اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)
[ سورة غافر ]
وكأن صيغة الحمد لله رب العالمين عندما نقولها من القلب تعتبر دعاء مستجاب إن قلناها مخلصين الوجه والدين لله رب العالمين، بدليل << وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)>> سورة إبراهيم .
مراتب الحمد أربعة:
<!--الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته.
أول وأكبر عبادة عندما نتعرف على الله العلي الكبير، فنرى عظمة الخالق في كل ما حولنا وفي أنفسنا، وهذا يجعلنا نتواضع بصدق لله العزيز الحميد، وذلك تطبيقا للآية الكريمة:
<< مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ >>
<!--الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته.
عندما ننظر في آيات الكون من حولنا سنُدرك على الفور أن كل ما نرى وما لا نرى قد خضع لقدرة الله العلي الكبير، عندئذ سيكون حالنا هو بالضبط ما جاء في الآية الكريمة:
<< وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)>>
[ سورة النساء ]
<!--الحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته.
عندما نبغي العزة ونطلبها من عند غير الله نذل ونشقى، ولكن عندما نخضع ونتذلل لله العزيز الحميد يرفعنا الله ويجعل الدنيا كلها تحت أقدامنا، وذلك بدليل الآية الكريمة :
<< مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)>>
[ سورة فاطر ]
<!--الحمد لله الذي خضع كل شيء لمُلكه.
جُبل الإنسان على حب الكمال والجمال والنوال، فهو دائما يتطلع إلى أنماط الكمال في خلق الله، ويتمنى أن يحقق الكمال في عموم حياته وخصوصها، وأيضا يحب الجمال بفطرته وطبيعته البشرية، كما إنه نشأ على حب التملك، وهنا قد جعل الله قوانين ثابتة لتحقيق كل ذلك:
<< قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ >> .
[ سورة آل عمران ]
ساحة النقاش