جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
|
<!--<!--
|
|
إسرائيل تسطو على فسيفساء بيزنطية وتنقلها إلى «نزل السامري» لاصطياد السياح ما لا يسرق يطحن حجارة لبناء الجدار العازل
«نزل السامري الطيب»، هو موقع اثري مرتبط، وفقا للتقليد المسيحي، بقصة ذلك السامري الطيب الذي ساعد السيد المسيح عليه السلام، وهو عائد من أريحا إلى القدس. ويعتبر هذا الموقع الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أحد المقاصد السياحية للحجاج، ومنذ فترة تجري فيه دائرة الآثار التابعة للاحتلال، أعمال ترميم واسعة تمهيدا لافتتاحه في عيد الفصح، الذي يعتبر الموسم السياحي الديني الرئيسي في فلسطين. والموقع مغلق الآن، بسبب أعمال الترميم، لكن «الشرق الأوسط» تمكنت من تتبع مسروقات أثرية، نقلتها سلطات الاحتلال إليه، تحضيرا لافتتاحه. بدأت القصة منذ عدة اشهر، عندما نفذت إسرائيل، تنقيبات واسعة، تعتبر، وفقا للقوانين الدولية، غير شرعية لأنها تجري في أراض محتلة، في موقع «دير القلعة» الأثري، شمال الضفة الغربية، تم خلالها الكشف عن سلسلة من الغرف والأرضيات الفسيفسائية الملونة والعادية، عليها رسوم، إضافة إلى الكشف عن قنوات مائية، وصهاريج ومعاصر عنب ومدافن. وعمدت سلطات الاحتلال، إلى خلع الأرضيات الفسيفسائية النفيسة ونقلتها من «دير القلعة» الذي يقع على قمة مرتفعة تطل على الساحل الفلسطيني، الذي كانت إسرائيل احتلته عام 1948. ووفقا للدكتور حمدان طه، مدير دائرة الآثار الفلسطينية، فإن هذا الموقع يمثل ديرا بيزنطيا بطول 54 متراً ويحتوي على ساحة داخلية، وتم تقدير تاريخ الدير بالاعتماد على الدلائل السطحية إلى القرنين السادس والسابع الميلادي، وربما كان قد شيد على عهد الامبراطور البيزنطي جوستنيان. وقبل التنقيبات الإسرائيلية، بينت المسوحات الأثرية وجود بوابة رئيسية في الجدار الجنوبي للدير، ووجدت في المكان بقايا معمارية من أعمدة وتيجان تحمل رمز الصليب، بالإضافة إلى بقايا الخزان المائي المركزي، ويعتبر من أكبر الخزانات المائية المعروفة في فلسطين في الفترة البيزنطية. ولا يوجد ما يشير إلى أن التنقيبات الإسرائيلية في هذا الدير كانت ذات هدف بحثي أو اثري، وانما تمت، بشكل روتيني، قبل تنفيذ أعمال استيطانية، لربط موقع قلعة الدير بمستوطنة بدوئيل القريبة. وعادة ما يتم استدعاء دائرة الآثار التابعة لسلطات الاحتلال العسكرية في الضفة الغربية للكشف عن المواقع الأثرية قبل البدء بالأعمال الاستيطانية، وفي اغلب الحالات، تنتهي أعمال دائرة الآثار، بنقل ما يعثر عليه إلى داخل إسرائيل، ومن ثم ردم الموقع، تمهيدا لبدء الأعمال الاستيطانية من طرق أو تشييد شقق سكنية، أو أعمال تتعلق بالجدار الفاصل الذي تبينه سلطات الاحتلال. وبالنسبة لأرضيات دير القلعة الفسيفسائية، فإن التقديرات كانت تشير إلى أن الاحتلال ينقل الآثار المسروقة إلى متاحف داخل إسرائيل، أو أية أماكن أخرى غير معروفة، ولكن لم يكن أحد يعتقد بان إسرائيل تستغل هذه المسروقات للترويج السياحي، كما اكتشفنا اثناء إجراء هذا التحقيق. وتمكنا من الدخول إلى موقع نزل السامري الطيب، الذي تجري فيه أعمال الترميم الواسعة، تمهيدا لافتتاحه في عيد الفصح المقبل، لنكتشف بأم العين، أن الأرضيات الفسيفسائية المسروقة نقلت إليه. وتشمل أعمال التحضير، وضع الأرضيات الفسيفسائية التي انتزعت من مكانها في قرية دير بلوط الفلسطينية، في إحدى قاعات العرض المفتوحة في الموقع الجديد الشهير سياحيا. وتمثل الأرضيات الفسيفسائية، رسومات نباتية في غاية الإتقان، وأخرى تصور تقلبات الفصول على عقود العنب، بالإضافة إلى تشكيلات هندسية متنوعة. ولا تنكر سلطات الاحتلال ما فعلته، حيث تجري التحضيرات لوضع النقش اليوناني الفسيفسائي الذي انتزع من القرية الفلسطينية، والخاص باللوحات الفسيفسائية، مكانه بين هذه اللوحات لتشكل مجتمعة أرضية فسيفسائية كبيرة وجميلة. ويمكن فهم سعي سلطات الاحتلال لنقل الأرضيات الفسيفسائية إلى الموقع الجديد، إلى فقر هذا الموقع من ناحية أثرية رغم شهرته، وعدم وجود أرضيات فسيفسائية كبيرة فيه، لذا عمدت سلطات الاحتلال إلى صنع أرضيات فسيفسائية حديثة حول قطع فسيفسائية قديمة ومتفرقة في الموقع. ويظهر الهدف التجاري واضحا من الترميمات التي تجري في الموقع، الذي من المتوقع أن يستقطب آلاف السياح، وحتى وهو مغلق الآن، يقصده الحجاج والسياح، محاولين الدخول إليه. وتروج للموقع مدينة معاليه ادوميم الاستيطانية التي يجري العمل لربطها بمدينة القدس، وسط استنكار دولي وحتى أميركي علني. وتعتبر هذه المدينة الاستيطانية الضخمة التي تقع شرق القدس بأن موقع «نزل السامري الطيب» هو ضمن حدودها، مما يجعل اهتمام سلطات الاحتلال به لا يخلو أيضا من أغراض سياسية. ولم تقتصر عمليات سلطات الاحتلال في نزع اللوحات الفسيفسائية من أمكنتها الطبيعية في دير القلعة فقط، ووفقا لمصادر اثارية فلسطينية، فإن عمليات سرقة الآثار التي تتم بشكل رسمي إسرائيلي، عن طريق سلطة الآثار الإسرائيلية، تشمل عشرات المواقع الأثرية، مثلما يحدث الآن في عدة مواقع في محافظة سلفيت، شمال الضفة الغربية التي تضم اكثر من 150 خربة أثرية، تحوي آثارا لعهود تتابعت على فلسطين، وكذلك الأمر في قرى محافظتي رام الله والخليل الغنيتين بالخرب الأثرية. ومن اللافت، أن إسرائيل تسعى للاستفادة، من أية أعمال تنفذها في هذه المواقع، فإذا عثرت على آثار فإنها تنقلها إلى أماكن أخرى مجهولة، وحتى الحجارة الأثرية التي لا تعتبرها ذات أهمية أثرية كبيرة، فإنها، تضعها في كسارات خاصة تحضرها للمواقع، لتستخدم ما ينتج منها من مواد في بناء جدار الفصل، وهو ما يحدث الآن في شمال الضفة الغربية، وفقا لشهود العيان الفلسطينيين
|
|
ساحة النقاش