"رضا الناس غاية لا تدرك"

هذا المثل من كلام أكثم بن صيفي حكيم العرب، وبعض السلف توسّع فيها فقال"رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك، وأدرك ما لا يترك".

وسأروي لكم قصة تشبه هذا المثل، يُحكى أن جحا أخذ ولده وحماره ذات يوم إلى السوق، وأراد أن يخفف عن الحمار فلم يركب هو ولم يركب ولده، بل ترك الحمار يمشي أمامهما وهما يمشيان خلفه.


رآهما الناس على هذه الحالة، فأشاروا إليهما وقالوا انظروا إلى هذين الأحمقين، تركا الحمار ومشيا على أقدامهما!

فلما سمع جحا هذا الكلام ركب كلاهما الحمار، فرآهما جماعة أخرى من الناس ، فقالوا انظروا إلى هذين القاسيين، اللذين ليس في قلبيهما رحمة ولا شفقة، إنهما يحمّلان الحمار فوق طاقته!
سمع جحا وولده هذا الكلام، فنزل الابن من فوق ظهر الحمار وبقي والده وصار يمشي بجانب الحمار، مر  بجماعة من الناس، وإذ به يسمعهم يقولون: انظروا لهذا الأب القاسي، يترك ابنه بعوده الضعيف يسير وهو راكب!

سمعهم جحا وولده، فنزل جحا من فوق ظهر الحمار ، وركب ولده وصار جحا يمشي أمامهما
مروا بجماعة من الناس، وتناهى إلى سمعه قولهم: يا لهذا الابن العاق، يترك أباه يسير وهو راكب! ..

نظر جحا إلى ابنه وقال: مهما فعلنا لن ندرك رضا الناس: رضا الناس غاية لا تدرك!

كلنا مررنا في حياتنا بفترة أعرنا الناس أهمية في خياراتنا، طالت هذه الفترة أم قصرت، آذتنا أم لم تؤذنا، أُجبرنا عليها أم اخترناها طواعية .. المهم أننا سعينا لإرضاء الناس وإن كان ذلك على حساب أنفسنا!

 

 

المصدر: رسائل كلمات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2022 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,676

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.