خطوات مضيئة نحو مستقبل أفضل

نحاول هنا أن نوضح تعليمات صيانة الإنسان التى جعلها الله في نداءات من الرحمن لعباده الكرام

مدرسة الرحمن لصيانة كرامة الإنسان

 

إنها فكرة جديدة من نوعها، قائمة على أساس أن الكل أستاذ، والكل تلميذ في مدرسة الرحمن لصيانة كرامة الإنسان شعارها:

<!--تعلم لتُعلم { اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم}.

<!--تعلم لتقترب وتكون خاشعا لله{ إنما يخشى الله من عباده العلماء}.

<!--تعلم لينفتح قلبك وعقلك للناس فتكون وجيها ومحبوبا وقريبا من رحمة الله{ وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}.

<!--تعلم لتحفظ كرامتك { إن أكرمكم عند الله اتقاكم }.

<!--تعلم لترقي بنفسك ومجتمعك{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }.

<!--تعلم لتعلم كيف تتقرب إلى ولي نعمتك { اتقوا الله ويعلمكم الله}.

<!--تعلم لتكون حرا ومعلما وقائدا { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.

<!--تعلم  لتكون من أصحاب العقول الراجحة وتصبح الدنيا كلها خادمة لك { لآيات لألوا الألباب }.

وأول ما سوف نبدأ به إن شاء الله ما قد بدأ به الله قوة الكلمة والتى أساسها قوة الفكرة .. فكل فكرة تصبح عزم ثم نية ثم فعل باليد أو باللسان .. وكل الأفعال سترسم بها شخصيتك في الحياة .

<!--تعلم وتابع كيف تتجدد فيك الحياة

قال الله تبارك وتعالى :

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)

[ سورة غافر ]

منذ خلق آدم عليه السلام والحياة تسير بقوانين ثابتة  لا تتغير حتى نهاية الدنيا، فعملية الخلق كما يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تقوم على أساس الهدم والبناء.

في مرحلة الطفولة نجد أن خلايا الجسم تموت كل يوم لكي تفسح مكانا لخلايا جديدة  متطورة في كل ثانية من عمر الإنسان، وتخرج في صورة فضلات ولعاب وعرق وخلافه.

وتنبت فينا مكانها خلايا أخرى جديدة بمعاني حديثة متطورة فمثلا الأشياء التى لم نكن نفهمها في الماضي البعيد أو القريب أصبحت مفهومة لدينا الآن وبوضوح تام، وبناء عليه يجب أن نطور ونُغذي عقولنا بكل ما هو جيد وصادق ومفيد وفي إطار يا أيها الذين آمنوا.

ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا

مرحلة الطفولة مهمة جدا في حياة كل إنسان، ولكنها خطيرة في نفس الوقت، لأنها مخزن لكل الأحداث التى مرت سواء كانت سلبية أم إيجابية.

 ولكي نتخطى تأثيرها السلبي علينا أن نتصور حياة الجنين في بطن أمه، كان تحت رعاية كاملة شاملة من الرحمن الذي علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وخير وسيلة هي أن نعلم بيقين إننا إلى الله راجعون.

ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ

الآن قد اكتسبنا خبرات لا حصر لها وقد قام العقل اللاواعي بتخزينها في مخازن الذاكرة وقد جعل لها أرشيف وعناوين وبرمجة ذاتية في ذاكرتنا.

الآن يعطينا ربنا تبارك وتعالى المفتاح الفعال لتحويل كل ظلمات الماضي السلبية والمأساوية إلى إيجابيات نورانية ولكن كيف؟ هذا ما سوف نعرفه:

<< اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ>>.

وقد أعطانا الله تبارك وتعالى حبل النجاة الذي به يخرجنا من الظلمات إلى النور:

<<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا>>

[ الأحزاب ]

لاحظ هنا أن الله تبارك وتعالى ثبت لنا الإيمان فقال يا أيها الذين أمنوا .. ثم أعطانا حبل النجاة ومصباح منير لتكون حياتنا كلها في النور.

خلي بالك من كلامك لأنه يعبر بصدق عن أفكارك ومعتقداتك:

<< أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ >>

[ سورة إبراهيم ]

معنى هذا أننا يجب أن نراقب كل فكرة نعتنقها لأنها ستصبح فعل باللسان أو باليد، ويجب أن نراقب أفعالنا لأنها ستحدد مصيرنا .. قال الله تبارك وتعالى:

<< وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ>>.

[ سورة الزخرف ]

أسهل وسيلة لعدم الوقوع في غشاوة الغفلة أن نبدأ كل عمل بسم الله الرحمن الرحيم، ويكون حالنا الدائم هو الحمد لله رب العالمين.

<< وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ>>.

[ آل عمران ]

<< وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ >> [ هود ]

ولدينا وسيلة أخرى أكثر فعالية ومحببة إلى كل نفس ألا وهي :

وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ. [ الرعد ]

ولدينا حديث في نفس المجال والسياق:

عن أبي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادةَ، وأبي عبْدِ الرَّحْمنِ مُعاذِ بْنِ جبلٍ رضيَ اللَّه عنهما، عنْ رسولِ اللَّهِ ،قَالَ   :

اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ.

 رواهُ التِّرْمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ

ربما الآن عرفنا أهمية الكلمة وقوتها المتصاعدة سواء في السلبيات أو الإيجابيات، فقد وصف لنا ربنا أن الكلمة الطيبة تصعد في السماء ولها ثمار نقطفها عندما يحين وقت الحصاد.

<< مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ >> [ سورة الأحزاب]

حتى عندما يمكر بك الناس فإن ربك يطمئنك إن قلت كلمة طيبة أو حتى لزمت الصمت  فيقول لك ربك إن مكر هؤلاء يبور ويصبح عليهم وبال .. فالحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

MohamdIbrahim

هذا ما وفقني الله إليه وهو أعلى وأعلم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2021 بواسطة MohamdIbrahim

ساحة النقاش

mohamd ahmad ibrahim

MohamdIbrahim
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ من أجل هذا جعل الله لنا طريق الاستقامة واضحا ومحددا في نداء منه سبحانه لكل من به آمن ليعطيه مقومات الإيمان ومعطيات الاستقامة في نداءات بدأت كلها ب يا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,133