جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
القوى الثورية وإنقاذ الثورة المصرية
أصبحت الثورة المصرية الآن في مهب الريح بعد أن تم الحكم على قتلة الثوار بالبراءة، وبعد أن دخل رئيس وزراء مبارك أثناء الثورة المصرية الفريق أحمد شفيق مرحلة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية مع مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي، وبعد أن سمح بإستبعاد بعض مرشحي الرئاسة دون سند قانوني من سباق الترشح مثل الأستاذ/ حازم صلاح والمهندس/ خيرت الشاطر والأستاذ/ أيمن نور وغيرهم، وبعد منع حصول مرشحي الرئاسة على كشوف الناخبين والتي تحتوي على أسماء متوفين وأفراد من الشرطة والمجندين.
أصبحت الثورة المصرية في خطر بعد أحداث خطيرة وقعت خلال الخمسة عشر شهرا التي تلت تنحي مبارك يوم 11-2-2011، مثل: مسرح البالون وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء ومجزرة بورسعيد وأخيرا أحداث العباسية، ولم يتم فيها محاكمة المسئول عن تلك الأحداث وكأن القانون في أجازة بمناسبة الثورة.
أصبحت الثورة المصرية في خطر بعد حدوث شرخ كبير في القضاء المصري بعد هروب الأجانب في قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الأهلية التي تعمل بدون ترخيص، وبعد أن تم إهدار أخكام القضاء الإداري في قضية جنسية والدة المرشح الرئاسي المستبعد/ حازم صلاح أبو إسماعيل، وإهدار حكم القضاء في حق المرشح الرئاسي المهندس خيرت الشاطر وأيمن نور بعد حصولهما على عفو شامل، وعدم الحكم على قتلى المصريين في الأحداث الكثيرة بدءا من موقعة الجمل وحتى موقعة العباسية.
أصبحت الثورة المصرية في خطر بعد أن أصبحت مباني الدولة المصرية مثل مبنى وزارة الدفاع ووزارة الداخلية أهم عند المجلس العسكري من حياة المصريين الذين يتساقطون قتلى بحجة محاولة الاعتداء على تلك المباني، وهذا لم يحدث على الإطلاق بدليل المسافة الكبيرة جدا بين شارع محمد محمود ووزارة الداخلية، وبين ميدان العباسية ووزارة الدفاع، خاصة أن المجلس العسكري كان يمكنه أن يمنع تلك الأحداث بوضع أسلاك شائكة تحيط بتلك المباني مثلما فعل في مبنى الإذاعة والتليفزيون، لكنه الإصرار على استباحة دماء المصريين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة برد حقوق الشهداء والمصابين وتغيير لجنة الانتخابات الرئاسية بعد ما رأيناه منها بالإصرار على تزوير إرادة الشعب المصري.
أصبحت الثورة المصرية في خطر بعد أن أخذ الإعلام المصري يعود إلى سابق عهده بتشويه صورة الثوار والثورة المصرية، خاصة تشويه صورة الإسلاميين الذين نجحوا في مجلس الشعب الذي تعمد المجلس العسكري أن يجعله بلا صلاحيات حتى يثور الشعب نفسه على سوء أدائه كما يصور الإعلام المصري بتوجيه من السلطة التنفيذية الحاكمة للبلاد.
وأخيرا أصبحت الثورة المصرية في خطر بعد أن اجتمع الثوار برئاسة مرشحي الرئاسة الذين خرجوا من السباق ويطالبون بوقف الانتخابات حتى يتم البت في قانون العزل السياسي لاستبعاد أحمد شفيق بعد أن وافقوا على استكمال سباق الرئاسة في المرحلة الأولى قبل البت في هذا القانون، وبالضغط على المرشح الرئاسي الثوري الوحيد الدكتور محمد مرسي والذي ينتمي لحزب الحرية والعدالة بحجة أن الحزب سوف يكون له الأغلبية في البرلمان وأيضا الرئاسة ثم الحكومة (تكوييش)، وهذا يؤدي إلى تأثير سلبي على القوى السياسية التي قد تقاطع الانتخابات نتيجة هذا الضغط على المرشح الرئاسي والذي يصب كذلك في مصلحة مرشح النظام السابق أحمد شفيق.
آن الأوان أن تقوم القوى الثورية بإنقاذ الثورة عن طريق:
1- الوقوف بجانب مرشح الثورة بقوة بحيث ينجح مرشحها في جولة الإعادة خاصة أن قوى الثورة حصلت في المرحلة الأولى على نسبة 65% من أصوات المصريين
2- الوقوف بجانب مرشح الثورة بقوة بعد الفوز بإذن الله حتى يتم تسليم السلطة كاملة غير منقوصة له خاصة بعد أن أعلن المجلس العسكري حرصه الشديد على بقاء بعض الوزارات السيادية في يده وهذه الوزارات هي: الدفاع والخارجية والداخلية والعدل لتبقى مصر والرئيس المصري مغلولة يده داخليا وخارجيا وأمنيا وقضائيا.
3- الوقوف بقوة بجوار رئيس الجمهورية المنتخب حتى يتم تشكيل حكومة قوية تستطيع أن تحقق للشعب المصري ما خرج من أجله وهو: العيش الحرية الكرامة الإنسانية العدالة الاجتماعية
4- إلغاء الأمن الوطني وسجونه فورا حتى يأمن الناس على حياتهم وحرياتهم
5- إلغاء المحاكم العسكرية والقضاء العسكري والسجون الحربية المتواجدة بالقوات المسلحة والتي تنتهك عن طريقها حريات المصريين، خاصة أن ديننا يرفض تماما هذه الانتهاكات التي تتم في السجون المصرية سواء عسكرية أو مدنية.
6- إعادة هيكلة القطاع الإداري بالدولة حتى لا يكون أداة في يد الحاكم يحركها كيف يشاء ويستخدمها في الانتخابات بالضغط عليه وبتهديده، بل تكون فاعلة ومفيدة في تحقيق الأداء السريع والفعال للتخفيف عن المواطن المصري لأداء مصالحه
إذا لم تؤد القيادة الجديدة للدولة هذه المهام بمساعدة القوى الثورية فعلى القوى الثورية العودة إلى الميدان لتسقط النظام، أهم خطوة في إنجاح الثورة الآن هي إسقاط حكم العسكر
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
والحمد لله رب العالمين
مهندسة/ سحر زكي