استقامة الأعمال دليل على استقامة الفكر
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)
[ سورة الأحقاف ]
ولدينا آية عظيمة تبين لنا كيف نستقيم كما أمرنا الله:
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
إذاً الطغيان أول شيء يفسد استقامة الفكر وبالتالي القول والعمل، فإن اعوجت الأفكار اعوج الكلام واعوجت الأفعال، فإذا كان الحال كذلك فإن النتيجة الحتمية أننا سنميل إلى الذين ظلموا لأننا سمحنا لأفكارهم المعوجة أن تغزو عقولنا، ومع الاعوجاج لا يستقيم شيئا البتة.
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
وها نحن الآن لدينا الطريقة المثلى والفعالة لتصحيح المسار واعتدال الأفكار، فوقوفنا بين يدي الله كفيل أن يُصلح لنا فكرنا وما فسد من أعمالنا.
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
والصبر هنا هو باب الرضا الذي منه ندخل إلى الله نستغفره ونتوب إليه، ولدينا دعم آخر من العزيز الحميد لتقويم الفكر والمشاعر :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
[ سورة الأحزاب ]
والقول السديد هو القول المستقيم المطابق للواقع والصواب، فإن صاحب الفكر المستقيم ستكون أعماله كذلك تطابق ما جاء به الحبيب المصطفى ﷺ.
وعن الاستقامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه"
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم:2554 خلاصة حكم المحدث: حسن
وفي حديث آخر قد ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم استقامة الفكر باستقامة اللسان فقال:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
<< إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ>>
ساحة النقاش