المعروف.. قيمة إسلاميّة وأخلاقيّة كبرى

المعروف هو بذل الإحسان الماديّ والمعنويّ، والسعي لتعميمه بين الناس. هذا وقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل المعروف وأهله الذين يعبّرون عن حقيقة الخُلق الإنساني والإسلامي الرفيع، عندما يفيضون على الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري والحياتي والأخلاقي كلّ خير يثبّته ويعزّزه ويقوّي أسسه وروابطه.

يقول الباري عزّوجلّ في كتابه العزيز: (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) (الرحمن/ 60)، فعبّر عن المعروف بالإحسان، بأن يحسن المرء إلى الغير بما يبرز طهارته وصفاءه. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «أهل المعروف في الدُّنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال: يغفر لهم بالتطوّل منه عليهم، ويدفعون حسناتهم إلى النّاس فيدخلون بها الجنّة، فيكونون أهل المعروف في الدّنيا والآخرة». وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام): «إنّ الله يقول للفقراء يوم القيامة: انظروا وتصفّحوا وجوه الناس، فمن أتى إليكم معروفاً، فخذوا بيده وأدخلوه الجنّة».

ينطلق المعروف في الحياة ليؤكّد مدى الارتباط بالله تعالى، والسّعي العملي لبلوغ القرب منه، بالعمل الذي يمنح الحياة قيمةً، ويغنيها بصنوف الإحسان، إن كان هذا المعروف خالصاً لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته. والمعروف عند الله له أجر عظيم وفضل كبير، فقد جاء عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): «ابذل معروفك للنّاس كافّة، فإنّ فضيلة المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شيء». والمعروف له تبعاته الطيّبة على صاحبه، فهو من المحفّزات التي تهذّب النفس وتربيها على فعل الخير وحبّ الناس والمنفعة لهم، ويبتعد به عن كلّ انغلاق وضيق أفق وصدر، كما ويربي المشاعر على الصّفاء والطهارة وحسّ الشعور بالآخرين. ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اصطنع الخير إلى أهله وإلى من ليس أهله، فإن لم تصب من هو أهله، فأنت أهله».

كما ويعطي المعروف سعة أفق للإنسان، عندما يخرج من دائرة التّفكير الذاتيّة والخاصّة المحدودة، لينطلق إلى الدّائرة الاجتماعيّة الأوسع، فيشارك بكلّ همّة وإخلاص في أعمال الإحسان والمعروف والبرّ للآخرين، ويسدي لهم كلّ معونة مادية ومعنوية، عبر الكلم الطيّب النافع الذي يهدّئ النّفوس، ويقلع منها الأحقاد والعصبيّات، ويزرع المحبّة والرحمة في ربوع الحياة.

والسؤال الكبير: هل نحن فعلاً ممن ينطلقون لتكريس قيمة المعروف وتعميمها؟

إنّ المجتمع ينتظر من أبنائه أن يكونوا صناّع المعروف، يبحثون عن كلّ الطرق التي تؤكّد المعروف في ساحات الواقع المختلفة، في ظلّ الأجواء المحتقنة والملبّدة اجتماعياً ونفسياً وفكرياً، حتى يشعر الناس اليوم بأنّ هناك من يسأل عنهم من أهل المعروف الذي لا يموت، ما دام هناك من يؤمن بالله ويعمل صالحاً، ويعرف أهميّة بذل المعروف وصنعه بين النّاس.

المصدر: موقع - البلاغ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 252 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2021 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,301

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.