خطوات مضيئة نحو مستقبل أفضل

نحاول هنا أن نوضح تعليمات صيانة الإنسان التى جعلها الله في نداءات من الرحمن لعباده الكرام

رحلتك من المهد إلى اللحد كما صورها ربك

قال الله تبارك وتعالى:

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(65)

[ سورة غافر ]

فجأة يشيخ الرجل، ويجد نفسه طريح الفراش، ولا يرى إلا شبح الموت، فقد مات أبوه أو من يُحب، وقد قرأ الرسالة من رب العالمين أننا سنلاقي الموت مهما طال العمر.

 

ويبدأ في استرجاع ذكرياته، وكل ما مضى، والفطن النبيه هو الذي يلجأ إلى خالقه، إلى الذي جعل له الأرض قرارا والسماء بناء وصوره فأحسن صورته، ثم رزقه من الطيبات، ومن كل ما سألتموه، ولكن الرحلة على وشك أن تنتهي ويتوقف العمر وتبدأ الحياة بصورتها الجادة، لا هزل فيها وهزار، ولا كذب ولا خداع.

 

هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(65)

 

كم أنت كريم يا ألله .. ما أرحمك وما أكرمك .. يعطينا قبل فوات الأوان المطية أو الوسيلة المثلى لاستقبالنا فهو الحي لا إله إلا هو .. ليس لنا سواه الآن .. وسوف تنتهي رحلتنا في أي لحظة، ولم يبقى لنا إلا هذه المركبة الربانية .. والتي تتمثل في الدعاء.

 

فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

 

سيدعو الله من بلغ من العمر عتيا .. وسيدعو الله مخلصا له الدين من قرأ بقلبه الرسالة الموجهة إليه من رب العالمين.. وسيدعو الله كل من كان في حاجة إلى رحمته سبحانه وتعالى.

 

هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(65)

 

الحمد لله رب العالمين هي صيغة الدعاء بإخلاص .. هي أجمل كلمات في كل دعاء .. وهي أجمل ما كنا ندعو به أكثر من 17 مرة كل يوم في صلاتنا... ففعلا وبحق الحمد لله رب العالمين.

 

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)

 

علينا الآن أن ننتهي من دعاء البشر فقد جاءنا من الله البيان الواضح وضوح الشمس في كبد السماء، وأن نستسلم له سبحانه ونُسلم له الوجه والدين.. ويكون حالنا الدائم هو الحمد لله رب العالمين.

 

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)

                                                                                     [ سورة غافر ]

الآن وقبل انتهاء الرحلة يذكرنا ربنا بكل المراحل والمحطات التي مررنا بها فربما نكون نسيناها أو تاهت منا أثناء الرحيل ..

<!--هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ

مرحلة خلق آدم عليه السلام وقصته مع الملائكة والشيطان وأولاده .. وهذه يجب أن نتذكرها جيدا لأن فيها حكمة الحياة من المهد إلى اللحد، فلكل إنسان منا مهمة من أجلها خلقه الله.

 

<!--ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ

محطة اجتماع الرجل والمرأة .. وهذه استهلكت من كل إنسان جهد وعمر وأيام وليالي وسنين عديدة وعمر مديد.. وفيها مجد وتمجيد للمرأة فقد جعل منها ربنا أكسير الحياة، ففي أحشائها نشأ كل من هب ودب.

 

<!--ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا

مرحلة الطفولة .. بكل ما فيها هي أجمل مرحلة في حياة الإنسان، وعلى كل واحد منا قبل أن يتذكر السلبيات في طفولته عليه أن يتذكر كيف أن الله تبارك وتعالى صوره في بطن أمه وخصص له ملائكة يرعونه وأما تحمله وهنا على وهن، ومحبة وفرحا وسرور وذكاء وسمع وبصر وعينين وشفتين وقدرة على الحركة .. فالحمد لله رب العالمين.

 

<!--ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُم

ثم نصُبح شبابا أقوياء ونمرح في الحياة كل على هواه، وكل حسب سعيه وحسب فكره وحسب ما يعتقد وما يراه ..

 

<!--ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا

وهنا تذكرة للشباب أنه سيصبح شيخا في يوم ما.. ويفقد كثيرا من حيوية الشباب، يذكرنا ربنا أن كل شيء إلى فناء ولا يبقى غير وجه ربك ذو الجلال والإكرام.

 

<!--وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ

نهاية المطاف، نهاية الرحلة، نهاية عمر الدنيا بالنسبة لكل منا.. فعمر الدنيا يقاس بعمر من يعيش فيها، إن لحظة الوفاة قد رأيناها وسمعنا عنها ونجدها يوميا في مشوار حياتنـــــــــــــا ، يعني لازم نستعد لهذه اللحظة .. لحظة اللقاء .. اللحظة التي تنتهي فيها كل المشاكل .. ينتهي فيها المرض والفقر والضنك والجري واللهث وكل شيء.

<!--وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)

[ سورة غافر ]

في هذه اللحظة التى نقرأ فيها الآيات يجب أن نعقلها ونتدبرها ونعمل بها لأنها تخبرنا عن مستقبل ينتظرنا، مستقبل قد رسمناه نحن بأفكارنا وكلماتنا وتصرفاتنا وعاداتنا وكل أفعالنا.. مستقبل أجمل ما فيه الحمد لله رب العالمين .

MohamdIbrahim

هذا ما وفقني الله إليه وهو أعلى وأعلم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2021 بواسطة MohamdIbrahim

ساحة النقاش

mohamd ahmad ibrahim

MohamdIbrahim
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ من أجل هذا جعل الله لنا طريق الاستقامة واضحا ومحددا في نداء منه سبحانه لكل من به آمن ليعطيه مقومات الإيمان ومعطيات الاستقامة في نداءات بدأت كلها ب يا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,262