فلسطين والدولة الفلسطينية إلى أين ؟!
وفقا للأوضاع الجديدة التي تدور في منطقتنا والحراك الفلسطيني من أجل إستحقاق ما يسمى أيلول ، نجد من الضرورة للعودة والتذكير ، لمعادلة التوازنات الدولية ، التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية.
ويمكن بسهولة تامة ...
إدراك معطيات هذه المرحلة ، التي تتميز بالاندفاع المتزايد، الغير محدود ، من قبل أمريكا في تأييد ( الصهيونية العالمية) ، حيث دعتها بذلك أسباب عديدة : 
أولها: مصالح الولايات المتحدة في المنطقة .
ثانيها : اصوات الناخبين اليهود . 
ويذكر (وليم ايري) في كتابه ( أصدقاء أمريكا في الشرق الأوسط) ، بأن الرئيس ( ترومان) ، رد على منتقديه سياسة واشنطن المنحازة لليهود قائلا : 
( آسف أيها السادة , إن علي أن استجيب لمئات الآلاف من النخبين اليهود , و الذين يتمنون بقوة نجاح الصهيونية وليس هناك مكان للعرب بين الناخبين .
و المعروف أن الرئيس ( ترومان ) اعترف (بإسرائيل ) بعد دقيقتين من إعلانها عام 1948 , ووضع برنامجا ضخما لتثبيت هذه الدولة اللقيطة , وتزويدها بالسلاح .
واستمرت سياسة الولايات المتحدة المنحازة لليهود بذلك على نفس هذا السياق ولم يشذ عنها جميع رؤساء أمريكا . حتى الرئيس ( روزفلت ) الذي كانت له أفكار هادئة من هذا الجانب لم يمانع أبدا من قيام دولة إسرائيل فقد صرح عند رجوعه في مؤتمر يالطة علم 1945 بصراحة:
( القضية ينبغي أن تناقش دبلوماسيا مع البريطانيين و العرب , بحيث انه إذا كان من الممكن قيام دولة فإنه من الممكن أن تقام سلميا ) .
كما أن ( روزفلت ) لم يعارض ( هجرة اليهود ) إلى فلسطين , وإقامتهم في المستوطنات . بالعكس حدد في مناسبات عديدة سياسته الملتزمة :
(بإدخال اكبر عدد ممكن من اليهود إلى فلسطين ).
ونتساءل ...
إذا كان هذا الرجل محايدا , كما يقول بعض الناس الطيبين , لماذا يدعو إلى إدخال اكبر عدد من اليهود إلى فلسطين ؟! 
ونتساءل أيضا ...
الم يكن من وراء سياسته الهادئة تخطيطا مبيتا لإقامة ( دولة لليهود ) ؟! 
و اعتقد أن أجوبة هذين التساؤلين غير صعبة ، خصوصاً إذا عرفنا أن السياسة العامة للولايات المتحدة الأمريكية ثابتة ، و لن تتغير بتغير الرؤساء الأميركيين الذي يتغير فقط هو الأسلوب و أسلوب روزفلت حتماً يختلف عن أساليب من جاء بعده إلى البيت الأبيض . 
و لكي نكون موضوعيين ، نؤكد على أن الرجل التزم سياسة مرنة ، لكي يرضي جميع الأطراف حيث دعته هذه السياسة إلى إعطاء وعده المشهور (لابن المسعود ) في 5 ابريل عام 1945 عندما قال له : 
(أريد أن أعطيكم تأكيداً رسمياً بأنني لن افعل أبدا شيئاً مضاداً للمصالح العربية )
و لكن تأكيد روزفلت الرسمي كان مجرد أقوال لإرضاء العرب لان سياسته لن تتعارض بالنتيجة مع سياسة الولايات المتحدة العامة . 
و برأيي ، إن أسلوبا مرناً كهذا قد أعطى حقوقاً لليهود ، بصورة مباشرة و غير مباشرة و مكنهم بعد ذلك من إعلان دولة لهم ، في ارض لم يملكوها أبدا.
مما يدعونا للاعتقاد بأن هذه السياسة في تأييد إسرائيل لا تتغير لوجود ثوابت فيها لا يمكن مساسها و قد ساعد على نشوء و استقرار هذه الثوابت مصالح متزايدة في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى تحرك جماعات اللوبي و الضغط الصهيونية في أميركا .
و لا نريد هنا استعراض مواقف و تصريحات الرؤساء الأميركيين المنحازة لإسرائيل كل ما نريد قوله إن سياسة واشنطن تجاه تل أبيب التزام تفرضه المصالح و اصوات الناخبين اليهود و أتصور أن هذا الالتزام دعا وايزمن في المؤتمر الصهيوني الثاني و العشرين بازل 1946 بالى التحرك بسرعة لإقامة كومنولث يهودي مندمج مع النظام الديمقراطي العالمي بعد أن لمس تعاطف الرئيس ترومان مع الأهداف الصهيونية .
يظل التعاطف و الالتزام يخيم على كل تصرفات الولايات المتحدة رقم تغير رؤسائها إلى أن جاء الرئيس كلينتون إلى البيت الأبيض و أراد أن يعبر عن التزامه و تعاطفه بطريقته الخاصة عندما حضر محفلاً صهيونياً واضعاً على رأسه على رأسه قبعة يهودية صغيرة تأييد اًلمواقف إسرائيل و تحدياً لمواقف العرب التي لم تعد موافقا بل تراجعات و تنازلات كما انه قد القي في مؤتمر ألإيباك الصهيوني كلمة قال فيها : 
- إن دوري سينحصر في تخفيف حجم المخاطر التي ربما تتعرض لها إسرائيل ..
ثم تطرق بعد ذلك إلى التجهيزات العسكرية التي زودت إدارته بها إسرائيل لزيادة قدراتها العسكرية كل هذا و عملية السلام المزعومة جارية !!
و لم يكتف عند هذا الحد فقد صرح ليهود متطرفين في أميركا قائلاً لهم بشأن الجولان المحتلة : 
(طالما ظلت إسرائيل ترفض الانسحاب فإني لن أتدخل في ذلك ) 
إذا هو التزام و تعاطف فرض نفسه على كلينتون منذ اليوم الأول لدخوله إلى البيت الأبيض و أتخطر انه قال في ذلك اليوم بالذات : 
للولايات المتحدة مصلحة حيوية في امن إسرائيل فقط بل أيضا في التعاون الاستراتيجي بين بلدينا .
و في ظل التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل و أمريكا أجريت عملية السلام ، حيث قفز المفاوض العربي على كل هذه الشواهد و الحقائق و قبل بعطاء التنازلات بحجة المستجدات الدولية ، و بعد زوال مرحلة الحرب الباردة ، و اضمحلال دور الاتحاد السوفيتي و تلاشيه ، في حين أن هذه المستجدات تقضي صمودا اكبر و نوعا من التنظيم و الإدارة و التلاحم في الصف العربي و الإسلامي لمواجهة المؤتمرات الخطيرة التي تحاك و تخطط للمنطقة و إذا نريد السلام فلا بد أن يكون عادلاً و شاملاً و ليس مفروضاً من واشنطن و تل أبيب لأنه لو فرض بهذه الطريقة سيجعلنا نضع ألف علامة استفهام على عملية السلام برمتها و على رموزها و مؤيديها .
إن الكثير من المهتمين بالشؤون الدولية ، عندما شاهدوا الموفد التفاوضي العربي و هو يلهث وراء إسرائيل طمعاً بسلام لا يرجع ابسط الحقوق المغتصبة وصفوه بأنه : 
استسلامي يدفعه لذلك التشتت العربي ، و ضياع القرار التفاوضي العربي الموحد و اختلاط الأوراق و المفاهيم و الغوص بعيداً في خضم المعادلات الدولية الجديدة و الاستسلام لها بذل يندي له الجبين .
 
ماذا تستنتج من ذلك ؟ 
نستنتج أن الأزمات لا تعلل و بالتالي لا تفهم جيداً و لا يمكن حلها إذا قطعنا الخيوط بين ماضيها و حاضرها لانتا لو فعلنا ذلك سيكون تحليلنا للمشكلة مبتورا و فيه شيء من البلاهة و البساطة و السطحية المفرطة و مثلما نعرف أن لكل أزمة كليات و جزئيات و الحكمة تقتضي أن نفهم بتواصل مستمر بين الكلي و الجزئي في أي قضية فعندما نناقش الموضوع يجب أن لا نطوف حوله ، لأننا إن طفنا حوله لم نميز فيه إلا ماهيته بورة جميلة و المطلوب هو أن نفهم بمنطق استقرائي (موضوع ألازمة و جوهرها في نفس الوقت بكل ما في الجوهر من جزئيات و قضايا و تفاصيل و ملابسات مع فهمنا الدقيق للظروف الآنية المحيطة بالأزمة وربطها بالظروف الأولية و التاريخية التي أدت غالى نشوئها .
و بغير ذلك ، سنخطئ التقييم و التحليل لان الأحكام لابد أن تستند إلى تفاصيل جزئية عديدة لكي يكون الكلي معبرا عن جزئياته و تفاصيله و بهذه العقلية التي لا تلغي الأسباب الحقيقية و الموضوعية للازمة يمكن أن نكتشف أن هناك مصالحاً دولية في إيجاد دولة إسرائيل و في تأييدها .
وفي ظل معيار المصلحة هذا متحكما بالقرارات السياسية الخارجية للكبار ، فنراه يدفع بريطانيا العظمى للمناداة بإنشاء دولة لليهود ، ثم نراه يحمس الولايات المتحدة في دور لاحق لإقامة الدولة اللقيطة و في الضغط على الأمم المتحدة لإصدار قرار التقسيم و في الاعتراف بدولة إسرائيل بعد دقيقتين من إعلانها .
ضمن هذا الخط الموصل بين الكلي و الجزئي للازمة ، ممارسات عديدة و خداع له حدود لا يعرف له حدود من قبل الأطراف الدولية الكبرى لتحقيق برنامج الصهيونية في المنطقة . 
و نرى أيضا ، إن كل دعوات السلام منذ اقتراح (وودهير) بعقد مؤتمر سلام بين العرب و اليهود في لندن عام 1939 و إلى يومك هذا كلها كانت وسائل للحفاظ على مصالح الدول و الحفاظ على امن و استقرار إسرائيل و هذا السلام حتما ليس من اجل السلام إنما لاستسلام الشعوب و إخضاعها و نهب ثرواتها . 
و اتفاق أوسلو ، الذي وقع بين الفلسطينيين و اليهود لم يخرج عن هذا الإطار مما يجعلنا نقول بكل ثقة : 
بأن هذا السلام المزعوم هو سلام هش و على الورق فقط لأنه لم يعط كل الحقوق لأصحابها الحقيقيين ، و لا ندري كيف رضخ المفاوضون الفلسطينيون في اتفاقية أوسلو لكل شروط إسرائيل ؟! ألم يعلموا أن هذا كل ما تتمناه و تريده تل أبيب و منذ فترة طويلة ! بلحاظ أن كاتبين إسرائيليين كتبا أسمياه (الحرب اللبنانية الإسرائيلية ) ذكرا فيه على لسان شارون عندما كان وزيراً للدفاع : 
بأن الظروف ستهيئ بعد طرد منظمة التحرير الفلسطينية إلى خارج لبنان ، و سيتم عزل الضفة الغربية و قطاع غزة ، عندها (سيقبل الفلسطينيون المعتدلون بشروط إسرائيل للتعايش السلمي ، أو بدقة أكثر سيكونون غير قادرين على رفض تلك الشروط ).
و كذلك فإن هنري كيسنجر قال سنة 1975 تأييدا لإسرائيل : 
أن العرب سوف يلجئون إلينا لذلك يجب أن لا نذعن للابتزاز ، و يجب أن لا تصيبنا البيانات المتطرفة بالرعب ، و يمكن أن يكون الصبر سلاحنا عندما ينكسر الجمود و يتجه العرب المعتدلون نحونا نتحرك لإحراز تقدم . 
و نذكر ، مرة أخرى بأن (كيسنجر) لم يقل ذلك ألان ، بل قاله منذ فترة طويلة عندما كان يخطط و يناور و يطبق (الخطوة خطوة ) لخدمة أهداف إسرائيل التي يعتبرها بالنتيجة أهدافه و متبنياته و قد أثارت سياسة كيسنجر الخارجية هذه اهتمام كتاب أميركيين كثيرين منهم الصحافي المعروف (جاك أندرسون) الذي كتب عن هذه السياسة بشيء من التفصيل و التحليل ، و حصل نتيجة لذلك على جائزة بوليترز و من المعروف أن أندرسون يعتبر من أشهر الصحفيين الأميركيين لأنه ينشر ما يكتبه في أكثر من 800 صحيفة عالمية .
و هكذا عند متابعة كثير من تصريحات قادة إسرائيل في تلك الفترة ، نراها متناغمة و منسجمة مع تصريحات أصحاب القرار السياسي الأميركي حيث تدعو هذه التصريحات إلى خلق ظروف ملائمة لدفع العرب و الفلسطينيين إلى مفاوضات سلام لا تمنحهم ابسط حقوقهم و اتفاقية أوسلو حسب ما اعتقد حققت ما كانت تتطلع إليه واشنطن و تل أبيب و ما يتطلع إليه شارون و هنري كيسنجر و غيرهم الكثير ، الذين كانوا يتمنون خلق ظروف دولية أو إقليمية مناسبة تصنع عرباً محبطين عفواً لنقل عرباً معتدلين ، حسب تعبير شارون و هنري كيسنجر يفاوضون إسرائيل بشروط إسرائيل !؟ 
و المضحك إن المفاوض الفلسطيني لم يوقع على اتفاقية أوسلو إلا بعد إصراره على بعض الضمانات و التضمينات الأميركية ، و عند حصوله عليها اعتبر ذلك انجازاً كبيراً ، و نصراً ما بعد بعده نصر !! و تناسى مواقف واشنطن من الأزمة و تناسى أيضا إن أخر من أعطاه هذه الضمانات هو الرئيس كلينتون قد قال في مؤتمر صهيوني ألباك و عملية السلام ما زالت جارية : 
(سندعم إسرائيل و نخفف المخاطر التي تتعرض لها )!!
و تخفيف مخاطر إسرائيل اقتضت من كلينتون الإسراع لإقامة مهرجان توقيع اتفاقية أوسلو في واشنطن .
وبعد أن اطلعت على بنود الاتفاقية بنداً بنداً توصلت إلى التالي : 
- بأنها أضاعت أكثر الحقوق ، التي كان من الممكن الحصول عليها لو كان لدينا تخطيط عربي موحد ، حيث لم يجن الفلسطينيون منها إلا الخديعة تلاحقهم في دورهم و مدنهم و قراهم 
كان لدينا تخطيط عربي موحد . حيث لم يجن الفلسطينيون منها لا الخديعة تلاحقهم في دورهم , ومدنهم و قراهم لأنهم لم يفهموا (منطق المرحلة ) بصورة أفضل و لم يستعينوا برجل قانون متمرس في المفاوضات وعقد الاتفاقيات و هذا خطأ كبير . 
و أتصور أن الأمور قد وصلت إلى ما هي عليه ألان من تعاسة بسبب خصوصاً بعد استلام نتنياهو رئاسة الوزراء ومن  قبله السفاح شارون .اللذان يكرهان كل شيء عربي وفلسطيني وأمعنوا التنكيل والبطش والقتل ودمروا الحجر والشجر على الأراضي الفلسطينية .
و في هذا الجو بالذات ، تنصلت أميركا عن كل التزاماتها و ضماناتها للفلسطينيين كما كان متوقعاً مما دعا نفس الموقعين على اتفاقية أوسلو للقول و كأنهم اكتشفوا شيئاً جديداً : 
بأن هذا العمل فقد مصداقية الولايات المتحدة !!
و المتتبع للأحداث يدرك تماماً .
بأن الأمور ستبقى هكذا إلى أن تتمكن (إسرائيل)من اغتصاب كل شيء باسم السلام تحت أنظار العرب و الفلسطينيين الذين لم يفهموا ما يجري و يخطط لهم ، أقول لم يفهموا لأنه لم تكن لديهم إستراتيجية محددة بدقة وفق أولويات تصل بهم إلى ما يريدون تحقيقه من أهداف .
و هنا أريد أن أضيف ملاحظة علها تفيد ، و هي أن الإحباط و الذهول و الانكسار الذي يلف عالمنا الإسلامي و العربي مما يجري ويخطط له من مؤامرات , هو مرحلة عابرة ستزول , لأن الشعوب الحية لا تموت , ولا يمكن أن تنهزم دائما , خصوصا إذا كان الإسلام عقيدة لها , تنهزم الدنيا كلها ولا تنهزم هذه الشعوب . لماذا ... ؟
لأن الإسلام بالنتيجة لا يمكن أن ينهزم , والإسلام , حتما , روح هذه الشعوب و ديمومتها.
* يمكن أن يمر على الشعوب الإسلامية و العربية فترة ركود فترة هدوء . 
* ويمكن أن تتمرغ كرامتها بالتراب , و تضام .
لكنها لا تموت , ولا تذل على طول الطريق , لأنها في لحظة رجوع إلى ذاتها , وإلى إسلامها الصحيح, في لحظة تأمل واعية مع العقل و المنطق ستنهض وتعيد كل أمجادها , وحضارتها و كل حقوقها المهدورة و المغتصبة . و هذا يقتضي نضجا كبيرا و فهماً موضوعياً لأزماتنا و مشاكلنا حينها سندرك بأننا لم نكن نخطط و نفهم كما يخطط و يفهم الآخرون ، و لم تكن لدينا إستراتيجية عامة و تكتيك مرحلي كما للآخرين حيث كانت سياستنا الخارجية و الداخلية عبارة عن ردود أفعال فعل ورد فعل علي الأحداث !! 
في فترة زمنية رفضنا التفاوض مع (إسرائيل) و كنا محقين في ذلك لان اليهود لا يملكون حقوقاً في فلسطين و لكن من غير المنطقي أن يأتي هذا الرفض كرد فعل على أحداث دولية دون امتلاك آلية علمية لتحقيق قضايانا المركزية .
و كنا حتى الأمس ، نلهث للتفاوض مع إسرائيل دون إستراتيجية والية أيضا ، كرد فعل على أحداث دولية ، و هذا طبعاً اضر كثيراً بمصالحنا و حقوقنا ، لدرجة انه قد أصبح الموقف العربي و الفلسطيني هشاً و ضعيفاً تؤطره التنازلات و المساومات على المبادئ الأساسية .
أليس هذا مثيرا للدهشة !!
و إذا ظلت هذه العقلية الانفعالية مع الأحداث هي السائدة ، دون وضع برنامج عمل مرحلي و تعبوي جماهيري وفق أسس منهجية جديدة ، سنفقد الكثير من المصالح و الحقوق التي نعتبرها مشروعة و يبدو في ظل هذا الإحباط و الانكسار .
إن بعض المثقفين العرب مازالوا يكتبون للنخبة ، بعيداً عن هموم المواطن العادي و تطلعاته ، و بعيداً عن الواقع المعاش ، و الاستغراق بمناظرات كلامية غير منهجية ، أدت إلى انشطار المفكرين بين مؤيد لما يسمى بعملية السلام و بين معاد لها .
و هذا يذكرني بوالد الاسكندر الكبير (الملك فيليب ) ، الذي سحق المدن اليونانية لان مفكريها كانوا يحملون (ثقافة الاستسلام ) إضافة إلى ترفهم الفكري المجرد و العقيم ، و ضياعهم في مناظرات فلسفية عبثية لإثبات اللامعقول معقولاً و الخطأ صواباً !! لهذا صاح بهم احد المواطنين العاديين قائلاً لهم بسخرية لاذعة : 
(كل هذا و فليب على الأبواب ) 
و نحن بدورنا نقول لمثقفينا و منظرينا وسياسيينا قبل فوات الأوان : 
كل هذا و اليهود يساندهم الأميركيان على الأبواب يا سادة يا كرام .. اليوم القدس الفلسطينية وغدا ..... ؟!


 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 156 مشاهدة
نشرت فى 15 أغسطس 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,408