وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
المعصية تعقبها غواية والغواية دائما تشدك إلى المعاصي.
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى
[ سورة طه ]
أول ما يصيب الإنسان بعد المعصية فإنه يتعرى، يخرج عن وقاره وهيبته أمام ربه، فإذا لم يتراجع ويتوب عراه الشيطان أمام الناس، فإن لم يتب تعرى أمام أقرب الناس إليه ويظل يفقد هيبته ووقاره شيئا فشيئا حتى يصير والفضيحة جنبا إلى جنب.. والحل يكمن في :
ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى
لابد من تصحيح المسار بالتوبة والاستغفار، والعودة السريعة لما كان عليه قبل أن يعصي ربه ويضع ذنوبه أمام عينيه ويدعو بكل ما لديه من إلحاح وإصرار وندم، فقد قال ربنا تبارك وتعالى:
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى
[ طه 82 ]
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
[ سورة طه ]
لَعَلَّكَ تَرْضَى
أن تكون مع الخالق العظيم في هذه الأوقات المباركة فهذا عطاء لا يقدر بثمن، وأول ما نحصل عليه هو الرضا، ترضى عن نفسك واسمك وعملك وكل ما لدينا من نعم الله.. وهذا الرضا يعقبه دائما انسجام تام مع الكون كله لأننا نشاركهم التسبيح والتقديس لله العلي العظيم.
ساحة النقاش