الكبار مبيغلطوش ليه ؟ ـ مرض ـ عاده ـ شعور ـ زيادة علم

ـ الحقيقه دائماً ما تكون مدويه لبعض الاخرين . فكما تحدثت فى المذكره سالفة الذكر "خُـد" ان بعضنا يخشى المواجه لعدم التعرض لحقيقه ما يريد اخفائها تكون بمثابة اذلاله له ..
ـ فجأت اتحدث فى ظاهره يمكن ان تكون مترسخه فى الطبيعه البشريه منذ القدم . ولكن لو نظرنا إلى حقيقة هذه الظاهره نجدها سيئه فى بعض الاوضاع .. ألا وهى " الكبار مبيغلطوش " .. تذكر مثلا يوما تحدثت يوما مع ابيك او اخيك الكبير او اى من الاشخاص الذين يكبروك . فعندما تغوصون فى اعماق اللقاء فنجد صَغره تقابلنا تعكر صفو الحديث . نجد نقطة اختلاف . فهنا تجد من تحاوره الاكبر منك صوته يعلو شيئاً ما وتبظ العينين وتتشاور الاصابع وخاصة اصبع السبابه . وتجد لهجه تختلف عما كان عليها الحديث .. وتنطق كلمات ربما ليس لها محل من الصحه .. فمثلا "اسمع كلام الكبير لما ينصحك" , "لا تجادل كثيراً " , "اتناقشنى" .. ويبدو الامر وكأنك ارتكبت جريمه .. فالبطبع هذا الامر يولد بداخلك انت سلبيات كثيره فـ ربما تفقد الثقه فى قراراتك . تجعلك اكثر انطواءً . الخ

ـ هذا الاسلوب يختلف من شخص لأخر .. ومدى نضج العقليه .. فعندما أخذنى العنان فى التفكير فى هذا الامر فوجدت انه ربما تكون هذه الظاهره ناتجه من عدة اشياء .. " عاده , شعور , زيادة علم " ولو نظرنا سنجد ان الثلاث عادات المسببه فى الظاهره تنحصر وتصب فى مصطلح واحد .. ولكن احببت ان انفرد بكل واحده على حدى ..

1. عاده
ـ فى مجتمعنا العربى دائما ما نرث العادات والتقاليد سواء كانت حسنه ام سيئه فهذا طبع اتطبعنا به من القدم . فظاهرة " الكبار مبيغلطوش " تجدها مترسخه فى اجدادنا فلو مثلا قد عايشت جدك فتجده يقولها دائما لأبنائه وربما لك وتجد اباك يكررها لك ولو تراجعنا بالوقت لتجد والد جدك يقولها له .. وهكذا .. فهذه من ناحية العاده .. والعاده من الممكن ان تعااالج

2. شعور
ـ من اصعب الامور ان ينتاب شخص شعور ما ولا يريد التخلى عنه . فلو طبقنا هذا التعريف على الظاهره .. فنجد ان الكبير يرى نفسه دائماً كبير . هنا كبير وهناك كبير . وفى اى مكان او زمان كبير .. شعور يخايله اينما وجد .. وهذا الشعور ربما يكون متولد من " نقص " فى شئ معين يريد التخلص منه فى هذه الظاهره .. ان يُشعر نفسه ومن حوله انه الكبير الذى لا تضع له كلمه ..

3. زيادة علم
ـ هذه النقطه فى كثير من الاوضاع تنبت ثمارها ويكون الاحقيه لكبير الحوار ان يدير الحديث . ولكن الحقيقه ان الانسان طالما على وجه الارض فهو تلميذ كل يوم يتعلم . فالخلق ليس فيهم من هو كامل .

ـ قبل الختام .. احببت ان اتعرض لهذا الموضوع لأننى لمسته فى اوقات كثيره من قبل الثوره ومن بعد الثوره
.. فقبل الثوره كنت تجد ان الشباب لم يلحقو بخانة التهميش من الاساس . ولو نظرنا نجد ان هؤلاء الشباب هم من صححوا المسار وانفجروا بـ ثورة يناير . ليس هذا التهميش من النظام فقط بل من الاباء والكبار كانوا ينظرون الى الشباب نظرة المستهتر الضائع الذى لا يستيطع .. وهنا اوجه السؤال لهؤلاء الكبار اين كنتم من قبل الثوره .. كنتم تطاطون .. هـــذه حقيقه !! ولم ينقذكم من هذا الطوفنا إلا فضل الله ومن بعده الشباب ..
ـ وبعد الثوره وخاصاً فى هذه الايام القريبه أجد ان الكبار لم ينزلو عن موقفهم المُطاطى إلا ما رحم ربى واجدهم مازالون يلازمون الأرائك ويشاهدون الاعلام بفساده ويقررون ما هو يجوز وما لايجوز . ويلومون الشباب على اختياراتهم ..

ـ اخيرا ,, لا اريد ان اهمش دور الكبار فمن الطبيعى ان يكون من هو نقتدى به . ولكن يجب ان نُـنَنخل الكبار نختر من هو القدوه الصالحه .. ويجب على الشباب ايضا وانا واحد منهم ان يصروا على موقف المشارك , وعدم التخازل ولو اصبح الامر ان الكبير هو من ينصاع الى ارائهم ما دامت صائبه ..

.. والســلام

المصدر: محمد سامى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 158 مشاهدة

Media Charity

MediaCharity
مـيديا الخـير »

ابحث

تسجيل الدخول

تلفزيون مـيديا الخـير

سُنن يوم الجمعة المهجورة