<!--[endif]-->
ممارسات وأنظمة الاستزراع
مزارع التراوت
تستخدم جميع مزارع التراوت تقريبا النظام شبه المكثف. ومعظم هذه المزارع مملوكه لعائلات ويقوم المزارعون بتربية الأسماك حتى الحجم المطلوب في السوق سواء في مجارى مائية أو في أحواض إسمنتية. ويتم تشبع المياه بالهواء عن طريق مصاطب منحدرة للأسفل. أما المجارى المائية المستخدمة فهي إما ترابية أو إسمنتية، ويتوقف حجمها على جودة المياه، وتكون مستطيلة (2-3 x10 -20 x 0,5-1,5م) أو دائرية (5-6 x0,65-1,3م). وأكثر أنواع المجارى المائية أو الأحواض المستخدمة هو النوع المستطيل، أما النوع المستدير فهو نادر جدا (يستخدم فقط في مزرعتين في هيرميل). يبلغ الإنتاج البالغ عادة 30 كجم/ م2. إلا أنه لوحظ في بعض الأماكن أن الإنتاج يبلغ 40-50 كجم/م2. وتنتج المجارى المائية التي يبلغ سعتها (3x 12م) طنا واحدا في العام في بعكلين (Baaklin) (على ارتفاع 450 م)، أما المجارى المائية ذات السعة 2,5 x 11 x (6,.-1,5 م) فتنتج40 كجم/م2 (عالي الكثافة) في باروك (على ارتفاع 1000 م). وفيما يتعلق بممارسات التغذية فيجب رصد معامل التحول الغذائي (FC ) بانتظام. وبشكل عام يعتبر معامل التحول الغذائي الذي يتراوح بين 1-2 مقبولا. أما إذا تذبذب معامل التحول الغذائي بشكل جوهري فلابد من ضبط ممارسات التغذية. كما أن أي تغيير في معامل التحول الغذائي يمكن أن يدل على أعراض إجهادية ومرضية قبل أن تظهر الأعراض الطبيعية. وتوضع 60% من الأحواض في شكل كنسي أما الأحواض الأخرى (33%) فتوضع في شكل متوازي وشكل ملتو. وتكون الأحواض إما محفورة أو ذات جسور مرتفعة توضع في شكل سلسلة متدرجة مما يسمح بسريان الماء في الأحواض باستمرار. يتوقف شكل الأحواض على اختيار المزارع وعلى طبيعة التربة. ومعظم الأحواض مصنوعة من الأسمنت والقليل منها مصنوع من التربة والأسمنت.
فيما يتعلق بالإدارة الصحية يتم تطهير المجارى المائية عن طريق الشمس وكربونات الكالسيوم بنسبة 25% وبرمنجنات البوتاسيوم. وتتضمن ممارسات الإدارة الجيدة توفير بيئة صحية للأسماك مع تقليل الإجهاد والوفاء بالمتطلبات الغذائية. ويمكن منع العديد من المشاكل الصحية طالما سيتم التحكم في مستويات الإجهاد عند الحد الأدنى. وقد تسببت الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات وغيرها من الحيوانات اللافقارية في أمراض للأسماك. وربما توجد هذه العوامل المرضية في المياه ولكنها لا تسبب مشاكل خطيرة طالما أن التراوت لا يتعرض لإجهاد بسبب سوء جودة للمياه أو الزحام الشديد. وهناك عامل آخر قد يسبب مشاكل مرضية للأسماك وهو العلف السيئ أو القديم. وقد لوحظت الأمراض التالية في لبنان: الأمراض الفسيولوجية (الإجهاد)، الأمراض النفسية (العض)، الطفيليات الخارجية (Gyrodactylus, Trematodes, Copepodes, Glochidie, Protozoa, Costiase, Chilodon, Trichodina, Tuberculosis، التنكرز، مرض الذيل، تعفن الذيل والزعانف) والطفيليات الداخلية (Nematodes, Cestodes, Trematodes)، البروتوزوا (Amoebae)، الأمراض البكتيرية (Furunculosis, Streptococcusis) والأمراض الفطرية (Oidium, Blindness).
وفي مزرعة الجمبري يتم تخزين الأسماك داخل أحواض أرضية مساحتها نصف فدان مليئة بمياه البحر ومزودة بأجهزة تهوية (عجله تجديف). ويتم تغيير الماء كلما احتاج الأمر لذلك. وفي عام 2003 استوردت المزرعة نوعا جديدا من فلوريدا، ولكن نسبة إعاشته كانت أقل من 20%. وفي عام 2004 استوردته من ماليزيا. وقد أفاد مدير المزرعة أن الجمبري الذي يزن 20 جراما يباع حيا بسعر 12 دولار أمريكي للكيلوجرام.
الإنتاج
الإنتاج المسجل من الاستزراع المائي في لبنان منذ عام 1950
(FAO Fishery Statistic)
طبقا لوزارة الزراعة بلغ متوسط الإنتاج السنوي للتراوت خلال عامي 2002 و 2003 حوالي 600 طن بقيمة تبلغ حوالي 2 مليون دولار أمريكي. وهذا الإنتاج أقل من الإنتاج الذي يمكن أن يتحقق بشرط توافر الظروف المناسبة لنمو التراوت في لبنان. وتدل العديد من الدراسات أن إنتاج التراوت يمكن أن يصل إلى3000 -4000 طن في العام إذا تمت الإدارة والتنمية بشكل صحيح.
السوق والتجارة
يتم بيع أسماك التراوت متوسطة الحجم حية للمطاعم التي لديها خزانات أسمنتية خاصة بها. ولا تزال قيمة المنتج المضافة ضئيلة في السوق اللبنانية. ويقوم بعض المستزرعين ببيع منتجاتهم للسوبر ماركت ولكن معظمهم يقوم ببيعه في مزارعهم أو مطاعمهم الخاصة. الحجم المفضل للسوق هو 250-350 جرام. كما أن الأحجام الكبيرة (0,5 –1 كجم) مطلوبة أيضا. ولكن لا توجد شهادات ضمان حتى الآن على هذه المنتجات.
ومقارنة بدول البحر المتوسط الأخرى فان الاستهلاك اللبناني من الأسماك لا يزال محدوداً ويبلغ حوالي 4 كجم للفرد في العام. وتتنوع اتجاهات الاستهلاك وفقا للمناطق الجغرافية. فسكان المدن والمناطق الساحلية يفضلون أسماك البحر، على عكس سكان البقاع الذين يفضلون اللحوم والدواجن أكثر من الأسماك، وغالبا ما يستهلكون التراوت. أما الاستهلاك المحلى فيقدر بحوالي 25 ألف طن في العام.
وطبقا لمكتب الجمارك اللبناني فان الكمية الإجمالية للأسماك المستوردة في عام 2004 سواء حية، طازجة ومجمدة (بما في ذلك الرخويات والقشريات) تبلغ حوالي 16500 طن (بقيمة 40 مليون دولار أمريكي تقريبا). وتحتل تركيا المركز الأول في قائمة الدول المصدرة إلى لبنان (17% من إجمالي الواردات)، تليها مصر (9%)، الأرجنتين (7%) ثم انجلترا (7%) والهند (6%) وعمان (5%).
أما الصادرات اللبنانية من الأسماك فقد بلغت 500000 دولار أمريكي فقط في عام 2004، معظمها من الأسماك المجهزة. الأسواق الرئيسية للرخويات والقشريات اللبنانية هي الجمهورية العربية السورية والأردن. وتصدر المنتجات المجهزة أساسا إلى بوركينا فاسو، أفريقيا الوسطى، الجابون، نيجيريا وزائير.
المساهمة فى الاقتصاد
يعتبر الاستزراع المائي هو النشاط الاقتصادي الرئيسي الثاني في مناطق هيرميل، يامونة وانجار بعد إنتاج المحاصيل، حيث يساهم في زيادة الدخل المرتبط بشكل خاص بالمطاعم والسياحة في هذه المناطق. فعادة ما تقدم المطاعم أسماك التراوت بسعر عشرة دولارات أمريكية للكيلوجرام الواحد. ويعتبر إعداد وجبة التراوت طلبا خاصاً بهيرميل وانجار، فمعظم اللبنانيين يفضلون أسماك البحر ولا يعرفون شينا عن الطرق المختلفة لطهي التراوت. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا النوع من الأسماك ما زال ينمو حتى أصبح معروفا بشكل كبير للمستهلك اللبناني. ويمكن أن يمثل مصدرا إضافيا للطعام إذا تحقق إنتاج أكبر. ولكن لابد أن يرتبط هذا الأمر مع استراتجيات التسويق والدعاية، وكذلك مقارنة مع كميات اللحوم المستوردة بشكل عام والأسماك بشكل خاص.
وتمتلك عدة مطاعم, وخاصة في وادي البقاع, أحواضا خاصة لبيع التراوت الحي، ومن ثم يمكن للمستهلكين اختيار الأسماك حيث يتم إعدادها بعد ذلك. يقدم حوالي 60 مطعما في انجار وهيرميل أسماك التراوت الطازجة في قائمة الطعام الخاصة بهم. وتعتبر انجار منطقة سياحية حيث يأتي الزوار من الأودية القريبة وبيروت ومدن أخرى من أجل وجبات التراوت والاستمتاع بالمنطقة ومناظرها الطبيعية ومياهها الخلابة.
وتقوم الاستثمارات الحديثة في انجار وهيرميل بدعم الأنشطة السياحية مثل إنشاء الفنادق الجديدة (فندق واحد في انجار وفندق آخر في هيرميل) وتوسيع وصيانة المطاعم الموجودة بالفعل.
السوق في لبنان غير انتقائي، ولذلك لا تعتبر عمليات التصنيف والفرز والتغليف مهمة وبالتالي لا يتم القيام بها. وعادة ما يباع التراوت مبردا كاملا أو منزوع الأحشاء. ويبلغ السعر بالمزرعة من 2 - 3 دولار أمريكي للكيلوجرام، بينما يتراوح سعر التجزئة من 3-5 دولار للكيلوجرام.
الهيكل المؤسسى
تقع مسئولية تطوير الاستزراع المائي على عاتق وزارة الزراعة. أما إدارة التنمية الريفية والموارد الطبيعية في وزارة الزراعة فهي المسئولة عن إصدار تراخيص الصيد. ويمكن تلخيص منشآت الوزارة في الاستزراع المائي كالتالي:
- البطرون (معهد علوم البحار والمصايد)، ويقع على بعد 53 كجم شمال بيروت. وقامت وزارة الزراعة بتطويره، وفي أوائل السبعينات من القرن العشرين، وكان هدفه توفير العديد من الأنشطة البحرية بشكل خاص، مثل المدرسة الفنية المتخصصة في الصيد، والمتحف البحري العام، والمعامل وغيرها. ويتكون الموقع الواقع على مساحة 3 هكتار من معامل للأبحاث البحرية مجمع للإدارة والخدمات، مفرخ للاستزراع البحري، منشأة للتسمين وورشة. إلا أن الأجزاء المهمة من المباني تم تدميرها خلال الحرب التي استمرت 17 عاما. ولكن تم مؤخراً ترميم وتجهيز المعامل والمباني الإدارية ومساكن الطلبة جزئيا. ويحتاج متحف الأحياء المائية إلى التجديد والترميم والتجهيز. هذا بالإضافة إلى أن مفرخ الاستزراع المائي البحري يحتاج إلى الصيانة والتجهيز. وقد تم إنشاء مشروع تجريبي للتسمين والتفريخ في عام 2000. وتحتاج هذه المنشأة إلى بعض التعديلات والإضافات من الإمدادات المائية والتهوية لتصبح أكثر فائدة. يقع المفرخ والمجارى المائية تحت صوبة واحدة (1000 م2) تحتوى على غرفة لإنتاج البيض بكميات كبيرة، غرفة لتربية الطحالب، غرفة لليرقات، غرفة للتحضين ومجارى مائية.
- الشويفات (مركز الاستزراع المائي) ويقع على بعد حوالي 5 كم جنوب بيروت وبه مفرخ وأحواض إسمنتية للتسمين. والهدف منه أن يكون مشروعا تجريبيا للبلطي وغيره من أنواع أسماك المياه العذبة. وتتطلب هذه المنشأة تجهيزات ومعدات وغيرها من الإنشاءات.
- مركز انجار للاستزراع المائي ويقع على بعد 56 كم شرقي بيروت في وادي البقاع (الهضبة الوسطى)، وقد أنشئ في عام 1961 على ارتفاع حوالي 900 م. وهو عبارة من مفرخ ومزرعة للتراوت مصممة لإنتاج من 2 إلى 3 مليون من الإصبعيات في العام الواحد. وفي عام 2002 قام المركز بتفريخ 1600000 بيضة. ويحتاج إلى بعض التعديلات لضمان تكاثر وتفريخ أنواع أخرى من الأسماك للمساعدة في إعادة إمداد الأنهار اللبنانية بأنواع سمكية محلية. ويمتلك هذا المركز خزانا طبيعيا تبلغ مساحته 40000 م2 يتم فيه حماية العديد من النباتات والحيوانات المائية تحت إشراف ومتابعة مركز انجار. بالإضافة إلى ذلك أطلق مركز انجار حوالي 200 ألف من الإصبعيات داخل الأنهار والموارد المائية والبحيرات. كما يرحب بالمشروعات البحثية ذات الصلة بالجامعة اللبنانية والمركز القومي للأبحاث البحرية. وكان أحد المشروعات البحثية حول إدخال Astacus astacus L. وقد أجريت دراسات عن الأحجام المختلفة وعن الخصوبة والدلالة المائية والتأثيرات المائية، وذلك بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت.
- مركز هيرميل ويقع على بعد 140 كم شرق بيروت في وادي البقاع (الهضبة الوسطى) على ارتفاع حوالي 650 م. وهو منشاة تجريبية حديثة لإنتاج أسماك التراوت، كما يهدف إلى تقديم نفس الخدمة التي يقدمها مركز انجار في منطقة هيرميل.
اللوائح المنظمة
لا تتطلب وزارة الزراعة أي ترخيص لإنشاء المزارع. إلا أن إنشاء مزارع الاستزراع المائي البحري تنظمها وزارة البيئة، حيث تحتاج إلى دراسة تقييم للأثر البيئي. كما يخضع إنشاء هذه المشروعات لمراقبة السلطة المحلية ويتم التعامل مع هذه المزارع على أنها مشروعات تجارية خاضعة لترخيص السلطة المحلية. وعلى الرغم من ذلك يجري حاليا تعديل القوانين الحالية الخاصة بهذا الموضوع من قبل وزارة الزراعة.
التعليم والتدريب
المؤسسات البحثية للاستزراع المائي هي مؤسسات خاصة وعامة وهى كالتالي:
- المشروعات البحثية لاستزراع التراوت ونقل التكنولوجيا في مركز انجار لمفرخ الاستزراع المائي.
- المؤسسة البحثية العامة– المركز القومي للبحوث البحرية، تحت مظلة ورعاية المجلس القومي للبحث العلمي، وهى المسئولة أيضا عن البحث في مجال الاستزراع المائي البحري.
- بحوث الجامعة الأمريكية في بيروت التي تركز حاليا على سمكة الـصافي (البطاطا) والدنيس الأبيض والشرغوش. تشمل المشروعات البحثية الأخرى دراسة الوقار (الهامور) (Epinephelus spp) والمكاسب الصحية من استهلاك الأسماك، وأيضا تقنية الاستخدام المزدوج للمياه في المناطق شبه القاحلة.
- الجامعة اللبنانية, وهي الجامعة القومية, التي تقوم بعمل أبحاث بالتعاون مع المركز القومي للبحوث العلمية ومركز انجار.
- تخطط جامعة بالامند لإنشاء منشأة بحثية للقيام بدراسات بحثية في مجال الاستزراع المائي البحري.
- المعهد الحكومي لعلوم البحار والمصايد في بيروت شمال لبنان.
يوجد تعاون بسيط بين هذه المؤسسات، ولكن يتم معالجة ذلك الأمر عن طريق الباحثين فيما بينهم والذين يحاولون الآن تطوير مبادرة مشتركه للاستزراع المائي من أجل صالح لبنان. وعلى الرغم من أن مركز انجار يحاول نقل النتائج الجديدة والتقنيات الحديثة للمربين فلا يزال هناك المزيد الذي يمكن عمله بشأن نشر وتبادل المعلومات والتدريب ونقل التكنولوجيا.
القضايا والتنمية
يمكن زيادة إنتاج وإنتاجية الاستزراع المائي في لبنان من خلال العلاقة مع وفرة وجودة الماء والظروف الملائمة للاستزراع. وباستثناء المغرب فإن لبنان هي الدولة العربية الوحيدة التي تستزرع التراوت. يجب تطوير وسائل وتقنيات الاستزراع المستخدمة. كما يجب الاستثمار في هذا القطاع لتطوير البنية التحتية. كذلك يجب إجراء البحوث لتطوير وتحسين معامل التحول الغذائي، صحة الحيوان، وتقنيات الاستزراع للأنواع المستزرعة.الأنواع المستهدفة/المقترحة هي:
- القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax) في أقفاص ساحلية ومغمورة في المياه المفتوحة.
- الدنيس (Sparus aurata) في أقفاص ساحلية ومغمورة في المياه المفتوحة.
- الدنيس الأحمر (Chrysophrys spp).
- الجمبري النمر العملاق (Penaeus semisulcatus).
- جمبري كوروما (Penaeus japonicus).
- البطاطا (السيجان- الصافي) (Siganus spp).
- التراوت (Salmo spp).
- الكارب (Hypophthalmichthys spp).
- القرموط (السيللور (Silurus glanis).
يجب تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بالاستزراع المائي، تأسيس الشركات المائية والتأثير على البيئة. كما يجب الاهتمام بقطاع الإحصاء في هذا القطاع.ويعتبر نقص الموارد المائية والبشرية أهم عاملين يؤثران سلبا على تنمية قطاع الاستزراع المائي في لبنان.
ساحة النقاش