يقدر طول الساحل المغربى بـ 3500  كلم وتصل مساحة الرصيف القارى (الى بعد 200 ميل ) 115 الف كلم 2 . وتمتد سواحلة على المحيط الاطلسى (2900كلم) والبحر الابيض المتوسط (600 كلم ) . ويمتاز المغرب بموقع جغرافى يجعل منه احد المناطق الخمس فى العالم التى تخضع سواحلة لتاثير ظاهرة الانبثاقات المائية المسماة "upwelling" إن لهذة التيارات الباردة الصاعدة من اعماق المحيطات والغنية بالعناصر المغذية تاثيرات محفزة للنمو الحيوى وانطلاقة إنتاجية المراحل الاولية فى النظام البيئى البحرى وبناء علية فإن المياه المغربية تحتوى على قدرة إنتاجية إجمالية متجددة تتعدى على قدرة إنتاجية إجمالية متجددة تتعدى مليون ونصف المليون طن مترى سنويا بل إذا اخذنا بعين الاعتبار التقديرات الاخيرة لمخزون السمك السطحى فإن القدرة الانتاجية المتجددة تتجاوز مليونين ونصف المليوم طن مترى سنويا .

1- المصايد الطبيعية البحرية

تحتضن المياه البحرية المغربية اربع مجموعات من المصايد اهمها :

- المصايد المتوسطية: وتضم اساسا مصيدة السردين والمصيدة القاعية

- المصايد الاطلسية الشمالية والوسطى:  وتحتضن بالاساس مصيدة السردين الشمالية والوسطى مصيدة الروبيان ومصيدة القد الابيض والانواع المرتبطة به

- المصايد الاطلسية الجنوبية تتكون من مصيدة رأسيات الارجل الممتدة جنوب مدينة طرفاية ومصيدة السردين

- مصايد متخصصة مكونة من مصيدة التونة والمصايد الجديدة إلخ .

إن رصد واقع المصايد البحرية بالمغرب يفضى الى الاستنتاج الذى مفادة أن هناك اختلافا فى درجة استغلالها لكن بصفة إجمالية وباستثناء مصايد السردين الاطلسية الجنوبية والمصايد الجديدة يمكن اعتبار معظم المصايد فى وضعية الاستغلال الكامل بل حتى الجائر.

2- الاستزراع السمكى الساحلى والبحرى

 رغم توفرة على ساحل يمتد على 3500 كلم فإن المغرب لايمكن اعتبارة بلدا استزراعيا .كل الارقام تاكدا هذا المعطى . فقد تراوح حجم الانتاج خلال العشر سنوات الماضية ما بين 1000 و 3000 طن سنويا . ويعود ذلك على الارجح الى انشطة الصيد التى ضلت ولاتزال تجتذب كل الاهتمام فى الوقت الذى لا تتجاوز فية نسبة الانتاج الاستزراعى 0.2% من حجم الانتاج السمكى الاجمالى .

3 – تطور حجم الانتاج الوطنى من المصايد البحرية

عرف قطاع الصيد البحرى خلال الثلاث عقود الماضية تطور سريعا حيث انتعشت عدة مصايد تحت تاثير عوامل مشجعة كوفرة الموارد السمكية انذاك وتزايد الطلب الخارجى للاسماك ذات القيمة العالية واعتماد تدابير محفزة للاستثمار من قبيل التدابير المالية والقانونية .ولاهمية انقطاع حاولت الدولة المغربية من خلال الحكومات المتعاقبة ارساء تدبرها للصيد البحرى على اساس استغلال الموارد البحرية من خلال اساطيل وطنية بالموازاة مع اساطيل اجنبية يرخص لها فى اطار اتفاقات للصيد البحرى وقد كان لدخول الاساطيل الاجنبية ز كما هو متوقع تداعيات على القطاع لازال الاختلاف قائما حول ايجابياتها وسلبياتها . عرف الانتاج الوطنى من الاحياء المائية ارتفاعا مضطردا ، فى المتوسط خلال عشرية 1995 – 2005 إن على المستوى الكمى او القيمة حيث ارتفعت إنتاجية القطاع من 852 الف طن خلال سنة 1995 الى 946 الف طن بحدود سنة 2005  ويعود هذا الارتفاع المسجل الى مرد ودية الصيد الساحلى المتزايد بيد ان فرع الصيد فى اعالى البحر عرف فى نفس الاونة تراجعا مستمرا استقر الى حالة متأزمة لا زالت تداعيتها قائمة لحدود اليوم .

وتجدر الاشارة الى ان للعوامل الهيدرومناخية بالغ التاثير على مستويات الانتاج وخصوصا فيما يتعلق بالاسماك العائمة ورغم تارجح حجم الانتاج ما بين سنة واخرى إلا أن ذلك الامر لا ينعكس بحدة على رقم المعاملات نظرا لضعف القيمة التجارية للاسماك العائمة التى تشكل معظم الافراغات . على المستوى النوعى يهيمن السمك العائم على الكميات المصطادة حيث يرجع النمو على الكميات المصطادة حيث يرجع النمو الكمى المسجل على مستوى الانتاج الوطنى اساسا الى زيادة إمدادات السمك العائم التى وصلت فى المتوسط الى نسبة 77% وخلال الخمس سنوات الماضية اسهمت انشطة الصيد الساحلى بمعدل92 % من الانتاج الكمى الجمالى فى مقابل 6% فقط بالنسبة للصيد فى اعالى البحر لكن رقم معاملات هذا الاخير وصل الى حدود 40%  من القيمة الاجمالية للقطاع برمتة بل إنة قبل خمس سنوات كان دائما يسهم بنسبة تفوق60 % من القيمة الاجمالية لمنتجات القطاع .

4 – اهم اساليب وتقانة الصيد المستخدمة

معظم اساطيل الصيد المتواجدة بالمغرب تنتمى الى الصنف التقليدى حيث تمارس انشطتها فى اطار مصايد تقليدية تمتاز بالتنوع الشديد ويضم قطاع الصيد اساسا ثلاثة انواع من الصيد : بأعالى البحر والصيد الساحلى والصيد الحرفى .

1.4الصيد بأعالى البحر

تكتسى أنشطة الصيد فى اعالى البحر اهمية بالغة نظرا لاسهامها فى جلب العملة الصعبة إلا ان دورها الاجتماعى يبقى جد منحصر حيث لا تتجاوز حصتها فى توفير العمالة 10%  من مناصب الشغل المباشرة كما ان إسهامها فى الامدادات الغذائية بالاسواق المحلية يبقى متواضعا نظرا لانفتاحها المفرط على الاسواق الاجنبية .

يضم اسطول الصيد فى اعالى البحر 352 وحدة مسجلة للصيد بالجياب القاعى تستهدف راسيات الارجل والسمك الابيض و 62 وحدة مسجلة للصيد بالجياب القاعى تستغل الروبيان . و 12 وحدة مسجلة للصيد بالجياب السطحى و 22 سفينة مبردة وفى السنوات الاخيرة تطور نمط جديد للصيد بقوم على استئجار وحدات مجمدة للصيد بالجياب السطحى تستهدف الاسماك السطحية الصغيرة .

2.4 الصيد الساحلى

يكتسب الصيد التقليدى اهميتة من الدور الحيوى الذى يلعبة على المستويين الاجتماعى والغذائى حيث يعتبر هذا الاخير اهم مصدر لسوق الشغل واول مورد للاسواق المحلية من المنتجات السمكية وخاصة الاسماك السطحية الصغيرة علاوة على اسهمة الكبير فى تصدير السمك الابيض . يتكزن  اسطول الصيد الساحلى من حوالى 2522 وحدة مسجلة منتشرة على 505 وحدة صيد بالجياب و 464 وحدة صيد بشباك السردين و 908 وحدة صيد بالخيط و 261 وحدة للصيد المتعدد جياب شباك السردين و 70 وحدة للصيد المتعدد جياب خيط و 188 وحدة للصيد المتعدد خيط – شباك السردين و 126 اخرون .

3.4 . الصيد الحرفى

يؤدى هذا النشاط دورا مهما على مختلف الاصعدة ، سواء تعلق الامر بإحداث مناصب الشغل او بتزويد المستهلك بالبروتينات الحيوانية او بجلب العملة الصعبة . ويتميز اقتصاديا بتحقيقة لمردودية اعلى تلك التى تحققها انواع الصيد الاخرى وذلك لكونة لا يتطلب رؤوس اموال كبيرة .يضم اسطول الصيد الحرفى تشكيلة جد متنوعة تتكون من حوالى 18 الف قارب ينتشر معظمها فى الاقاليم الجنوبية للملكة وتنشط هذة المراكب انطلاقا من حوالى 170 نقطة ارتباط .

5- السياسات الاقتصادية والانتاجية والفنية

فى الوقت الراهن كل المؤشرات الانتاجية تبرهن على اهمية القطاع المتزايدة فمساهمة هذا الاخير فى الاقتصاد الوطنى (القيمة المضافة الناتجة عن انشطة الصيد والتعبئة والتحويل والتسويق ) وصلت الى حدود 2.41% من الناتج الوطنى الخام وهى نسبة ضعيفة بالنظر الى طول الشاطى المغربى (3500 كلم ) وشساعة منطقتة الاقتصادية الخالصة (EEZ) التى تغطى مساحة تفوق المليون كلم 2.

تساهم الثروة السمكية مساهمة فعالة فى انتاج الثروة الوطنية وتوازن الميزان التجارى فقد بلغ انتاج المغرب من الاسماك فى غضون الست سنوات الاخيرة حوالى مليون طنا  سنويا اى ما يعادل فى المتوسط 6 مليارات من الدراهم سنويا مساهمة بذلك بأكثر من 55% من قيمة صادرات المغرب الغذائية والزراعية و 12% من صادراتة الاجمالية .

اما معدل الاستهلاك المحلى من الاسماك فقد بلغ 11 كيلو غرامات للفرد الواحد ، لذا فإن الجهات الوصية تعتزم الرفع من هذا المعدل الستهلاكى وذلك عبر سلسلة من التدابير تهدف الى تحسين الجودة والرفع من مستوى العرض وكذا الى ضمان فعالية شبكات التوزيع بكافة انحاء التراب الوطنى .

اما فيما يخص احداث مناصب الشغل فإن القطاع لازال يشغل بصفتة مباشرة وغير مباشرة ما بين 300 و 400 الف عامل من بينهم 106 الف بحار يتوزعون على 350 مركبا نشيطين للصيد بأعالى البحار وأزيد من 1831 مركبا للصيد الساحلى وحوالى 18 الف مركبا للصيد التقليدى ويظل الصيد الساحلى مسيطرا بالنسبة للانتاج حيث يساهم بنسبة تفوق 90% من الانتاج الاجمالى بينما يساهم كل من الصيد بأعالى البحار والانشطة الساحلية الاخرى على التوالى بـ 8% و 2%

 وعلى صعيد اخر تعتبر معالجة الثروات السمكية مكونا مستقبليا لقطاع الصيد و ذلك امام سوق عالمية تتميز بتزايد الطلب على المنتجات البحرية المحلية وأمام متطلبات المستهلكين الباحثين عن منتجات ذات جودة تستجيب للعادات الاستهلاكية الجديدة .

 وقد قام المغرب باعتبارة من كبار مصدرى الاسماك بالمنطقة العربية استجابة لمتطلبات السوق بتحديث بنيات هذا القطاع ونهج سياسة تنموية استنادا الى مبدا التنتافسية ويشمل هذا القطاع الغنى بمكوناتة صناعات التعليب ونصف التعليب والتجميد وتجهيز السمك الطازج وانتاج دقيق وزيت السمك ومعالجة الطحالب البحرية وبالاضافة الى انشطة ثانوية تتمثل فى تجهيز الصدفيات وتشير الاربيان والتجفيف والتدخين .

 هذا وسيفتح اتفاق التبادل الحر بين المغرب والولايات النتحدة الامريكية افاقا جديدة للتصدير نحو السوق الامريكية وفرصا جديدة للاستثمار فى هذا القطاع .

ومن جانب تدبير المصايد ، دخلت وزارة الصيد البحرى فى السنوات الاخيرة فى مسلسل وضع مخططات لتهيئة اهم المصليد فبعدما خرج مخطط تهيئة مصيدة الاخطبوط الى حيز الوجود بناءعلى إستراتيجية اعدتها لجان متخصصة مكونة من المهنين وممثلين عن الادارة وعن البحث العلمى شرعت نفس الوزارة فى وضع اللمسات الاخيرة لمخطط طموح يتمثل فى استغلال مخزون للسمك السطحى الصغير بطاقة إنتاجية تقارب المليون طن مترى سنويا يمكن الاقاليم الجنوبية للمغرب من مشاريع مندمجة تساهم فى تنميتها الاقتصادية والاجتماعية . وتراهن الوزارة نفسها على تشجيع استغلال انواع سمكية اخرى غير الاخطبوط وتطوير قطاع صيد الاسماك الموجودة فى الاعماق الكبيرة والتى هى موضوع ابحاث ميدانية تندرج فى اطار التعاون بين المعاهد العلمية للابحاث البحرية بالمغرب ودول اوروبية .

محمد الناجى

معهد الحسن الثانى للزراعة والبيطرة

الرباط – المغرب

اعدته للنشر على الموقع/ أمانى إسماعيل

 

المصدر: مجلة انفوسمك
MedSea

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

604,270