القضية الفلسطينية فى عيون الأدباء والشعراء



    

كثير من الكتب والأعمال الإبداعية صورت بشاعة وهمجية قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى ومجازره فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، وهناك أشعار ودواوين حاولت دوما تجسيد معاناة هذا الشعب فى انتفاضاته ضد

الآلة الصهيونية، ورغم كثرتها وقدرتها على عزف مقطوعة موسيقية حزينة أجبرتنا على بذل الدموع سخاءا، إلا إنها لم تستطع أن تجسد المعاناة الحقيقة التى عاشها الفلسطينيون شيوخا ورجالا ونساء وأطفالا.

من هذه الأعمال المجموعة القصصية "دم الزهور" للكاتب الفلسطينى محمد رمضان الآغا، والصادرة عن رابطة الكتاب والأدباء الفلسطنيين. تناول الكاتب فى هذه القصة التى عنون بها مجموعته، قصة فتاة تدعى "سماح" راحت ضحية الواقع المؤلم الذى يعيشه الفلسطنيون، فبدأ الكاتب يعرفنا على بطلة القصة التى لم يتجاوز سنها التسع سنوات ولكنها على دراية بكل المخاطر التى تدور حولها، وكيف تحولت إلى زعيمة وطنية وراحت تردد نشيد على القدس رايحين شهداء بالملايين وراح يسير وراءها العشرات من الأطفال ويرددون نفس النشيد.

ويتصاعد الكاتب فى حماسه ويصور لنا شجاعة سماح، حتى جاءت اللحظة المأساوية التى وقعت فيها قذيفة العدو، وأخذت أرواح تسعة من زهور فلسطين الشجعان، وذكر الكاتب فى تفاصيل قصته أن المدرسة التى كانت تتلقى فيها سماح تعليمها الاساسى كانت تعد لها حفلا لتكريمها لتفوقها فى فن الخطابة ولكن تحول الحفل لتأبين بدلا من تكريم.

وفى عمل أدبى آخر للكاتب ناهض الريس بعنوان "البيارة الضائعة" أوضح لنا الكاتب فى مقدمة كتابه أنه كان يرغب منذ فترة كبيرة فى كتابة عمل أدبى يشتمل على خلاصة ما سمعه وقرأه عن التضحيات الفلسطينية، إلى أن جاء الوقت المناسب الذى شمر فيه عن ساعد الجد للبدء فى كتابة هذه الرواية التى حاول فيها إحياء ذكرى النكبة الفسطينية.

وفى أحداث رواية الريس فى منطقة يافا، جاء شبه المناضليين الفلسطنيين المتخفيين خلف الأسوار وإذ فجأة تقع رؤسهم وينتصب مكانها شواهد قبورهم.

الكاتب مازن قمصية فى كتابه "المقاومة الشعبية فى فلسطين تاريخ من الأمل والتمكين" ،والصادر هذا العام عن دار النشر البريطانية "بلوتو بوكس"، عرض جميع المراحل التاريخية للمقاومة الفلسطينية المناهضة للأفكار والجرائم الصهيونية خلال 130 عاماً منذ الحكم العثماني، وحتى الوقت الحاضر، بالوسائل كافّة، السلمية منها والعنيفة التى جاءت كردّات فعل على وحشية الكيان الصهيونى فى التعامل مع أبناء فلسطين، وتناول أيضا الثورات والأنتفاضات المتلاحقة التى قام بها الأحرار من أطياف الشعب الفلسطينى كافة.

وأشار المؤلف فى كتابه إلى الاتفاقيات التى حثت على إقامة دولة يهودية ومحاولة ألغاء كل ما هو وثقافى وحضارى مترسخ فى أرض فلسطين منذ بدايات التاريخ، مؤكدا على أن كل هذه المحاولات فشلت فى تهميش أو إلغاء حضارة فلسطين والفلسطنيين، كما نراه يدوّن الدروس التى لابدّ من الاستفادة منها، ويكتب توقعاته وتحديات المرحلة المقبلة، والفرص التى لابدّ من استغلالها.

كما وجه الكاتب من خلال كتابه رسالة للغرب أوضح لهم فيها أنهم يسيئون الفهم بالمقاومة الفلسطينية وأن إطلاقهم لفظ "عمليات إرهابية" عليها يعد فهم خاطىء لها لأن المطالبة السلمية للفلسطنيين بحقوقهم لا تجدى مع همجية العدو الصهيونى الغاشم. 

وفى رصد أدبى آخر قام الدكتور محمد سالمان بعمل دراسة أدبية نقدية بعنوان "فلسطين فى الشعر المصرى" الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب عام 2009 تزامنا مع الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية وحاول فيه الكاتب أيضا أن يعرض للمأساة التى نالت من الشعب الفلسطينى على يد الجيش الإسرائيلى منذ عام 1948 وذلك فى لمحة تاريخية.

ورصد الكاتب أعمالَ عددٍ كبيرٍ جدًّا من الشعراء المصريين، الذين كتبوا عن القضية الفلسطينية، مثل إبراهيم عيسى، وأحمد زكى أبو شادى، وأحمد هيكل، وأمل دنقل، وجليلة رضا، وحامد طاهر، وحسن فتح الباب، وسعد ظلام، وشوقى هيكل، وصابر عبد الدايم، وعامر بحيرى، وعبد الرحمن الشرقاوى، وعبد العليم عيسى، وعبد العليم القبانى، وعبد المنعم يوسف عواد، وعبده بدوى، وعفيفى محمود، وعلى الجارم، وعلى محمود طه، وفاروق جويدة، وقاسم مظهر، وكامل أمين، ومحمد الأسمر، ومحمد التهامي، ومحمد حوطر، ومحمد عبد الغنى حسن، ومحمد على عبد العال، ومحمد كامل إمام، ومحمد مصطفى الماحي، ومحمود أبو الوفا، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمود الخفيف، ومحمود غنيم، ومحمود محمد صادق، ومحمد محمد صادق، ومصطفى بهجت بدوي، وهاشم الرفاعي، والوردانى ناصف، ويوسف خليف.

وبدأ فى عرض مجموعة من القصائد الشعرية التى كتبها الشعراء المصريين منذ وعد بلفور وكان منها قصيدة الشاعر أحمد محرم "الوعد المشؤوم"، ثم يُورِدُ تفاعل الشعراء مع القضية الفلسطينية، فيصور الشاعر محمد الأسمر بعضًا من لمحات النضال الفلسطينى ضد الصهيونية المتحالفة مع الإنجليز قائلًا:

رُدِّى حِبَالَكِ عنهمو يا هذِهْ فالغاب يؤخذ من قوى أخاذه

تسعون يومًا والعرين مُزمجر غَضَبًا على من فيه من شذاذه.

ولم يَغفل الشعر المصرى عن رصد جرائم الصهاينة فى فلسطين، وفى هذا الإطار كتب عددٌ من الشعراء المصريين بقلوب حزينة وعيون دامعة عن مجازر "دير ياسين"، و"كفر قاسم"، وغيرهما، ومنهم الشاعر شوقى هيكل، الذى قال:

اذكروا فى الدَّهْر ذِكْرَى كَفْرِ قَاسِم

واذكروا ياسين ديرًا لم يسالِم

واذكروا الجسر الذى ظلَّ يقاوم

واذكروا القدس وفيها الموت جاثم

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 229 مشاهدة
نشرت فى 13 مايو 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

383,593