الغضب وعلاجه:
وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ
[ الأعراف 154 ]
الغضب جندي من جنود الله وله سلطان، وسلطانه يكمن في هياج النفس برفض شيء معين، فكلنا يغضب عندما نرفض وضع ما أو شيء ما، وما حدث لسيدنا موسى إنما ليعلمنا ربنا ماذا نفعل عندما يتملكنا الغضب فقال سبحانه وتعالى:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
[ الأعراف ]
إذاً أول شيء نفعله عندما نغضب أن نستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ومع تكرار الاستعاذة بالله في كل موقف نغضب فيه سوف يرسخ ذلك في نفوسنا وصدورنا وبالتالي سنتعلم كظم الغيظ، ولكن مع الكظم وجب العفو حتى لا ينفجر بداخلنا مرة أخرى، ذلك لأن العفو له فوائد عظيمة نستخلصها من الآية التالية:
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
[ آل عمران ]
جعل الله لنا في هذه الآية أبواب كثيرة وطرق سريعة ووسائل مضمونة نصل بها إلى درجة الإحسان ..
فلو أننا رسمنا خط مستقيم يبدأ بالنقطة ـ أ ـ وهي التقوى وينتهي عند النقطة ب وهي الإحسان، سوف نجد أنفسنا نمر حتما بما يلي:
<!--الإنفاق في السراء والضراء.{ وكلنا يفعل ذلك عندما ننفق على من نعول}.
<!--كظم الغيظ ، { وهذه مسألة يجب أن نتدرب عليها بالاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم في كل مرة يتملكنا الغضب.
<!--ثم العفو عن الناس، ومع كظم الغيظ سنرى أن العفو هو أصلح شيء لنا وهو أكبر عطاء من العزيز الحميد لأنه قال خذ العفو قبل أن يأمرنا بأن نعفو.
والنتيجة الحتمية هي الحصول على محبة الله والوصل إلى مرتبة الإحسان، التي عرفها لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي:
" أن نعبد الله وكأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا."
هذا ما وفقني الله إليه وهو مجرد اجتهاد وفهمي للآيات، فما فيه من صواب فمن الله وما فيه من خطأ فمني واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين والمؤمنات .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش