كرواتيا دولة مستقلة حديثا، إلا أن لها تاريخا في المصايد يعود لأكثر من ألف عام مضت. وتمارس كرواتيا الاستزراع في المياه العذبة وفي المياه المالحة. وأهم الأنواع المستزرعة هي التونة، القاروص، الدنيس، الكارب، تراوت قوس قزح وبلح البحر. ويمارس الاستزراع في المياه العذبة في بيئتين مائيتين هما المياه الدافئة (لعائلة الكارب) والمياه الباردة (للسلمونيات). وقد أنشئت أول مزرعة للكارب في كرواتيا في عام 1897، بينما أنشئت أول مزرعة للتراوت في عام 1883 حيث أدخل تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) في عام 1884. ويشمل الاستزراع البحري إنتاج الأسماك والرخويات في المياه الشاطئية والمياه المفتوحة. وقد بدأت أولى محاولات الاستزراع البحري المكثف في بداية الثمانينيات. فقد جرت تربية التونة الشمالية زرقاء الزعنفة (Thunnus thynnus) في عام 1996. وخلال الإثنتي عشر عاما الماضية وصل إنتاج الاستزراع المائي لأعلى معدل له (166 10 طن) في عام 2001 بقيمة بلغت حوالي 32 مليون دولار.

ويمثل الإنتاج السمكي جزءاُ ضئيلا من الاقتصاد الكرواتي من حيث القيمة، حيث تبلغ مساهمته 0.2-0.3% من إجمالي الناتج المحلي. وأهم المنتجات السمكية التي تصدرها كرواتيا هي الأسماك الطازجة المثلجة (613 9 طن في عام 2003) والأسماك المعلبة (386 7 طن في عام 2003). ويمثل تصدير التونة أكثر من 74% من إجمالي التصدير (في عام 2003).

وتجري إدارة الاستزراع المائي في كرواتيا بواسطة وزارة الزراعة، الغابات وإدارة المياه. وترتكز جميع البرامج التنموية لهذا القطاع على "استراتيجيات المصايد الكرواتية لعام 2002" وهذه البرامج تضع سلسلة من الأهداف لأنشطة الاستزراع المائي في الماء العذب والماء البحري.

لمحة تاريخية

يشكل الساحل الأدرياتيكي في جنوب كرواتيا جزءا من البحر المتوسط، حيث تمتد المياه الإقليمية لحوالي 000 32 كم2. ونظرا لجغرافية وموقع كرواتيا، فمن الممكن استزراع جميع أنواع الأسماك والقشريات والرخويات (فيما عدا أسماك المناطق القارية). وقد أنشئت أول مزرعة للكارب في كرواتيا في عام 1897، حيث كان إنتاجها 260 كجم /هكتار بإنتاج كلي يبلغ 11 طن في العام. وقد كان الهدف الرئيسي من إنشاء تلك الأحواض السمكية المحيطة بالقلاع في كرواتيا هو تخزين الأسماك وليس استزراعها. وقد أنشئت أكبر مزارع الكارب في بداية القرن العشرين، مع استخدام السماد والغذاء المكمل في الإنتاج، وكانت هذه هي حجر الزاوية. وقد تراوح الإنتاج خلال هذه الفترة المبكرة بين 525 و 612 كجم/هكتار. وقد ازداد الإنتاج خلال الستينيات من القرن الماضي نتيجة لزيادة الكثافة السمكية وإدخال الأنواع السمكية العاشبة. كما انتشرت خلال تلك الفترة تقنية التناسل الصناعي بين المزارع التي ازدادت مساحاتها من 300 3 إلى 600 12 هكتار.
كما أدى الانتخاب الوراثي لاستنباط سلالتين من الكارب تعرفان في العالم حاليا باسم "كارب ناسك اللامع (Nasic mirror carp)" وكارب بولجانا اللامع" (Poljana mirror carp). وقد أدت الحرب والتغيرات الاقتصادية أثناء النصف الأول من التسعينيات إلى تناقص شديد في الإنتاج.
ويعتمد إنتاج الكارب على استخدام الغذاء المتاح في النظام متعدد الأنواع. والأنواع المستزرعة في هذا النظام مع الكارب العادي هي التنش (Tinca tinca)، كارب الحشائش، الكارب ذو الرأس الكبير، الكارب الفضي، القرموط (السللور) الأوروبي (Silurus glanis)، البايك والبرش (Stizostedion lucioperca).
وقد أنشئت أول مزرعة للتراوت في عام 1883، ثم أدخل تراوت قوس قزح للبلاد في عام 1884، حيث أصبح أهم الأنواع المستزرعة. كما ازداد عدد المزارع السمكية بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لتحسين وسائل التغذية واستخدام التكنولوجيا الحديثة. ومع حلول عام 1982 كان عدد مزارع التراوت الموسعة قد بلغ ثمانية مزارع، بطاقة إنتاجية تبلغ 900 طن في العام. ويتضمن الاستزراع البحري إنتاج الأسماك والرخويات في المياه الساحلية والمياه المفتوحة. وتملك كرواتيا تاريخا طويلا في استزراع بلح البحر المتوسط (Mytilus galloprovincialis) والمحار الأوروبي المسطح (Ostrea edulis) في منطقتين في خليج مالوستونسكي (Malostonski Bay) وخليج ليمسكي (Limski Bay). ويمتد تاريخ استزراع الرخويات لأكثر من ألف عام. وقد بدأ تجميع وتسجيل بيانات استزراع الرخويات في عام 1888.
وقد بدأت البحوث حول استخدام التكنولوجيا الحديثة في استزراع القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax) والدنيس (Sparus aurata) مع نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ومع نهاية الستينيات بدأت المعاهد البحثية الحكومية في إجراء البحوث حول تطوير استزراع هذه الأنواع البحرية المربحة. وقد أدت هذه المجهودات إلى إنشاء العديد من الشركات لإنتاج اليرقات وتسمينها في الأقفاص العائمة حتى تصل إلى حجم التسويق. ومنذ ذلك الوقت كان التطور الرئيسي هو القدرة على التحكم في تبويض الدنيس والقاروص.
وقد بدأت أولى محاولات الاستزراع البحري المكثف في كرواتيا مع بداية 1980. ويجري حاليا إنتاج أنواع مثل الدنيس الأحمر (المرجان) (Pagrus major). والدنيس ذي البوز الحاد (الشرغوش) (Puntazzo puntazzo) والعضاض (Dentex dentex) ولكن بكميات قليلة. أما تربية (تسمين) التونة زرقاء الزعنفة فقد بدأت حديثا ومازالت تنمو.

الموارد البشرية

قد تناقص عدد العاملين في استزراع السلمون والكارب بالمياه العذبة من 644 في عام 1995 إلى 606 في عام 2000. ويوجد 486 فردا من هذا العدد يعملون في استزراع الكارب و 120 يعملون في مزارع السلمون. ثم بدأ عدد الموظفين العاملين في مزارع الكارب في التزايد بينما تناقص عدد العاملين في مزارع السلمون. وجزء كبير من الأيدي العاملة في الاستزراع المائي هو عمالة موسمية تقدر نسبتها بحوالي 11.5% من العمالة الكلية في هذا القطاع.
ونظرا لطبيعة العمل في المزارع السمكية، يشكل العمال غير المؤهلين 33.33% من القوة العاملة، أما العاملون الحاصلون على تعليم جامعي فيمثلون 5.3%، في حين يمثل الحاصلون على درجة جامعية أو من كلية 8.25%. أما العاملون الذين يمثلون النسبة الباقية (53%) فلديهم بعض الخبرة أو التعليم المدرسي
(Jahutka and Homen, 2001). ولا توجد أي بيانات حول الوظائف والتوظيف في الاستزراع البحري.

<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} -->

 

<!--[endif]-->

توزيع وخصائص أنظمة الاستزراع

تمثل مزارع الكارب في الجزء القاري من كرواتيا الجزء الرئيسي من إنتاج الاستزراع المائي. فقد بلغت المساحة الكلية لمزارع الكارب 879 9 هكتار في عام 2004. وهذه المزارع يمتلكها القطاع الخاص وتغطي مساحات إنتاجية واسعة. ويبلغ عدد مزارع الكارب 26 مزرعة. وفي المناطق الجبلية من كرواتيا يضم الاستزراع المائي أنواع المياه الباردة (مزارع التراوت). ومعظم هذه المزارع هي مزارع عائلية. وقد بلغ عدد مزارع التراوت 20 مزرعة، بمساحة كلية قدرها 009 135م2.
أما على ساحل البحر الأدرياتيكي، فإن غالبية المزارع تتبع شركات صغيرة واستثمارات خاصة ومزارع تدار بواسطة الأسرة. وفي عام 1999 كان عدد هذه المزارع 43 مزرعة، إضافة إلى ستة مفرخات. وبالإضافة إلى مزارع الأسماك يوجد كذلك 56 منشأة لتربية الرخويات على ساحل البحر الأدرياتيكي

الأنواع المستزرعة

يتضمن الاستزراع المائي لأسماك المياه الدافئة في المياه العذبة الكارب الشائع (Cyprinus carpio) (يمثل 86% من إجمالي إنتاج المياه العذبة)، كارب الحشائش (Ctenopharyngodon idella) (0.5%)، الكارب ذا الرأس الكبير
(Hypophthalmichthys nobilis) (2.5%)، القرموط الأوروبي (Silurus glanis) (1.8%)، الكارب الفضي (Hypophthalmichthys molitrix) (0.8%)، برش البايك (Stizostedion lucioperca) (0.15%) و 4% للأنواع الأقل أهمية. أما إنتاج أسماك المياه الباردة بهدف الاستهلاك الآدمي فيقتصر على نوع واحد هو تراوت قوس قزح (Oncorhynchus mykiss) (0.4%). كما يستزرع أيضا التراوت البني (Salmo trutta) ولكنه يخزن فقط لغرض الصيد بالسنار.
أما الاستزراع البحري في كرواتيا فيتكون أساسا من القاروص الأوروبي (Dicentrarchus labrax)، الذي بلغ إنتاجه 520 1 طن في عام 2001، ثم يأتي الدنيس (Sparus aurata) في المركز الثاني بإنتاج 940 طنا. وقد بدأ مؤخرا إنتاج العضاض (Dentex dentex) والدنيس ذي البوز الحاد (الشرغوش) (Diplodus puntazzo). كما تزداد كذلك أهمية إنتاج التونة زرقاء الزعنفة (Thunnus thynnus) بشكل سريع. وقد بدأ إنتاج التونة في عام 1996 حيث وصل إلى 39 طنا، زاد إلى 672 طنا في عام 1999، ثم إلى 971 3 طنا في عام 2002.
ويتضمن استزراع الرخويات بلح البحر المتوسط (Mytilus galloprovincialis)، الذي بلغ إنتاجه 870 2 طن في عام 2001 والمحار الأوروبي الأملس (Ostrea edulis) بإنتاج بلغ 100 طن في عام 2001 (Dujmušić, 2000; FAO 2003).

ممارسات و أنظمة الاستزراع

<!--<!--<!--<!--

تجري تربية الكارب بصورة تقليدية في أحواض كبيرة، تغطي مئات وأحيانا آلاف الهكتارات. ويتم حصاد الأسماك عادة في أواخر فصل الخريف. ومنذ التسعينيات يجري الاستزراع بصورة موسعة وبإنتاج سنوي يبلغ 500 كجم /هكتار.

أما الاستزراع الموسع فإنه يستخدم في تربية أسماك المياه الباردة اعتمادا على التحكم في التبويض. وعادة ما تكون أحواض التراوت طويلة وضيقة ومصنوعة من الخرسانة وفي مناطق يتوافر فيها الماء البارد النقي الجاري بكميات كافية.

وتجري تربية الدنيس والقاروص أساسا في أقفاص عائمة في المناطق الساحلية. ولكن هذا التوجه يتغير تدريجيا صوب الاستزراع في الأقفاص في المياه شبه المفتوحة. ويستخدم العديد من أنواع الأقفاص في الوقت الراهن. وفي الثمانينيات كانت تستخدم الأقفاص الخشبية والتي لم تزل تستخدم حتى الآن في بعض المزارع. أما معظم المزارع الحديثة فإنها تستخدم الأقفاص الدائرية البلاستيكية المرنة.

وتتكون عملية تسمين التونة من صيد هذه الأسماك ثم تغذيتها بهدف تحسين جودة لحمها. ولهذا الغرض يتم صيد الأسماك التي يتراوح عمرها بين 2-4 سنوات أثناء هجرتها، باستخدام الشباك العائمة، ثم يتم تخزين هذه الأسماك بعد ذلك في أقفاص مثبتة في المياه العميقة غالبا. ثم تجري تغذية الأسماك بصورة مكثفة حتى تصل إلى أعلى نمو لها. وفي هذا الصدد، يتم تغذية التونة بالأسماك الصغيرة لمدة ستة شهور. ويستخدم السردين كغذاء في معظم الأحيان، كما تستخدم أيضا أسماك الرنجة، الأسبراط وكذلك بعض الرخويات (السيفالوبودا). والأقفاص المستخدمة في تسمين التونة هي أقفاص كبيرة الحجم يتراوح محيط كل منها بين 30-50 مترا، وقد يصل أحياناُ إلى 150 مترا كما تتراوح كثافة الأسماك بين 2-4 كجم /م3.

وتبدأ تربية بلح البحر بتجميع اليرقات (spat) من الخلجان الصغيرة، ثم يتم إدخالها بعد ذلك إلى شبكة من الأسطوانات المفتوحة. ويتم تعليق هذه الشبكة المتداخلة من بلح البحر في حبال تتدلى من عوامات وحتى عمق خمسة أمتار. ويجري التصاق اليرقات على أطباق جامعة من البلاستيك تتدلى من حبل رأسي داخل الماء. ويستخدم بعض المزارعين سلالا من البلاستيك تتدلى في الماء لتجميع بلح البحر.

الإنتاج

لقد أدت التغيرات الاقتصادية والحرب في النصف الأول من التسعينيات إلى تناقص جوهري في الإنتاج. وكان ذلك في الأساس بسبب الحرب والعزلة الاقتصادية، وكذلك تغيرات المرحلة الانتقالية التي تلت الحكم الشيوعي في دول وسط وشرق أوروبا. ولذلك فقد تأثر الاستزراع المائي، خاصة استزراع الكارب، بشكل كبير. ولكن برغم هذه الصعوبات فقد برز الاستزراع البحري بشكل جيد مما أدى إلى زيادة في الإنتاج. وخلال الإثني عشر عاما الماضية كان أعلى إنتاج للاستزراع المائي هو 166 10 طنا وذلك في عام 2001، بقيمة بلغت حوالي 32 مليون دولار. وكانت أهم الأنواع المستزرعة هي الكارب، التراوت، التونة، الدنيس، القاروص وبلح البحر.

ويبين الشكل التالي الإنتاج الكلي للاستزراع المائي في كرواتيا طبقاً لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة:

 

الإنتاج المسجل من الاستزراع المائي في كرواتيا منذ عام 1950
(FAO Fishery Statistic)

أمانى إسماعيل

MedSea

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

912,403