هؤلاء السائقين؛ غرامة تؤخذ من السائق نفسه ردعاً له، وتقدم للجمعيات الخيرية؛ لأن مثل هذا السائق لو عوقب مرة واحدة، فإنه لن يعود للمخالفة والاستهتار بالأنظمة المرورية، وكذلك عدم الوقوف كيفما اتفق عند رؤية راكب أو إنزال آخر. وذكر الأستاذ «طارق أفندي» -موظف- أن الانفلات المروري في شوارع مدننا أصبح ظاهرة واضحة، ويشكّل خطراً كبيراً على حياتنا وحياة أبنائنا، نتيجة التهور الجنوني الذي نراه في الشوارع، في ظل غياب رجل المرور؛ لأن كاميرات ساهر لا يمكن أن تمنع المتهورين من ممارسة طيشهم، والبعض من هؤلاء المتهورين لا تشكل عنده الغرامة اهتماماً.

تخطيط الشوارع

وأكد «أفندي» على أن بعض الوافدين عندما يضربون بالأنظمة المرورية عرض الحائط ويمارسون جميع أنواع المخالفات، لأنهم في الغالب سيذهبون إلى بلدانهم بخروج نهائي، والكفيل المغفل هو الذي سيلبس الطاقية ويدفع ما ترتب على مكفوله من مخالفات، مرجعاً الحوادث المرورية للعديد من الأسباب يأتي في مقدمتها سوء تخطيط الشوارع في المدن، ووجود الكثير من الحفر العميقة، وفي الكثير من الأحيان يفاجأ الإنسان بتلك الحفر، وعندما يحاول أن يتفادها قد يصطدم بالسيارة التي بجواره، بل ربما نتج عن تلك الحفرة في وسط الشارع كارثة لا يعلم بها إلاّ الله، والأدهى والأمر أن بعض الطرق يكون أربعة أو ثلاثة مسارات، وفجأة في بعض المناطق يتحول إلى مسارين، وتتحول تلك المنطقة إلى عنق زجاجة، وسيارة تدخل على أخرى، ثم يبدأ «السُباب» بين قائدي المركبات، وكل منهم يرى أنه صاحب الحق، مبيناً أن هذا الخلل ناتج عن سوء تخطيط الشوارع في مدننا، وعدم وضعها تقديرات واقعية لحجم النمو في السيارات عاماً بعد عام.

مراكز مصغرة

وطالب الأستاذ «فهد السليماني» -مدير عام جمعية الإيمان- بوجود مراكز مرور مصغرة في داخل الأحياء، وفي جميع المدن الكبيرة، تعمل على مدار الساعة، ويكون في كل مركز عدد لا يتجاوز ثلاثة أفراد وضابط، يتناوبون العمل؛ لضبط النظام المروري بشكل أفضل مما هو عليه الآن، بعد أن زاد الانفلات المروري عن حده، مضيفاً أنه وصل الأمر ببعض الشباب أنه يرسل عن طريق «الوتساب» وهو يقود السيارة، مما ينتج عنه الكثير من الحوادث المميتة لأناس أبرياء، نتيجة هذا الاستهتار، وعدم احترام نظام المرور، وغياب رجل المرور الذي يمكن من خلاله ردع مثل هذه الفوضى، خاصةً أن البعض أصبح يعرف موقع كاميرا ساهر»، فإذا اقترب منها عمل على تهدئة السرعة، وإذا تجاوزها عاد لجنونه!

إشراف مباشر

وعبّر «السليماني» عن استغرابه من عدم وجود ضباط المرور في الميدان، وتحولهم للعمل المكتبي فقط، وتركهم العمل الميداني للأفراد، الذين ربما في غياب الإشراف المباشر لا يحرصون على أداء عملهم كما يجب، فنحن عندما نسافر للكثير من الدول نجد ضباطاً بعضهم برتبة لواء متواجدين في الميدان ويشرفون على الحركة المرورية، بينما معظم رجال المرور عندنا أصبحوا مكتبيين، ولا وجود لهم في الشارع، رغم أن طبيعة عملهم تفرض عليهم أن يكونوا في الميدان، مبيناً أنه إذا وجد بعضهم فإنه يتواجد داخل السيارة، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن تدير عملك من داخل المركبة، متأسفاً على أننا نفتقد في الكثير من المواقع الإحساس بالمسؤولية وهذا هو مشكلتنا الحقيقية.

م. محمد كابلي

أيمن النفجان

سليمان القيسومي

فهد السليماني

المصدر: جريد ة الرياض - سالم مريشيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 244 مشاهدة
نشرت فى 26 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,312

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.