لقد علمتني النملة أن على المرء ألا يستقل جهده الفردي، فتلك النملة المعلمة واجهت أزمة عظيمة تجتاح أمتها بأسرها، خطر يحيق بأمتها قد يستأصلها، فلم تبال النملة بأنها فرد واحد،ولم تسوغ لنفسها القعود بدعوى أنها فرد لن تغني شيئًا، فنادت قومها: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون).

وكم نحتاج إلى تعميق ذلك المنطق فينا، إن مشكلة كبيرة تستولي على شبابنا، مشكلة التهوين من الجهود الفردية، مع أن المستقرئ لآيات القرآن والسنة والسيرة والتراجم، يخلص بحقيقة أن الفرد الواحد قد يفعل الكثير والكثير، ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فردًا حين بدأ دعوته المباركة التي سرت في العالمين؟

ألم يكن من قبله إبراهيم أبو الأنبياء فردًا حين دعا قومه إلى عبادة الله وحده؟

ألم يكن مصعب بن عمير فردًا حين وطد وحده دولة الإسلام في المدينة، فجاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتشرت في ربوعها دعوة الحق؟

ألم يكن أصحاب الاختراعات أفرادًا، ألم يكن ابن النفيس فردًا حين اكتشف الدورة الدموية؟ ألم يكن توماس ايدسون فردًا حين اخترع للعالم بأسره اختراعات عظيمة منها المصباح الكهربائي؟

ألم يكن "هيوستن" المحامي الأمريكي فردًا حين ذهب وحده إلى الولاية المكسيكية التي أرادت أمريكا ضمها، فجاءهم بعد سنوات بمفتاح المدينة؟

فالجهد الفردي لا غنى عنه للأمة، ونحتاج أكثر ما نحتاج إليه في المرحلة الراهنة بعد الثورة المباركة، حيث إعادة بناء الأمة من جديد، تحتاج فيها الأمة إلى جهد كل فرد فينا، فلا يستقل المرء جهده الفردي، وهكذا علمتني النملة.

 

المصدر: محمد عبدالله
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 190 مشاهدة

Media Charity

MediaCharity
مـيديا الخـير »

ابحث

تسجيل الدخول

تلفزيون مـيديا الخـير

سُنن يوم الجمعة المهجورة